همساتٌ من رَحم البَصمَة
إيهِ أيّها القلب المُثقَلُ بِخطواتِ نَهاره!
دَعنا نجعلُ كلَّ شيءٍ عذبًا،
حتى لحظاتِ الفُراق!
لا تفزَع أيُّها القلبُ،
دعِ اللَّيلَ يتغَشّاكَ على مَهلٍ،
يستَلهِمُكَ، ويُلهِمُك...
هكذا يغدو العتمُ أليفًا، والنّجومُ أوانِس.
تَصَعّدي أيّتُها الدّفقَةُ الضّاجَّةُ حياةً وأملا..
وليكُن خِتامُ نهاري رعشَةً في قلبِ ليلي
هكذا.. لا يصيرُ الحبُّ ذكرى؛
بل حياةً تستَفيقُ لها الأغنيات.
إشراقَةً في الرّوحِ لا يخبو لها أُوار؛
تتخلّلُنا بسكينَةٍ ووقار..
واللّيلُ يمضي واهِنَ القلب،
يستثيرُ لمساتِ أصابِعِنا، وخَلَجاتِ معازِفنا.
تحتَ الظّلال الهامِسَة!
خيالُ هذا العمرِ يمضي على جمرِ الحقيقة...
مسرِعًا إلى منفاهُ خارِجَ المَكان،
وفوقَ خاصِرَةِ الزّمان!
يجيئُنا محتَرِقًا من الغيبِ وإلى الغَيب.
ما بينَ الغَيبينِ بحر.
ما أحوَجَنا إلى دَفقَةِ عِشق.
وَحدهُ العِشقُ يقَرِّبُ الأشياءَ مِن مُشَيِّئِها،
يُعلِنُ أنَّ الرّعشَةَ توقيتٌ لضياءٍ قادِم،
يتساقَطُ بينَ يَدَيهِ الزّمَنُ التّائِهُ خارِجَ أسوارِ المعقول.
يفتَحُ للوجدانِ النّاهِضِ رحمَ البَصمَة...
تتَصَعَّدُ أنفاسٌ تُنضِجُ حَقلَ الدّهشَة!
والأفقُ لهاثٌ وعَرَق
زمَنٌ يتساقَطُ عن جَسَدي
وَطَنٌ يخلَعُ ثوبَ الهَجعَة
يتشاوَقُ لعيونِ الشّمس
يجعَلُ من دِفءِ طهارَتها رحماً للحُب
صرحًا ومقاعِدَ للريح
تعلو، تتسامى، تتشيَّأ...
وترًا عُلوِيَّ الإبداعِ...
نَغَمًا أرضيَّ الاحساس..
يسكُبُنا للقلبِ العاشِقِ مَطَرًا ولُغَة