مناقشة رسالة دكتوراه نحو

مناقشة رسالة دكتوراه نحو

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا " وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه، ومن اهتدى بهديه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين عامة والنبي العربي خاصة الذي قال نزل القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ بأي منها جازت قراءته ، أو كما قال" توسعة على العربية ، وفهما وإفهاما للهجاتهم المتعددة ، وعاء متواسعا لدلالات النصوص في تعدد القراءات، إذ بلغت قراءات القرآن الكريم عشرا كما في النشر في القراءات العشر وبعضهم زادها إلى أربع عشرة قراءة ، على درجات تلقيها من القوة والضعف ، وبعد؛

 فالسلام على الحضور المبارك في هذا اليوم المبارك عامة ، وعلى لجنة المناقشة خاصة برئاسة الزميل الدكتور عادل بقاعين الذي أسعدني اختياره لي عضوا مناقشا لهذه الرسالة في النحو، من جهة ، ومن أخرى ،لألتقي عالمين كبيرين تدريسيين في ضروب الدراسات النحوية والصرفية ؛ منذ حقبة من الزمن تمتد من إلى عقد وربع مع الأستاذ الدكتور يحيي العبابنة ، إلى ثلاثة عقود وزيادة مع الأستاذ الدكتور أستاذي عودة أبو عودة من بداية ثمانينيات القرن الماضي ،فبهما أرحب وبكم لجنةَ مناقشة ترحابا جما على مائدة قرآنية تحضرها ملائك سياحون في الأرض تقول مهللة للذكر "هلموا إلينا ،هلموا هنا، فقد وجدتم ضالتكم "فحيهلا بكم كافة بشرا وأملوكا عناصر نورانية وسلام عليهم حضورا مباركا من الرب السلام مسبحين حامدين وبعد؛

 وقد جاءت رسالته تحتوي بين دفتيها 180 مائة وثمانين ورقة من القطع الكبير معتمدا أمات المصادر اللغوية، وفاته أن بذكر القرآن الكريم مصدرا أولا يتوج كل ما اعتمده من مصادر ، مع أن التراكيب القرآنية عمود دراسته ،ورسالته من ثلاثة فصول الأول معنون ب"اثر النظير في توجيه التراكيب القرآنية في باب العلاقات الاسنادية وقد عرف الإسناد لغة واصطلاحا وهو ضم إحدى الكلمتين إلى الأخرى بغية الفائدة ، ودرس الإسناد الاسمي بدأه بالمبتدأ والخبر منه الابتداء بالنكرة والرفع على الابتداء والنصب على العطف والرفع على الابتداء والنصب على المفعولية وحف عنصر من عناصر الإسناد الاسمي يعني المبتدأ والخبر ودرس التقديم والتأخير ونواسخ العملية الإسنادية من الأفعال نحو كان التامة والناقصة وليس و"لا" العاملة عمل ليس والنواسخ الحرفية نحو إنِ المخففة والثقيلة وأنَّ الثقيلة والخفيفة وتشديد لكن وتخفيفها تم ختم فصله بدراسته الفاعل ونائب الفاعل.

 أما الفصل الثاني فخصصه عن اثر النظير في توجيه التراكيب القرآنية في باب المفاعيل على اختلاف أقسامها من نحو المفعول به ونصبه مفعولا واحدا أو اثنين ودرس حذف عامل المفعول به ، وحذف المفعول به ، وحذف المفعولين ، وتقدم المفعول به على عامله، ثم درس في الفصل ذاته ؛ المفعول فيه بظرفيه الزماني والمكاني ، ومتى يتقدم الظرف على عامله ، ومن المفاعيل التي درسها المفعول المطلق ،ودرس نصبه على المصدر ، وحذف عامل المفعول المطلق ، ودرس المفعول لأجله ، والمفعول معه ، واحتج بنظائر عند القراء والنحاة وأقوال العرب .

 أما فصل الرسالة الثالث فوسمه ب"اثر التنظير في توجيه التراكيب القرآنية في أبواب المحمول على المفعول به والمشبه به ، وتضمن بعض الأساليب الداخلة في نطاق الجمل الفعلية من نحو أسلوب النداء، والاختصاص، وفرد مستويات عن اثر النظير في باب المنادى ؛ وما يرتبط به ؛ من قضايا متعددة من نحو حذف المنادى وحروف النداء ، والمنادى المضاف إلى ياء المتكلم والمنادى المرخم ، كان ذلك في مستواه الأول أما المستوى الثاني فابرز قضايا الاستثناء ب"الا " وأنواع الاستثناء ب"لما " و"الا " أما المستوى الثالث فعرض قضايا الحال، وأنواعه من مفرد والحال جملة فعلبة ، والحال شبه جملة ، وأورد مسألة مجيء المصدر حالا .

 واعتمد النظير عند أبي علي الفارسي على النظائر في القرآن الكريم وقراءاته وهي أكثر دورانا في كتابه"الحجة في علل القراءات السبع " وكتابه "الحجة للقراء السبعة " أولا وعلى النظائر من الشعر العربي الفصيح ثانيا وهما من الحجج القوبة للاستشهاد بها والنظير من النثر ثالثا ، وقد قل استشهاده في الحديث النبوي الشريف لأنه يروى بالمعنى على الأغلب لا باللفظ . وسيبويه لم يستشهد إلا بستة أحاديث في الكتاب، وأبو على الفارسي ـ رحمه الله ـ كان يهتم بالنظائر ويقيس عليها ، وكان مولعا بالقياس فيقول أخطيء في خمسين مسألة في اللغة ولا أخطيء في واحدة من القياس " أما خلاصته فابرز عشر نتائج تمنيت لو حذف الأرقام واستعان بالفقرات بديلا عنها

