رواية "وجه آخر" لبدرية الرجبي والخيال الجامح
صدرت رواية "وجه آخر" للكاتبة المقدسية الواعدة بدرية عن دار إلياحور للنشر والتوزيع في أبوديس-القدس. وتقع الرواية التي صمم غلافها صالح أكرم في 312 صفحة من الحجم الكبير.
الرّواية بوليسيّة تضمّنت عشرات الأحداث والحكايات الخرافيّة التي تمّ سردها بخيال جامح، وبطريقة يطغى عليها عنصر التّشويق رغم الأخطاء اللغوية والمطبعية الكثيرة جدّا.
والقارئ للرّواية سيجد نفسه أمام كاتبة واعدة، تملك قدرة فائقة على السّرد الرّوائي، من خلال خيال خصب جنونيّ، يتخلّله حوارات تضفي على السّرد رونقا جاذبا، وإن كانت الأحداث في كثير من سردها تبتعد عن المنطق، وهذا ليس عيبا في هذه الرّواية البوليسيّة التي تقوم على الخيال الجامح. ومن الأمثلة على البعد عن المنطق تكرار عمليّة الرّقص بين المتحاورين في وقت لا مكان للرّقص فيه.
ويؤخذ على الحوار في أكثر من حدث أنّه ينتقل من متحاورين إلى آخرين دون تمهيد لذلك ودون فاصل، ممّا يجعل المتلقي يضيع في معرفة المتحاورين في هذه التّنقّلات.
هذه الرّواية تنبئ بأنّنا أمام كاتبة تملك موهبة الكتابة وتجيد الفنّ الرّوائيّ، ولها قدرات لافتة في خلق الأحداث التي تخدم النّصّ الرّوائيّ، من خلال خيال جامح محبّب.
وواضح من الرّواية أنّ الكاتبة متأثّرة بالرّوايات البوليسيّة التي كتبها محمد هاني أبو زيّاد صاحب دار إلياحور للنّشر والتّوزيع، والذي أقام دورة لتعليم الكتابة"إلياحوريّات"، وأعتقد أنّ الكاتبة شاركت في تلك الدّورة وتأثرت بها.
وبالتّكيد فإنّ من يكتب رواية خيايّة بهذه القوّة السّرديّة قادر على كتابة محتلف المضامين ومنها الرّواية الواقعيّة.
وسوم: العدد 864