أدب الطفولة الإسلامي

د.عدنان علي رضا النحوي

ودوره في بناء العقيدة الصحيحة

د.عدنان علي رضا النحوي

www.alnahwi.com

[email protected]

لم تعرفِ الطفولةُ في تاريخ البشريَّة أحداً حنا عليها ورعاها كما حنا النبيُّ الخاتمُ محمد r في مدرسته الخالدة ، مدرسة النبوّة الخاتمة الممتدّة مع الزمن والمكان والواقع ، لتظلَّ تلامذةً نتعلَّم فيها ، ونتزوّد منها ، ونهتدي بهديها .

إنها المدرسةُ التي بَنتْ من الطفولة أجيالاً مؤمنة تحمل رسالة الله إلى الناس كافّة ، وتتعهّدهم عليها : طلائع هُدىً ، وبشائر فتحٍ ، وعزةَ نصرٍ ، ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربِّهم إلى صراط مستقيم ، صراط العزيز الحميد ، ولينقذوهم من فتنة الدنيا ومن عذاب الآخرة !

وهذه المدرسة العظيمة الخالدة لم تكتفِ ببناء الطفولة رجالاً وأجيالاً مؤمنة، ولكنها وضعت بالإضافة إلى ذلك نهجاً ربَّانياً لتَتَّبعه الأمة المسلمة في مسيرتها حتى تقوم الساعة ، ولتتابع تبليغَ رسالة الله إلى الناس كافَّة وتعهُّدهم عليها ، ولتتابع بناء الأجيال المؤمنة التي هي حاجة البشريّة كلها .

وحتى ندرك نظريّة الإسلام في تعهّد الطفولة وتربيتها ، لا بدَّ أن نوضّح أن القضيَّة الرئيسة في الإسلام في هذا الصدد ، ليست قضية الطفولة وحدها ، كقضية مستقلة ، تنْصبُّ الجهودُ عليها ، ثمَّ تتوقّف في مراحل أخرى . إن القضيَّة الرئيسة في الإسلام هي الإنسان من قبل ولادته وعند ولادته حتى يوارى في قبره.

إنها قضية شاملة خطيرة تولاها الإسلام ، وأعطاها العناية الكاملة ، فالطفولةُ تمثّل المرحلة الأولى في عمليّة بناء الإنسان ، المرحلة التي تُثَبَّتُ فيها أُسس العقيدة ، أسس الإيمان والتوحيد ، كما غرسها الله في الفطرة السليمة .

وعندما نتحدّث عن أدب الأطفال ودوره في بناء العقيدة الصحيحة في الطفل تبرز أمامنا عِدَّة قضايا مترابطة ، لكلِّ منها دورها الهام في أداء أدب الأطفال الإسلامي .

ونوجز هذه النقاط كما يلي :

                         ·ما مفهوم الأدب الملتزم بالإسلام ، وما مفهوم أدب الأطفال الإسلامي؟!

                         ·من هو الطفل وما هي مراحل نموّه وتربيته وما هي خصائصه ؟!

                         ·ما هي خصائص الأديب المسلم الذي يصوغ الأدب الملتزم بالإسلام للطفل أو عن الطفل أو يُقدّم النصح الأدبي الفنِّي عن ذلك .

         ·ما هي خصائص المربِّي الذي يتعهّد الطفل ويُقدِّم له الأدب الإسلامي ، سواء أكان المربي الوالدين أم المدرس أم سواهم ؟!

                         ·كيف يؤدّي أدبُ الطفل الإسلامي دورَه في المساهمة في بناء العقيدة الصحيحة ، وما هي أهمّ العقبات ؟!

الأدب الملتزم بالإسلام :

هو أحد أبواب الفنون ، وهو أشرفُها وأعلاها . وهو فنّ التعبير باللغة حين يرتقي التعبير بخصائصه الإيمانيّة والفنيّة وبتفاعلهما إلى درجة الجمال المؤثّر في النفس ، ليساهم في بناء الأمة المسلمة وحضارتها الإيمانية بكلّ آفاقها الإنسانية .

