نُزُوْلُ الْغَيْثِ

الَّذِي انْسَجَمَ فِيْ شَرْحِ لَاْمِيَّةِ الْعَجَمِ لِلدَّمَاْمِيْنِيِّ:

دِرَاْسَةٌ وَتَحْقِيْقٌ

د. محمد جمال صقر

[email protected]

رسالة عبد السلام الهمالي محمد سعود، للماجستير، إلى قسم البحوث والدراسات التراثية،

بمعهد البحوث والدراسات العربية (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم).

سلام عليكم، طبتم مساء -أيها العلماء- وطاب مسعاكم إلينا! بسم الله -سبحانه، وتعالى!-  وبحمده، وصلاة على رسوله وسلاما، ورضوانا على صحابته وتابعيهم، حتى نلقاهم!

أحمد الله الذي يسر لي أن أجاور هذه الطبقة من العلماء الأجلاء، وأسأله كما جمعنا عاجلا أحبابا سعداء، أن يجمعنا آجلا أحبابا سعداء، بلا مناقشات ولا مداولات ولا قرارات!

لا أدري كيف يعرف الدكتور فيصل علاقتي بما يدعوني إلى مناقشته؛ فقد ناقشت من قبل رسالة في شروح اللامية، ثم علقت في بعض كتبي على الغيث المسجم نفسه، ثم أنا من قبل ومن بعد أعيش في المكان الذي عاش فيه رجال دولة الدماميني صاحب رسالتنا هذه (المماليك البحرية)، وأشرف على رسائل طبقة عالية من طلاب العلم الليبيين، وأشم فيهم رائحة سيدي عمر المختار الزكية!

تحيةً أيها الشعب الليبي الحر المجاهد!

تحيةً، أحفادَ سيدي عمر المختار!

تحيةً وتقديرا ودعاء خالصا بالتوفيق!

وبعد؛ فقد قدم إلينا الطالب عبد السلام الهمالي محمد سعود، بإشراف الأستاذ الدكتور فيصل عبد السلام الحفيان- نسخة من رسالةٍ للماجستير بعنوان "نُزُوْلُ الْغَيْثِ الَّذِي انْسَجَمَ فِيْ شَرْحِ لَاْمِيَّةِ الْعَجَمِ لِبَدْرِ الدِّيْنِ الدَّمَاْمِيْنِيِّ -828هـ-: دِرَاْسَةٌ وَتَحْقِيْقٌ".

وقد وقعت رسالته هذه في 240 صفحة، وانقسمت على قسمين: دراسة، ثم تحقيق- قبلهما مقدمة (دواعي العمل، ومعالمه الكبرى)،وبعدهما عشرة أثبات (الآيات القرآنية، ثم الأحاديث النبوية، ثم الكتب المذكورة في المتن، ثم القوافي، ثم الأمثال والحكم، ثم الأعلام، ثم الأمم والطوائف، ثم الأماكن، ثم مسائل علوم العربية، ثم مصادر الدراسة ومراجع التحقيق).

ولقد بنى عمله في الدراسة على توطئة وثلاثة مباحث (الطغرائي ولاميته، والدماميني: حياته وآثاره، والكتاب المحقق، ووصف النسخ وبيان منهج التحقيق).

وبنى عمله في التحقيق على نَسْخ المخطوط، وتصحيح أخطائه، وتوثيق أقواله، وتخريج نقوله، وترجمة أعلامه المغمورة، وترقيمه.

وعلى رغم أن كثيرا مما أريد قوله قد أتى عليه أخي الحبيب الأستاذ الدكتور أيمن ميدان، أتلمس فيما يأتي ما يزيد الطالب انتفاعا والعمل إتقانا، والله المستعان!

إن "نزول الغيث" للدماميني، الذي قامت عليه رسالة اليوم، من التعليقات على الشروح، وأهمية التعليقات من أهمية الشروح، يطَّلع بها القارئ على المسائل العلمية حية تسعى؛ فيكون إقباله عليها قويا، وعلمه بها عمليا.

وإن من نعم الله على طلاب تحقيق التراث معهدَ المخطوطات نفسَه، يجهزهم للمخطوطات ويجهزها لهم، ولا يريد منهم إلا أن يتقنوا عملهم؛ فتعلقوا به، حتى ربما غفل الطالب منهم عن اسم "قسم البحوث والدراسات التراثية" الذي تنتسب إليه رسالته، فسماه "قسم علم المخطوطات وتحقيق النصوص"!

ولقد كان من معالم إتقان صاحب هذا العمل، حرصه على منهج أفذاذ المحققين: أن يُخْرَج الكتاب على ما أراد صاحبه أو أقربَ ما يكون إلى ذلك، وأن يُيَسَّرَ استيعابُه من غير إثقاله بما يعوق قارئه عن ذلك.

ومما زادني اطمئنانا إلى حرص صاحب هذا العمل على الإتقان:

أنه استوفى من النسخ المختلفة، كثيرا من أسقاط نسخته الأم.

أنه لما عثر على كتاب ابن أَقْبَرْسَ القاهري في نقض كتاب الدماميني، شرع يحققه معتمدا على خمسة أصول مخطوطة.