 هذا وعلى تقديري لدراسته فإنها لا تخلو من ملحظات إن صلحت تفد الدراسة منها

 *تمنيت عليه لو عرض لأسماء القراء والنحاة البصريين والكوفيين وان قل احتجاجه بالكوفيين والبغاددة ، ولو كان يترجم لكل منهم بأسطر في حاشية تبين ومضات من حياتهم ،وسني حيواتهم ولادة ووفاة ليتمكن المتلقي من معرفة أثرهم على أبي علي الفارسي في قراءاته وعلى نحو من تدرج زمني وعرض لتأثيره على تلامذته أيضا

 *وتمنيت أن يصوب الأخطاء الإملائية والنحوية في رسالته كما هو بارز في ورقة "(ا) وورقة "و"وتصويب "مهما "أينما وردت في رسالته ورقة "1"سطر 7وورقة "2"سطر 2 ، وتصحيح "إماما " بدل أمَّاما" أينما وردت في ثنايا الرسالة ورقة 6 سطر 5 ، ورقة 8 سطر 9 وتصحيح " عليها " وعليه "دون تشديد الياء ورقة 6 سطر 9 و8 سطر 6، ووضع شرطتين بعد ـ رحمهما الله تعالى ـ السطر قبل الأخير من الورقة 6 وتمنيت مد هاء السنة الهجرية في ما وقع بالرسالة وهي كثيرة انظر ورقة 7 وثمة رسم إملائي خطا في كلمة" رب" ورقة 34 سطر 9، ومجي بحاجة إلى همزة متطرفة في نهايتها "مجيء " ورقة36 سطر 4 ، 37ايد الثالث من الأسفل وكذلك ضبط البر خطا ورقة 45 سطر 11

 * وعليه تصحيح اسم إن المؤخر إذا سبق بشبه جملة "سطر 15 "كما أن للدراسات الحديثة أيضا نصيبا "لا نصيب كما وردت في الرسالة

 ومن الأخطاء اللغوية قوله "وكان واحدُ زمانه" والصواب واحدَ زمانه اسم كان ورقة 9 السطر قبل الأخير من الورقة 9 وثمة رفع الفعل المضارع يكاد ب"حتى "حتى يكادُ " والصواب يكادَ"ورقة 13 السطر الرابع من الأسفل ، وفي الورقة 32 سطر 5 " وجاء توجيه أبو علي " والصحيح أبي علي وضبط ابن الجزَري بفتح الزاي ورقة 72 وورقة 108

 وورقة 15 ، وتصحيح ابن منصور إلى ابن منظور الحاشية (4) ورقة 16 وفي الورقة 9 خطا سطر 18 "على رصد النظائر الواقعة "ليست الوقعة وورقة "3"السطر قبل الأخير، وفي الورقة 10 السطر الثالث من أسفل الورقة بالأمانة بتشديد الميم وفتحها وفي الورقة 11 ،

 وثمة ملحظة مهمة هي عليه توثيق بعض الآيات القرآنية ويعدها آية والصواب من الآية لا الآية انظر الحواشي ورقة 22 و و23 و25 وغيرها كثير

 وملحظة أخرى يجب حذف بعض الكلم مما لم يرد في القرآن الكريم نحو زيادة ثلاثة أحرف تجمعها "وما "بعد قوله تعالى " وكلا وعد الله الحسنى " ورقة 27 اسطر 8 ويجسن ضبط النص الشعري المحتج به ضبطا تاما إذ على ألفاظه تقوم الحجة اللغوية النحوية والصرفية انظر البيت ورقة 27 والشعر ورقة 28 والبيت ورقة 30 وثمة تغيير القافية لغير بيت انظر ورقة 41 وورقة 42 وفي الورقة 42 لبني ذهلِ بن شيبان دون تنوين ورقة 42 ويكر الشاهد ورقة 63 سطر 3 وتخريج الشاهد ورقة 41 لا 39 كما أشار الدارس

 أين دليل الشعر على إضمار المبتدأ والخبر ورقة 37 ؟ والبيت في ورقة 59 بحاجة إلى ضبط سوي وما معنى وحف ورقة 108 آخر سطر ومعناها ضرب المرء نفسه بالأرض : لسان العرب مادة وحف وفي ورقة الخاتمة 163 خطآن هما الوردة والصواب الواردة سطر 13 وسطر 15 توضيح آرائه

 ألا يكتسب النكرة بالإضافة درجة المعرفة فيجوز إعرابه خبرا مقدما أو مبتدأ مؤخر ؟ كقولك" تميمي أنا ؟ ورقة 38 ومن المنهجية إعادة توثيق المصدر كاملا غير مرة انظر ورقة 39 ز40 عن ابن هشام في الكتاب شرح قطر الندى

 

 وثمة ملحظة أخرى هي عدم ترجمته لبعض المفردات الصعبة انظر مثلا معنى رفث ورقة 52 وتكريره توثيق السمين مرتين ورقة 60 و68 ومرجعة بعض آية لا آية ورقة 65 وثمة خلل في الوزن الشعري ورقة 93 والصواب "القوانسا " ورقم الشاهد عند ابن هشام في المغني 852

 وأخيرا،

 فان هذه الملحظات لا تفقد جهد الطالب في بحثه لكنها ـ إن صلحت ـ تقوي رسالته وتطيل عمرها خدمة للحرف العربي وتنوع القراءات في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خافه تنزيل من حكيم حميد، والحمد لله أهل الحمد كله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه أجمعين.

 الأستاذ الدكتور حسن الربابعة

29 شعبان 1434 الموافق 8 تموز 2013م

مؤتة الشهداء