وهذا الأدب ينبع من داخل الأديب المسلم ، من فطرته التي فطره الله عليها، ما دامت الفطرة سليمة لم تتشوّه ولم تنحرف ، ومن تفاعل ما تحمل هذه الفطرة من قوى وميول وغرائز ، أهمها الإيمان والتوحيد الذي يروي سائر القوى والميول ريّاً متوازناً لتؤدِّي كلُّ قوة وغريزة المهمة التي خُلِقَتْ لها . والموهبة هي التي تشعل التفاعل بين قوّتي الفكر والعاطفة وما استقرَّ عليهما من شحنات من زاد الواقع وعلومه .

من هنا ندرك أهميةَ الفطرةِ ووعي دورِها في أيّ إنتاج بشري وفي تربية الطفل وبناء عقيدته الإسلاميَّة ، فتُصبح حماية الفطرة الحقَّ الأول للإنسان ، وبخاصة للطفل ، الحقّ الذي أهملته اللجان والمؤسسات الدولية .

أدب الأطفال الإسلامي :

لقد تناولته تعريفاتٌ كثيرة كما سبق تعريفاتٌ مختلفة للأدب . ولكننا نعرّفه بأنّه: " الأدبُ الذي يصوغه الكبارُ للأطفال يحمل الخصائصَ الإيمانيةَ والفنيّةَ ، متميزاً من أدبِ الكبار بأنه سهلُ الألفاظ ، يحمل حلاوةَ الجرس والنغمةَ المحبّبة للطفل ، يطرقُ موضوعات محبّبةً للأطفال نثراً أو شعراً ، قصّة أو حكاية أو مسرحيّةً ، لتغرس أُسس العقيدة الإسلامية الصحيحة .

من هو الطفل وما هي خصائصه ومراحل نموّه وتربيته ؟! :

يخلق اللهُ الطفلَ وقد زوّده بما يحتاجه في مراحل نموّه كلِّها ، وهيّأ له برحمته أجواءَ رعايته من أبوين مسؤولين ومحاسَبين ، ومن مدرسين وغير ذلك، وشرعَ الله للناس دينه الحقّ الإسلامَ ، ليرعى ويرشدَ الطفلَ والإنسانَ ، ويبيّنَ مسؤولية كلّ إنسان ومجتمع وأمّة ، وكلّ مستوى .

الطفلُ منذ لحظة ولادته يمثّل عالميّة الإنسان في الفطرة التي يُفْطر عليها كلّ الأطفال ، وفي عالميّة الشرع الذي شرعه الله للناس كافّة . والطفل صفحةٌ بيضاءُ حسّاسة ، حتى وهو جنين في بطن أُمّه ، على سنن ربَّانيّة ، يتأثر بالجوّ الذي يحيط به ، منذ ولادته حتى يحتلم .

مراحلُ تربيةِ الطفل والعنايةِ به :

                      ·مرحلة الإعداد والاستعداد للزواج ، ومرحلة الزواج نفسها .

                      ·مرحلة الولادة حتى السنة الثانية .

        ·المرحلة من السنة الثانية حتى الرابعة أو الخامسة : " كلّ مولود يولد على الفطرة حتى يُعرب لسانه ، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه".

                      ·المرحلة من السنة الخامسة حتى السابعة من عمره : " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع وفَرِّقوا بين فرشهم …" .

                      ·المرحلة من السابعة حتى العاشرة : " … واضربوهم عليها وهم أبناء عشر … "

                      ·المرحلة من السنة العاشرة حتى الخامسةَ عشرةَ : " وإذا بلغ الأطفالُ منكم الحلم فليستأذنوا … " .

يُقسّم معظمهُم المراحل إلى ثلاث : المبكرة ، المتوسطة ، المتأخرة . ويعتمد الكثيرون على الفكر الغربي العلماني . ونرى أن مراحل الطفولة ونموّها وتربيتها بارزة في الكتاب والسنّة بصورة أوضح وأدقّ . وهذا التحديد الربّاني يحمل معه التوجيهَ لكلّ مرحلة . ونشير إلى تأثُّر الجنين بالأصوات والأجواء المحيطة به خاصة في المرحلة الثالثة من الحمل . وما زالت الدراسات ممتدة حول هذا الموضوع .

