همسات القمر 101
*كثيرا ما أشعر أنني كقارب بلا مجدافين يتراقص بين أمواج بحر هائج تذروه يمينا وشمالا دون أن يملك حيلة، دون أن يعرف فكاكا، دون أن يبصر طريقا لشاطئ الأمن والسلام!
*أتصارع وفكرة تمور في داخلي
ما بين العجز والقوة..تكمن مشاعر مضطربة واجفة لا تدري ما يُفعل بها !
قد نحسب حسابا لكلام الناس، لطلبهم، لرجائهم.. نلبّي حاجتهم وننسى أنفسنا ونتركها رهن القيد والمعاناة التي لا ترحم
أوليست أنفسنا أحق بالإكرام؟
ما بين الأنانية وحسن التصرف شعرة
وما بين الوفاء والجفاء شعرة
وما بين الخذلان ووضع الأمور في نصابها شعرة
فهل يلام من يطلب الهواء النقي ويفرّ بنفسه عن تلوّث يمرض النفس ويرديها؟
أتراه جبان من يفرّ إلى عزلته يطلب راحته
صعبة هي البدايات ..مؤلمة وشديدة اللسع بعض القرارات والخطوات .. ولكن العبرة في النهايات!
ويبقى للنفس كلمتها .. وللمشاعر سطوتها ..
وتبقى حياتنا كموج البحر ما بين مد وجزر
ونبقى الأسارى في دوامة أفكار لا تهدأ.. ومن سعيرها لا مفر ولا ملاذ ولا ملجأ!
*ما يراه البعض انهزاما يراه الآخر واجبا لزاما..
ترغمنا أحيانا الأجواء الملوثة على النأي بأنفسنا عن مستنقعاتها الممرضة
ليس جبنا، ولكن صونا للنفس وحماية لها من الولوغ والسقوط في هاويتها المقيتة
*حين أهمس للبدر ..
حين أحمّله سلاما..
حين أصمت في محراب جماله..
يتملّكني سكون وشرود عن عالم كثرت أوجاعه وزادت أنّأته تسّاقط على القلب تساقط الحمم التي لا ترحم
ماذا لو كان عالمنا كالبحر والقمر .. الطير والزهر ..
ألسنا نتقلب حينها على قوس قزح بشقاوة ومرح طفل لم ينغمس قلبه في مستنقع كريه كالذي أدمنه الكبار؟!
*على فوهة ألم ثائر وجدت نفسي
إلى أين سيقذفني يا ترى ..؟
*أتسمّر أمام دقات الساعة العتيقة
أحاول إيقافها قليلا لعقد هدنة
ترمقني شزرا... وتمضي ...
لم التوقف أمام محطات تبيع الوهم، الألم، السراب ...
ما دام الكون بدقائقه وموجوداته يمضي قدما ولا يتلفت للوراء؟
أيكفي أن نتوقف أمام بوابات على وشك الانهيار بخوف وارتقاب؟
أم أن زمام المبادرة تستحق منا بعضا من جهد وعناء؟
*أجرّ خطاي أقتلعها من أرض بور
أسافر صوب نفسي التي اشتقت إلى لقاها وأضناني بعدها..
كثيرة هي أنواء الطريق..قاسية هي العراقيل التي تمد حبال مكرها نحو خطاي تنشد عثرتها ..
أكاد أستسلم ليد العناء وأمنحها يدي ..
أحدّق في مرآة أحلامي جيدا.. أهدهد روحا ثائرة.. أهمس لنفسي.. أنشد لها حرفي الشجي ..
أواصل المسير وكأنني قائد جند أعلن النفير ..
شعرة واحدة تقف ما بين العزيمة والنكوص..
أتمناها قوية لا تنقطع .