همسات القمر 58

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* ترتسم الملامح المنسابة من عمق الذاكرة على دروب متناثرة هنا وهناك

تنبعث فيها الحياة

تتراءى لنا حينا كسراب نطارده فيخذلنا

وحينا كومضة برق تتلاشى عن أعيننا

وحينا نصطادها لنحبسها في جدران القلب وزواياه .. وأنى لها الفكاك ...

* مزروع في أعماق القلب

بأنّ الأرضْ

لا تقبل أنصاف حلول!

* نتأرجح على حبال دنيا موغلة في الغموض

نتقافز من حبل إلى آخر 

تتلقفنا حينا بحب ورأفة .. وحينا آخر بصرخة ووجفة

أوَ تستقيم دنيا الغرور ؟

* يأسرني الألم

ويحررني الدعاء وصدق الالتجاء

سبحانك يا من جعلت في مناجاتك شفاء ودواء

* حين ينخر سوس الألم النفس ويحفر له فيها بيتا 

تصبح أكثر شغفا بطيور الفرح

أكثر فلسفة وتحديقا في سماوات الحياة الممتدة امتداد الشجن

أكثر لهفة لاستقبال همسات النقاء وغسل الروح بندى الصفاء

أكثر حبا، أكثر حنانا، أكثر احتماء في خيمة الصمت

أكثر سكونا في ليل ينسلّ من أكوام رمال الكبت ..

أكثر وأكثر .. والوجه المشدوه بماء العيون يشهق ويُسفر

* كلما قررت البقاء على شاطئ من أمان يكتنفني بهدوئه ويمنحني بعضا من سكونه

مدّت موجة مخالب غدرها وجذبتني إلى عمق تيار لولبي يتلاشى فيه صدى صوتي هباء !!

* تتنفس الأحلام عبير المنى

تزرعه في رئتيها بساتين ورود وأحلاما تطرق باب الخلود

توقظنا صفعة الحياة..

نرتد على أعقابنا تائهين

* التصق بذاتي هاربة من قساوة برد تعوي ذئابه ويرتد صدى أصواتها قشعريرة في عمق الروح

ازداد التصاقا أكاد أكسر به عظاما هشة لا أدري كيف لا زالت تتكئ على أرض تهتز لهول ما يتراكض على صفحة خدها الموجوع

تبحر عيناي في زقاق جليدي بحثا عن لحاف يداري خيبة الصقيع المعربد على قلب نبضه يهدر ما بين ألف وهاء

أطبق جفن اليأس المشبع بخيبات تقتنص بقايا الفرح .. أهرب إلى أحلام وخيال .. أصنع عصا توكئي من ألف سؤال وسؤال ..

* تخرمشنا الحياة وتقتات على آهاتنا 

تترك ندباتها على أرواحنا دون أن يرف لها طرف

تلقينا على نواصيها نلملم أشلاءنا ونؤاسي جراحنا

لا ينتشلنا من بطش يديها سوى رحمة منه تتجلى في ليل الدعاء

يا رب..

وسوم: العدد 656