أنه عَرَّفَ بذلك وبغيره من الكتب المخطوطة التي صادفها واستفاد منها -31ح- يغري بتحقيقها إيثارا، ولا يكتمُها أثرة!

أنه التزم من نسبة الأبيات إلى بحورها، ما يؤود غيره من المحققين!

أنه كلف نفسه فهرسة مسائل علوم العربية، تشبها بأفذاذ المحققين.

أنه انتبه إلى أن لامية الطغرائي في التصبر، وأن أعظم فضائلها أنها استوعبت درر معاني التصبر في أسلوب سهل متحدر طلي، وأعانتها على ذلك خصائص عروضية ناجحة!

أنه فَصَّلَ للقصيدة على أساس من رسالتها تلك ستة فصول.

ولكنني أخالفك إلى تفصيلها على سبعة لا ستة، لضرورة تقسيم فصلك الأول ذي التسعة الأبيات [1-9]، على فصلين أولهما في الفخر بالبيتين الأولين، والثاني في الملل ببقية الأبيات التسعة. وعلى رغم إعجابي بتمييزك الفصل الثاني بأبياته العشرين التالية [10-29] -وإن جعلتها أنت تسعة عشر- أخالفك إلى القول بتمكن هذا الفصل من موضعه؛ فهذا وقت الرحيل بعد الملل، ولو كنت ميزت الملل بفصله لعرفت سر الرحيل! وكذلك بدا لي أنك أقحمت على الفصل الثالث ذي الثمانية الأبيات [30-37]، البيتَ السابع والثلاثين وهو خارج عن قضيته (الحَفْز) المتصلة بقضية الفصل السابق (الرحيل). ثم بدا لي أنك أفقدت الفصل الرابع ذا الأحد عشر بيتا [38-48]، بيتا من أوله ثم زدت عليه بيتا من آخره، وقضيته (الكمد) مستقلة بالأول عن الآخر؛ فإن الفصول يضبط بعضها بعضا حذفا وإضافة أخذا وعطاء! وإذا تمثلت قضية الألم المستولية على الفصل الخامس ذي الستة الأبيات [49-54] لم تترك البيت الثامن والأربعين ولم تأخذ البيت الرابع والخمسين؛ فقد اشتغل فيه بالتألُّم ثم انتقل إلى غايته من تصبير نفسه. ولا أدري كيف تخليت في القسم السادس ذي الخمسة الأبيات [55-59] عن البيت الرابع والخمسين الذي ينادي فيه نفسه بما يصبرها!

شَوَارِدُ الِاسْتِيفَاءِ:

وأحب أن أَتَلَبَّثَ قليلا، لأدلك على مسائل كانت تستحق استيفاء:

أحلت -5ح(د=الدراسة)- على أحد كتابين ("الطغرائي: حياته، شعره، لاميته"، للدكتور علي جواد الطاهر)، استغنيت بهما عن تفصيل بعض الأفكار، وكلاهما مفتقد من فهرس كتبك.

أقحمت نفسك -61(د)- في دعوى تأثر الدماميني ابن الأثير في تقدير غرابة اللفظ، من غير تفصيل ولا دليل!

"العَجَم" في كلام الدماميني -1(ت=التحقيق)- النَّوَى، وهي مما يجب تبيينه.

لِمَ لَمْ تتناول -2(ت)- تسميته لكتاب الصفدي "غيث الأدب الذي انسجم"، واسمه أصلا "الغيث المسجم": أهي من التحقيق أم التوسع؟

لا يغني في تحقيق كلمة سيدنا عمر -رضي الله عنه!- أن تحيل -2ح(ت)- على نهاية الأرب لابن عطاء الله المصري.

فكرة واعية عن سلامة استعمال البديع -7(ت)- فكرة واعية، تستحق تنبيه طلاب العلم على وجودها في ذلك الزمان البديعي!

هذا القول "زَعَمُوا مَطِيَّةُ الْكَذِبِ" -8(ت)- مَثَلٌ؛ فيُوثَّق من كتب الأمثال.

اكتفيت في الإشارة إلى صوفية ابن الصياد بفقره -24ح(ت)- ويا حسنها صفة (ضيق ذات اليد)، لو اقترنت بالترجمة له من كتب رجالهم!

اختل منك تحقيق التعليق -35(ت)- فلا خَرَّجْتَ الشعر، ولا نبهت على موضع كلام الصفدي -ولا وجود له فيه أصلا- ولا ذكرت كلمة "أقول" التي يبتدئ بها الدماميني.

في 55(ت)، سقط هين بمقدار كلمة "فَإِنْ".

لا وجه في عبارة "المفرد المؤنث السالم" -71- لإضافة السالم إلا على اعتبار ما سيكون.

في 79(ت) سقط بمقدار جملة كاملة؛ فلا معنى لكون لولا الامتناعية داخلة "على جملة اسمية منفية لتربط امتناع مضمون الثانية بوجود مضمون الأولى"!

