همسات القمر 47
* أنحن من نصوغ حروفنا و نكتبها ؟
أم أنها هي التي تكتبنا و تسبغ علينا ثوبا نسجته من مشاعرنا و أحاسيسنا .؟
أيا كان ..
يبقى الحرف هو الحرف ..
زاد و غذاء ..
بلسم و دواء
* من بين أمواج حياة تلاطمني وتتلاعب بي
من بين عواصف أشجار صنوبرية عتيقة تعزف لحني الخجول
من بين دقات طبول واقع تنفث الرعب في فؤادي المضطرب
من بين دمعات الندى ترسل آلامي مترعة بالشجن
من بين غيوم لفت روحي بضبابية كئيبة
من بين ظلام الليل ألبسني عباءة حالكة من نسج يديه
من بين كل هذا ..
لا زلت أرقب شعاعك بدري المنير ..
لا زلت أناجي بهاء سناك لتملأ روحي أنسا و فرحا
لا زلت أرى فيك انعكاس روحي وبلسم جروحي
أيها البدر تجلى ..
* لا مشكلة
إن خالفتك رأيا
لا مشكلة
إن قارعتك فكرا
المشكلة كل المشكلة
إن حاربتك وعاديتك لأنك تخالفني
إن أقصيتك وآذيتك لأنك لا تسايرني
إن رأيت نفسي المقياس الذي يجب أن يكون عليه كل البشر
وإلا أعلنتها حربا شعواء بالحقد والبغض تستعر
ما أبشع الفرقة بين الإخوة والأحبة لمجرد خلاف الرأي ، ناسين أو متناسين أن الذي يجمعهم أكبر بكثير من الذي يفرقهم !
* تخنقني خيوط الشوق ، تغتالني ،تعتصر الفؤاد مني تتلاعب بي..
تقهقه على وقع رقصي الأليم ، تشد خيوطها لتغتال الروح مني ، تنزع الحياة من قلبي السقيم .
* تساؤل غير بريء
لماذا يصمت علماء السلاطين الذين يزركشون فتاوى اعتداء المسلم على أخيه المسلم ، ولا يفتون بنصرة فلسطين وأقصاها المهدد
ولا يفتون لنصرة سوريا وأهلها الذين تكالبت عليهم وحشية النظام مع وحشية النظام العالمي الأخرس الأعمى
قاتلكم الله علماء السلاطين
* الصمت الصمت بني يعرب !
الصمت في زمن يكون الصوت فيه فريضة ، جريمة
صمت في اللسان
صمت في الكرامة
صمت في حقوق الإنسان
صمت فينا كل شيء حتى سيوفنا أصبحت صامتة يعلوها صدأ قذر مريب
هنيئا لكم بصمتكم ، بل بذلكم !
* نركع تحت أرجلهم طلبا للسلام ، يصفعوننا بأسلحتهم والألغام.
* يا بحر بلادي
كم حملت على ظهرك من مواجع
كم احتويت في بطنك أبناء الفواجع
ما أخالك إلا دامعا حزينا مثلنا
تضطرب أمواجك تلاطم شطا أصم أبكم لا يعي ، وكأنها تخط روايتنا الحزينة على صخوره لتكون شاهدة على تاريخ أسود ، بل وصمة عار في جبين البشرية والإنسانية الكاذبة !!
لك ولنا الله يا بحر
* كلما كتبت ، شعرت بتأنيب الضمير
ينتابني إحساس من لا يجيد سوى الكلام ولا يتقن الأفعال
وآه من هذا الحال
وكلما قررت الإقلاع عن الكتابة ، انتصر عليّ حرفي وتسلق أحاسيسي ومشاعري لينعم بدفء الحياة (أو ربما لينال سعيرها ) من جديد !
وسوم: 637