القواعد الثلاث الرئيسة المتميزة لتربية الطفل في الإسلام :

1-     عناية الإسلام بالطفل تسبق مرحلة الولادة . فهي في الاستعداد للزواج والزواج نفسه .

2-  الحياة الزوجيّة وروابط الأسرة وجوّها لها دور خطير في رعاية الطفل وبناء العقيدة الإسلامية الصحيحة . وقد فصّل الإسلام مسؤوليّة كلّ من الوالدين ، وفصّل دور الأم الذي لا يعدله دور المربّيات والحاضنات ، وضياع مسؤوليتها في الجوّ العلماني وأثر ذلك .

3-  تمتدّ مراكز تربية الطفل من البيت إلى المسجد والمدرسة وسائر مؤسسات الأمة ، لتترابط كلّها على نهج واحد يبني في الطفل العقيدة الصحيحة .

الأديب المسلم وعطاؤه للطفل :

هو الأديب الذي التزم الإسلام في نفسه وفكره وممارسته ، مصاحباً لمنهاج الله صحبة عمر وحياة ، وقد وهبه الله موهبة الأدب ونمَّاها الإسلام فيه .

وهو الأديب المسلم الذي يصوغ أدباً خاصاً بالطفل يغذّي فيه العقيدة الإسلامية  الصحيحة بما يناسب كلّ مرحلة من مراحل نموّه . وهو الأديب المسلم الذي يكتب عن الطفل أدباً من خلال التصوّر الإيماني ، يعين على فهم الطفولة بأسلوب أدبي ، يبرز خصائص الطفولة وأهميتها ، وهو الأديب المسلم الناصح     ( الناقد ) الذي يحمل الخصائص الضرورية لمسؤوليته .

المربّون :

وهم الوالدان والمدرسون وكلّ من يتعّهد الطفولة في أيّ مرحلة من مراحلها . ويجب أن يتوافر فيهم القدرة على فهم الطفل وكيفيّة تعهّده ، وتغذيته بالمواد المختلفة ومنها أدب الأطفال الإسلامي ومعرفة أهدافه ، ويجب أن يكون زادهم من الكتاب والسنَّة واللغة العربيَّة كافياً ليؤدوا مهمتهم بنجاح .

أهداف أدب الأطفال الإسلامي في مساهمته في رعاية الطفل :

1-     تغذية الإيمان والتوحيد في فطرة الطفل المسلم وتنميتها بطرق مباشرة وغير مباشرة .

2-  تغذيتهُ بالعلم من المنهاج الربّانيّ ـ قرآناً وسنّةً ولغةً عربيّة ـ ، مما يساعد على تثبيت الإيمان والتوحيد وتنميتها . وتعليمُه الشهادتين والشعائر ـ الأركان الخمسة ـ والمسؤوليات الفرديّة التي كلّفه الله بها.

3-  تنميةُ زاده من اللغة العربيّة الصحيحة نطقاً واستخداماً ، مع التذكّر ما للغة من دور هام في بناء الفكر والنفسيةِ واتجاهه الإيماني .وكذلك تنميةُ تذوقه وإحساسه بجمال اللغة العربية .

4-     تزويدهُ بزاد علميٍّ وثقافي ، تدريجي يعينه على فهم ما حوله ، يناسب كلّ مرحلة .

5-     تنميةُ خياله وفكره وعاطفته ، والحرص على مراعاة التوازن بين مختلف القوى في فطرته .

