مازلتُ بطيفكِ أشدو
مصطفى أحمد البيطار
مازلتُ بطيفكِ أشدو
هلْ أنارتْ في سمائي أنجمُ السَّعدِ ؟...
فأبانتْ مايُخفي الحبيبُ
وما يُبدي...
والمُحبُ المعَنى غير كتومٍ لسرهِ ...
تراهُ دائماً يبثُ ويُفضي
هواهُ لذي ودِّ...
وقلبُه من الجَوى يشتاط ُحرقةً
كأنَّهُ على جمرٍ تحتَ
الرمادِ مُتَقدِ...
يَهيمُ إذا جنَّ الليلُ على وجههِ
بينَ القفارِ والفيافي لم يرَ
بخيالهِ سوى هنْدِ ...
أبتْ العيونُ أنْ ترويَ الكَرى
وعَيني تُمطرُ وهي
دائمةُ السُهْدِ...
أيُّها الحبيبُ أسألكَ أنْ تزورَني
ولو بطيفكَ منْ
غيرِ قَصْدِ...
أيا فاتكةَ العينينِ سِهامُكِ برقٌ
وقدُّكِ المياسُ أيقظَ وجْدي...
يَستحي النَّهارُ إنْ أسفرَ وجهُكِ
وينْسَلخُ إنْ بدا شعْرُكِ
فاحم الجَعدِ...
والشوقُ لم يزلْ يُنازعني وأُعاني
بما رَماني بِسهْميّ مُقلتيهِ
على عَمدِ...
فلم يبقَ لي إلا التَمني بوصالكِ
بعدَ طولِ هجرٍ في
جَنَّةِ الخُلدِ...