رواية قلب الذئب والسيرة الذاتية
صدر حديثا عن مكتبة كل شيء في حيفا، رواية "قلب الذئب" للأديب ماجد أبو غوش، تقع الرواية في 144 صفحة من القطع المتوسط، ويحمل غلافها الأوّل لوحة للفنان السوري ناصر نعسان آغا.
ماجد أبو غوش أديب فلسطينيّ يكتب الشّعر وقصّة الأطفال والرّواية، وله عدّة إصدارات في المجالات التي كتب فيها. وقلب الذّئب هي الرّواية الثّالثة التي تصدر له.
أدخل الكاتب في روايته هذه عدّة أحداث وقصص وحكايات، تدور جميعها حول بطل الرّواية عبّود الصّاحي ومكابداته، وتنقّله بين رام الله، والقدس، ويافا وعكا وقلقيلية والطّيرة، وعلاقاته السّياسيّة وحبّه وبحثه عن رفيقه نعيم الغول، المفقود منذ العام 1982. وقد وردت في الرّواية أسماء حقيقيّة مثل الرّوائي حسن حمد والصّحفي محمد عادل، ونعيم الغول وأمل مرقص وغيرهم.
من خلال الرّواية نرى مكابدات عبّود الصّاحي في تجواله في الفردوس المفقود، خصوصا في يافا وعكّا، ورام الله والقدس. وقد توقّفت كثيرا أمام شخصيّة بطل الرّواية عبّود الصّاحي، الشّيوعيّ الذي انتقد بشكل واضح حزب الشّعب الفلسطينيّ الذي هو امتداد الحزب الشّيوعي الفلسطيني. ومن انتقاداته للحزب كما ورد في الرّواية أنّه جرى تجيير الحزب لشخص واحد، وأنّ الحزب قد انحرف عن مبادئ الماركسيّة وعن انحيازه للطبقات الكادحة، وقبلت قياداته أن تكون مجرّد موظفين ينفذّون أوامر مسؤوليهم في العمل.
وبغضّ النّظر عن مدى صحّة ما جاء في الرّواية حول هذا الموضوع، إلا أنّه ليس بعيدا عن موقف الكاتب نفسه، فمن يعرف الكاتب لا يحتاج إلى كثير من الذّكاء ليجد أنّ شخصيّة عبّود الصّاحي بشكل وآخر هي شخصيّة الكاتب نفسه، وقد كتب شيئا من سيرته الذّاتيّة وألبسها لشخصيّة بطل روايته. وقد تكون حكاية "قلب الذّئب" التي اكتسبها عبّود الصّاحي في طفولته عندما أعطته والدته وهو طفل عليل لنوريّة، سكنت على رأس تلّة في قرى اللطرون التي دمّرت وهُجّر مواطنوها منها في حرب حزيران 1967 العدوانيّة، قد تكون هي شخصيّة الكاتب نفسه، فهو مولود في قرية عمواس المدمّرة والمهجّر أهلها. تماما مثلما جرى اعتقال عبّود والتّحقيق معه في معتقل المسكوبيّة في القدس، وكأنّي بالكاتب هنا روى تجربته الإعتقالية.
فهل نحن أمام رواية خلطت بين السّيرة والرّويّ؟
يبقى أنّ نقول أنّ في الرّواية أخطاءً لغوية ملحوظة.
وسوم: العدد 861