6-  تنميةُ الروابط الإيمانيّة ، والحياة الاجتماعيّة ، والتعاون ، وحبّ الخير، وحبّ الصدق والوفاء ، وكراهية الشرّ والباطل والكذب والحسد والحقد وتنافس الدنيا ، وسائر قواعد الخلق الإسلامي . وتنمية حبّه للأمّة المسلمة الواحدة وبرِّ الوالدين ، وصلة الرحم ، وسائر الروابط الإيمانيّة من خلال الفهم الشامل الصحيح للإسلام حيث تكون الأخلاق جزءاً لا ينفصل عن التصوّر الإيماني ، وتكون داخلة في نسيج الإسلام كله وفي ميادينه كلها .

7-  تدريبه على أدب الحوار وأدب إبداء الرأي الملتزم بالإسلام وشروط ذلك ، وتدريبه على التفكير الإيماني ، ومجابهة المشكلات ، والاعتماد على نفسه ، وحسن التعاون .

8-  أدبُ الأطفال الإسلامي ، وهو يساهم في تحقيق هذه الأهداف فإنه يساعد على اكتشاف المواهبِ ورعايتِها وتنميتِها . وهو يوفّر كذلك المتعةَ الطيّبةَ للطفل والتسلية النظيفةَ من خلال القصّة والقصيدة وغيرهما .

9-  تجتمع هذه الأهداف كلّها لتعين الطفل على إدراك مهمّته التي خُلِقَ للوفاء بها في الحياة الدنيا ، والتي سيحاسَبُ عليها في الآخرة . وهذه كلّها تجتمع لتحمي فطرة الطفل الحماية التي هي الحقّ الأوّل للإنسان .

مصادر أدب الأطفال الإسلامي :

المصدر الأول : المنهاج الربّانيّ : الكتاب والسنّة واللغة العربيّة . 

المصدر الثاني : السيرة النبوية التي تمثّل النموذج الأعلى لممارسة منهاج الله في الواقع في رعاية الوحي . ونرى فيها أدباً وشعراً وقصصاً وحكمة في زاد غنيّ ثرّ . 

المصدر الثالث :  الخلفاء الراشدون والصحابة الأبرار يمثّلون النموذج الثاني لممارسة منهاج الله في الواقع البشري في رعاية النبوّة الخاتمة . وفيها نماذج غنيّة من أدب الأطفال في القصّة والشعر والحكاية والفكاهة . 

والمصدر الرابع : كتب التراث التي تمثّل جهود علماء المسلمين وفقهائهم ، وتردُّ إلى منهاج الله كما يردُّ كل جهد بشريّ .

والمصدر الخامس : كتب الأطفال الحديثة والمترجمة : فيؤخذ منها ما هو صالح في ميزان الإسلام لتحقيق بناء العقيدة الصحيحة في الطفل المسلم .

المصدر السادس : صحفُ الأطفال ومجلاتُهم والبرامجُ الخاصة بهم في وسائل الإعلام المختلفة ، مما يتّفق مع قواعد الإسلام والكتاب والسنَّة .

وسائله وأساليبه :

أما الوسائل والأساليب فحسبنا أن نشير هنا في هذه الكلمة الموجزة إلى أنها أساليب ووسائل متنوّعة حسب نوع أدب الأطفال الإسلامي ومرحلة الطفولة ، من قصّة تُرْوى له ، أو قصّة يقرؤها ، أو قصّة مصوّرة ، أو كتاب عام مناسب لمرحلة الطفل ، أو شعر أو نثر .

تربية الطفل المسلم ودور أدب الأطفال الإسلامي :

أوّل نصّ أدبي يتلقّاه الطفل المسلم الشهادتان بالأذان والإقامة في أذنيه . وتمتدّ الشهادتان قوةً ووضوحاً في مراحل نموِّه كلّها حتى لحظةٍ موتِه فيُلقَّنُ الشهادتين . نلاحظ أهمية حاسّة السمع حتى في الجنين ، ثمَّ سائر الحواسّ . ثمّ تأتي المناغاة وأناشيد الترقيص في مراحل الطفولة المختلفة .

