ياصاحب الصورة الحزينة
يا صاحبَ الصورةِ الحزينةِ، لاتنتظر غَضَبـا
مِن عالَمٍ لايَسـتحِقُ إلا نـاراً وحَطَبـا
فهَـذا عالَمٌ مازالَ حتى اليـومَ يحمـي
مَن ذبحَ شَـعبهُ وللوطَـنِ قـد نَهبـا
وأنتَ ماكنتَ لتذهَـبَ هكـذا لـو
أنّـكَ كُنتَ مِمَـن يملكـونَ الذهَبـا
عالَمٌ قد خيّركَ مابينَ أنيـابِ الثعـابينِ
وبطـونِ الحيتانِ ووقفَ عليكَ مُنتَحِبـا
سَـيذرفونَ عليكَ دموعَ التماسيحِ وهُم
في داخلِهِمْ لترحيلكَ يرقصـونَ طَرَبـا
ياشَـعبَ سـورية لاتصدقْ مَن يدّعي
أُخوّتَكَ وفي امتحانِ الاخوَّةِ قد رَسَـبا
ولاتصدق مَن يدّعي صَـداقتَكَ وهـو
مَن للسِـلاحِ عن ثوارِكَ قـد حَجَبـا
منحوكَ البحـرَ فِراشـاً والموجَ وِسـادةً
وصَفّقـوا كُلّما المـوتُ لأبنائِكَ سَـلبا
وجعلوا الشـاحِناتِ لكَ قبوراً وحَجَزوكَ
على الحـدودِ وكأنّـكَ تحمِـلُ جَرَبـا
وأنتَ أيها النائِمُ بسـلامٍ قـد توّجتَ
بنعليكَ رؤوسَ الحُكّامِ، عَجمـاً وعربـا
لاتحـزنْ مِن رَبعِكَ النَشـامى فهُـم
ضَيعوا الشَـرفَ كما ضيعوا النَسَـبا
أنتَ ياولـدي النائِـمُ على الشـاطئ ِ
ولاتعتبْ، فالعالمُ ماعـادَ يفهمُ العَتَبـا
وسوم: العدد 632