الحبّ قويّ كالموتْ
الحبّ قويّ كالموتْ
يتجلّى ضياءً خاطفاً
يُهدي الأبد أنفاساً نورانيّة
وأنتَ الحبّ الحقيقة
الثّابت فيّ مذ خطّ النّور سبله المستقيمة...
شرّعتَ نافذتي على الغربة
وسكبت في أبدي آلاف السّنين الآتية
تغرّبتَ عنّي بي
وحملتني إلى مباهج الموتِ وأسرار الحياة...
كم من ألم أوقدتَ في سراجي
حتّى أزهر وجع السّنابلِ
شموعاً تنزف قمحاً في بيادري...
كم من زفرة أوهتْ حنايا روحي
حتّى تراءى ليَ السّرمد في شعاع ليلٍ حزينْ...
الحبّ قويّ كالموتْ
يضجّ بالصّمت واليقينْ
ينقش على وريقات الياسمينْ
صباحات تروي بشائر انتظار يأبى الوصولْ
وقدوماً يقارب الحلولْ
وموعداً يئنُّ للاكتمالْ
وفجراً يهمس: " ما أبعد الأقريبن وما أقرب الحبيبْ"...
قويّ أنت كالحياةْ
لطيف كالحزن الملتحف بهاء القدّيسّينْ
تسامر موتيَ فتحييني
تناجي حياتيَ فتُميتني
وتحجب عنّي أنفاسي
في رحاب صدركَ الملتاعِ...
أعانق موتيَ فيكَ
حتّى أراني أعانق ألف ربيعِ
لي فيكَ حبّ قويّ كالموتْ
لكَ فيّ حياة صلدة كالحقيقة...
طوبى لي، أُدفَن في قلبك الأزهرِ
دمعة عشقٍ
تورق جَوْداً في متاحف السّماءْ
طوبى لكَ، تحوك أغصان كرمتي
عرائش تريق الخمر حتّى تثمل الحياةْ.
وسوم: العدد 664