ويعلَّمُ الطفلُ بصورة تدريجية منهجيّة أهمَّ قضايا الإيمان والتوحيد ، ويبرز دور أدب الأطفال الإسلامي في ذلك بنماذجه المختلفة الشعرية والنثريّة ، النماذج التي من أهمّها القرآن والسنَّة واللغة العربيّة لتحقيق معاني الإيمان والتوحيد . 

ومن أهم ما يجب أن يتعلّمه المهمّةُ التي خلقه الله للوفاء بها في الدنيا من خلال ابتلاء وتمحيص وعهد وميثاق ، المهمّة التي سيحاسَب عليها يوم القيامة ، المهمّة التي لخّصها منهاج الله في أربعة مصطلحات : العبادة ، الأمانة ، الخلافة، العمارة ، ثمَّ فصَّلها تفصيلاً . ويتعلّم كذلك أن الولاء الأول لله ، وأنَّ الحبَّ الأكبر هو لله ورسوله ، وأنَّ العهد الأوّل للإنسان مع الله ، ويتعلّم من خلال الآيات والأحاديث معنى الألوهية والربوبية والتوحيد .

ويتدرّج مستوى الشعر وما يتلقَّاه من أدب مع نموّ الطفل . 

ويُقْتفى في ذلك أسلوب مدرسة النبوّة الخاتمة في تعهّدها للطفولة وامتدادها في حياة الصحابة والصالحين مدى الدهر . 

وفي مرحلة مناسبة يتدرّب على فهم الواقع حوله وما يجري فيه حتى إذا بلغ الرشد كان قادراً على فهم واقع أُمّته والمساهمة في قوّتها وعزّتها وجمع كلمتها .

ونخلص من ذلك إلى أن التربية في الإسلام تخضع لنظريّة عامّة : قاعدتها قاعدة صلبة هي قضيّة الإيمان والتوحيد التي تمثّل الحقيقة الكبرى في الكون والحياة . وينهض عليها ركنان رئيسان هما المنهاج الرباني والواقع ، ثمَّ تمتدُّ سائر عناصر النظريّة حتى تمثّل كلّها الصراط المستقيم الذي أَمرنا الله باتباعه . وهناك وسيلتان مهمّتان في بعض مراحل الطفولة : " المنهاج الفردي " ،        و" مجلس الأسرة " ، ووسائل أخرى متعددة لا مجال لعرضها في هذه العجالة .

تميّز التربية في الإسلام :

نرى من الموجز السابق تميّز التربية في الإسلام وتميّز مناهجها وأساليبها ووسائلها من مناهج المذاهب غير الإسلاميّة . 

العقبات أمام دور أدب الأطفال الإسلامي وأمام تربية الطفل المسلم بعامّة :

العقبات نابعة من الواقع الحالي الذي يعيشه الملايين من أطفال المسلمين ، ومن تأخر الوالدين وتقصيرهما في الوفاء بواجب التربية ، ومن اضطراب الأسرة والواقع ، ومن سيطرة نظم غير إيمانيّة ! وعوامل أخرى كثيرة ، أهمها نحن المسلمين ، ما دمنا لا نقيم الإسلام في أنفسنا فلن نستطيع أن نقيمه في الطفل. إنه خلل وتقصير من الوالدين والمدرسين وسائر من يتعهد الطفولة .

مناهج التربية العلمانيّة ماذا قدّمت ؟!

يُبْرزُ لنا واقع الإنسان في القرون الأخيرة ، كيف أن قادة العالم العلماني الذين تربّوا على المناهج العلمانيّة قادوا البشريّة إلى حروب وجرائم ، وفتنة وفساد كبير . وكذلك جميع من لم يتعهدهم الإسلام من طفولتهم إلى مراحل حياتهم كلّها ولم يخضعوا لشرعه ، وقعوا في فتن كثيرة وأوقعوا البشريّة فيها كذلك . ولنقارن هؤلاء مع القادة والأجيال التي ربَّتها مدرسة النبوَّة الخاتمة ، الذين حملوا رسالة الإسلام للناس كافَّة : نوراً وهُدىً ، ورحمةً وعدلاً ، وحريّة منضبطة بشرع الله ربِّ العالمين .