هنا.. حيث لا أحد
هنا في هذا العالم
حيث كل شيء مؤقت
تخدعك الإجابات المعدة مسبقاً
وتراوغك الأسئلة الحائرة
تقف كتمثال هجرته المدينة
لا تفك وثاقك تلك الأغاني الحزينة
ولا الذكريات المتبلة بحب مضى
هنا في هذا المكان البارد
روحك تصمد قهراً
تعلن أنه ظرف مؤقت
ومتى كنت في ظروف غير مؤقتة؟!
إنه الزمن يراوغ تساؤلاتك
يحمل شكوكك غيمة ربما تمطر لاحقاً
هنا أيها المسكين
لن تدرك أبداً
أنك لا تعيش كابوساً
فأنت الكابوس ذاته
هنا
لا تستطيع أن تحدد
أي الشبحين ظلك
وأيها أنت
وعندما تتكئ على الذاكرة
تجد نفسك كسيحاً
فالذكريات التي تراودك
لا تمنحك إلا شكوكاً أكبر
هنا أيها الغريب
رتل صلاتك وامضِ
كائناً من كنت
لا السماء سماؤك
ولا التراب ترابك
تتشبث بلون الشمس
تلك التي سرعان ما
تختبئ وراء غيمة داكنة
وتترك لك وهم الرؤية
هنا حيث كل شيء يخذلك
حتى أطرافك وأصابعك
حتى دمع عينيك
حتى صوت أنينك
هنا ..هناك
حيثما وجدت نفسك مرتاباً
عليك أن تدرك أن اليقين وهمٌ فاخر
وأن ما يصنعك في الحقيقة
محض أوهامٍ جائرة
لظلٍ متروك يجابه ظلامه
هنا
حيث ..لا هنا
ولا هناك
حيث أنت...
وسوم: العدد 692