في ميدان السبق

د. أسعد بن أحمد السعود

د. أسعد بن أحمد السعود

[email protected]

فتشي عن أخاديد الدمع في خديك

أمهلي الجفون في كوى الليل

في غفلة من ساكني الأعشاش

واصبري لبلوغ التباشير

ويستقر شلال الحزن من عينيك

........

أنت وحدك في الميدان

وظنك بالخيال ها قد بلغت..ذروة المرام

أنا أتوارى وفيّ لوعة ..

في خوف ..

وملامحي وملامح الأشباح في تماهي

تلازمني أعراض توحد

أني أحتكر الحزن وحدي

من قبل أن أراك

وفيك نفسي ولست بواهم

أنا وحدي أحفرللحزن.....

في الخدود جداول..

وأزرع فيها من بذور الشوق شواهد

..........

هاك لتقرأي وفي دفتري

رسم ظلال منخورة

ورسم قوافل....

أنّات وآهات في رمال  ..

غدت من حرقتي رمضاء

هاك اقرأي في أخاديد خدودي

رسم جُد ر  شاهقة

ظلالها  تارة في عتمة وتارة زرقاء

لا استقرار في لونها ولا صفاء

يتكدس فيها المسافرون..

ويتزاحم عليها كل الحالمون

كل ظنهم فيها أحلام نوم

أو آمال هجرة فيها كل الجنان ..

...........

هاك ختم الوصف والكلام

ظلال الحزن في خدودي

ميادين جدباء

لاينبت فيها زرع ولاشوك

ولا رطب ولايابس

حقيقة بؤس خدودي

لا نزيز من أرضها ..لاملح ولا ماء

........

فتشي عن أخاديد الدمع في خديّك

واصبري لبلوغ التباشير

في الصبح.....في الميدان

يعلن النبأ ويقرأ البيان  :

أنا و أنت......وحدنا

ولا ثالث غيرنا

نقف بانتظار جلالة السلطان

أولاً : له الحفاوة والرهان

وثانياً : وهذا جوهر التحدي والبنان

حزني وحزنك ....هنا....ندّان

يجتمعان..........!!!!

على خطوط السبق ..لارجعة

لدندنة ولا.... حنين لموّال  .

أرخي النظر لجفونك الوسنى

ولاعهد بعد اليوم ..لكحل فرح يختال

كان .....فقد... كان

سياجاً يرمي أي قلب بلحظه

واليوم... إرث حزن..وبالأمس ...

وغداً ...سواد في سواد

وليس قصدي بذاك الذي يحرس مقلتيك

وانما...أعني جثم هذا الظلام

ساكنه مارد شيطان ..وقلبه

جرف صخر صلد وصوّان...

..........

هاك ...استعدي

فقد حمحت العيسُ وصاح الحاد

على خط الرحيل..هيّا شدي الوثاق

كل عشق..كان بلون الكحل

كان وكان في خبء الليل

موعد وانتظار...

وبالأمس...نعم وبالأمس :

هاجته ريح عقيم  وذُ رّ مع الرماد

.......

في ميدان السبق ....

خدٌ  ندٌ  لخد  

سرجهما حزن وأخدود عميق .. وعتيق

لكل فارس وفارس....يتسابقان.......

.......

أيتها العير أنت من يعرف تيه الصحاري

وأنت من يعرف الظمأ ويحمل الماء

حفّزي الخُطا وحزني عليك أحمال

قرّي وفي رغائك سراب لحوض 

هناك في البعيد البعيد

وطن....يكرّم فيه ...

أي عاشقان متسابقان

ولا ضير إن كانوا مائة أومائتان

أوحتى ألفاً ...أو ألفان      

هديتهما ...عهد حب لوطن...

وعقد قران....

أضف لهما أيها  الشاهد

جواز سفر  ....

لايجدد كل سنة أوسنتان ...

بل هو أبديّ ولكل البلدان

ولافرق بينه وبين جواز ثان

لا وجود فيه لختم منحه..

  "فرع أمن " ......

أو رخيص حاقد مدعوم

من كلب سلطان........!!!!!