همسات القمر 106
*يقظة أفكاري كحلم متمرد يتطاول على جدران العزلة وصحراء الفناء!
باقية خواطر نفسي كابتسامة طفل لم يخالط قلبه مسّ شقاء
أنعجز عن حق في الحياة؟
أنغرق في تقليب دائنا ونغضّ الطرف عن الدواء؟!
لست أدري .. أهي الحياة وهم يسير بنا
أم أننا الوهم في قلب العناء!
*أتقلب على وسادة الأرق
أغوص في مجاهل أفكاري
أتوسل جفنيّ المرهقين أن يسدلا الستار
لكن
لا فرار
*ألملم بقاياي في صرّة أبقيتها للملمات ..
أتوكأ على عصا هشة قديمة يكاد سوسها يهوي بها وبي في منزلق لا يرحم ..
أتحامل على نفسي وأشدّ أزري
دمعة وتنهيدة ..
وذكريات تمور في الذاكرة العتيدة!
*كم هو مؤلم أن تصطدم يمن يحاولون فرض رأيهم عليك بالقوة
إن استجبت لهم، فأنت رائع وتستحق الاحتفاء
وإن لم تستجب لهم واحتفظت برأيك الخاص وامتلكت زمام حريتك في التصرف وفق قناعاتك ومبادئك، تصبح بغيضا وكأنك تملك شربة الحياة ومنعتها عنهم
إن كان لكم حق أن تتصرفوا ضمن منظوركم ، فمن حقي أن أتصرف ضمن مبادئي وقناعاتي دون فرض رأي أو عداوة لمخالفتكم
إن كانت الديمقراطية التي تؤمنون بها تصوغ أفعالكم، فدعوها تحترم حريتي
من المشين أن نفرض رأيا على غيرنا دعما لمصالحنا
ومن المشين أن نعاديهم إن لم يكونوا وفق رغباتنا وأهوائنا....
*البعض يظن الحرية الشخصية ثوبا فصّل على مقاسه هو وحسب
وحرام على غيره أن يرتديه!
*أنا وحروفي وزاويتي التي تشتاقني، لست أدري، بحكم العادة، أم بحكم الشوق للاستماع والإفادة
أطرق صامتة وأنا أداعب تلك الحروف الشقية
بعضها تتسلق جدار روحي .. بعضها تراوغ قلبي.. بعضها تشاكس وتنازع لُبّي
وبعضها الآخر.. ساهمة واجمة على أرجوحة حنين تطير بها هنا.. وتذروها هناك..
ولا زالت متشبثة بها رغم التعب والإنهاك..
بين حروفي ضعت
ولها قلبي وروحي أسلمت
فماذا هي فاعلة بي ؟
*ترسمني ريشة حلمي لوحة زاهية الألوان..
أتأملها مستندة على جدار هش أخاف أن يتهاوى ويهوي بي
تمتد يد الحياة تفتح جفنيّ على واقع يتأملني بضحكة لا تخفى عليّ معانيها
أغض الطرف وأكمل المسير
*لربما باتت حروفي تتقن فن الصمت أكثر مني
لربما تنأى بوجهها عني
لربما تهاجر بعيدا دون معرفتي وإذني ..
ربما ..
ويقينا
في صمتها وجهرها ..
تختال كعروس في ليل حلمها ..
كحسناء استطابت وقوفا في شرفة المناجاة ..
كشمس تنزع ثوب ليلها
كحكيمة تقابل حزنها بهمسها :
إليك عنّي
يا لها من حروف !
وسوم: العدد 692