أَلم تعلم ..

أَلم تعلمْ أَخي غسانْ

بِلادي درَّةُ الأوطانْ

فيها الزَيَتُ والزعترْ

والزَيتونُ والريحان

جدائلُ شوقٍ ..

 تاهتْ في الوِجدانْ

أَلم تعلمْ أَخي غسانْ

أنَّ القهرَ في وطني 

قدْ أوجعْ ..

قيوداً أدمتْ المِعْصم ْ

وباتتْ أرضُ أجدادي

أسيرةً في يد السجانْ

يسرقُ كلَّ ما فيها

وَيَبقىْ عطرُها الباقي

وحنونٌ وأُقحوان

يبكي ظلمَ صهيونٍ

فيا حسرةً على الأوطانْ

أَلم تعلمْ أَخي غسانْ

أنَّ سجِننا المُمْتدْ

من نفحةَ لعسقلان

يئِن من لَظى الحِرمان 

لجنديٍ أتى غفلة ْ

فلمْ تعرفْ له لَكْنْة

ولم تفْهم له لٌغةً

إلا " شالوم "

وألفاظاً مقززةً

بها يُقهرُ الإنسان

الم تعلم أخي غسان

أنَّ الحاجزَ المنصوب ْ

على أبوابِ مدينتنا

على جدار  بلدتكم

يخاطِبُنا .. ويخاطبكم

بعبريةْ لم تفهم منها

إلا بضعُ من ألفاظٍ

لا تصلحُ إلا للمبغى

أو لصراخِ السكرى

أو لشوارع المنفى..!!

أَلم تعلمْ أَخي غسانْ

 أنَّ رحلةَ العودة

طالتْ لياليِها .. فلم تُشرق لها شمسٌ

ولم نبلغْ أمانيها

ولم نحفظْ من الأوغاد

إلا .. ما يدمي المقل ..

ويصبَّ السُقْمَ في الأبدان

أَلم تعلمْ أَخي غسانْ