حشيت -74- بكلام مطلق؛ فلم توثقه، ولم تعرف بصاحبه (الدكتور محمد عمر علي)! ثم إنك لم تُحَشِّ من قبل بنقد كلام الدماميني أو الصفدي أو الطغرائي، وأحسنت وإلا انفتح باب لا يغلق.

ربما قبلنا مع تقديم الدراسة وتأخير النص المحقق، فقدان الخاتمة -131(ت)- ولكننا لا نقبل فقدان آخر متن النص المحقق نفسه، ولا فقدان فهرس الموضوعات!

لا ريب في أن فهرس مسائل علوم العربية أصعب الفهارس عادة. ولقد جعلته عاما فأثقلت على نفسك، ولو ميزت بين العلوم لانقادت لك فصول المسائل؛ فلا أدري كيف تضع فصلا للجائز (جواز)، وفصلا لغير الجائز (عدم جواز)، هكذا مطلقين- ولا كيف تخفي مسائل في طيات مسائل، مطمئنا إلى دلالة تفاوت حجمي خطيهما! ثم أظن أن المسائل بالكتاب أكثر كثيرا مما أوردت؛ فقد فتشت مثلا عن مسألة التقديم والتأخير عموما فلم أجدها لا عموما ولا خصوصا وعن الذكر والحذف فوجدت الحذف مهملا من التفاصيل ومن الصفحات.

وكتبك كثيرة كافية ومع الكثرة العثرة، كما في شأن الغيث المسجم؛ فربما كانت نسختك مصورة في 2003م عن الطبعة الثانية؛ فالثانية لدي في 1990م! ثم ليس أصلح في طبعات مجمع الأمثال من طبعة بولاق، ولم تعتمد عليها!

شَوَارِدُ التَّأَمُّلِ:

ثم أحب أن أَتَلَبَّثَ قليلا، لأدلك على مسائل كانت تستحق تأملك:

كيف تؤثر أن تَتَسَمَّى دارسا، ومقام الطالب دونه كل مقام!

أوافقك على تفسير نسبة لامية الطغرائي إلى العجم على رغم عروبة صاحبها، بمولده في أصفهان، وأرى أن مما أغرى بذلك، قرنها بلامية العرب للشنفرى الصعلوك العربي الذي لم يبرح دارة البدو!

ولكنني أستغرب اشتغالك بالعجب من اجتماع علوم مختلفة للطغرائي بعيدة عن الأدب، عن التفكير في دلالة وحدة المفكر فيها على تقاربها!

عجبا لحياة الدماميني حياة! صدق القائل سار الهلال فصار بدرا وصاحبنا هو البدر الدماميني! ولقد اتعظ ابنه بما أصابه من الناس؛ فعاش كما نعته السخاوي منعزلا عنهم!

ومن طرائف كتب البدر الدماميني النحوية، كتابه الفواكه البدرية في شرح أرجوزته الحلاوة السكرية، وقد خطر لي أن يكون ألفهما في أثناء عمله بالتجارة التي جنت عليه!

وعلى ذكر نسبة الدماميني وقد رحل أهله عن دمامين، أظن أنك إذا وجدت في لقب الشخص نسبته إلى مكان علمت أنه غير مقيم فيه، وإلا فلماذا اختص بها دون غيره من المقيمين فيه!

كان الدماميني حين ألف كتابه هذا في الثلاثين عمره ، وهي سن إن دلت على سعة تحصيله كشفت سر نشاطه لمثل هذا العمل!

وعلى رغم ما يبدو في 47(د) و20(ت)، من إنصاف الدماميني للصفدي في أثناء مخالفته- يتجلى تجنيه عليه فيما يأتي:

أن يؤثر الصفدي وجها ويفضل غيره -6(ت)- فيحاسبه الدماميني على ذلك، وكان الأَوْلى أن يتفهم ميله الأسلوبي.

أن يتربص الدماميني بالصفدي فلا يحمل كلامه على قصد لامية العرب بالتعظيم الإضافي ولامية العجم بالتعظيم المناظري.

أن يدعي الدماميني أن نفي المِثْل لا ينفي المُمَثَّل -14(ت)- وكأن لم يقل المتنبي:

مِثْلُكَ يَثْني الْحُزْنَ عَنْ صَوْبِه وَيَسْتَرِدُّ الدَّمْعَ عَنْ غَرْبِه

وَلَمْ أَقُلْ مِثلُكَ أَعْني بِه سِواكَ يا فَرْدًا بِلا مُشْبِه

أن يرد الدماميني بروايته لبيت الزمخشري: "لا أبالي بجمعهم فهو جَمْعٌ مؤنثُ"، رواية الصفدي: "لا أبالي بجمعهم كلُّ جَمْعٍ مؤنث"؛ إذ ليس كل جمع مؤنثا؛ وأفضل من ذلك كله "كلُّ جَمْعٍ يُؤَنَّثُ"، ولكن "كُلُّ جَمْعٍ مُؤَنَّثُ"، أنفع للشاعر في باب المبالغة!

لو اكتفى الصفدي -81- بالحديث عن شباب الدنيا لأحسن ولم يَعْدُ أسلوب الشعراء ولم يسقط للدماميني، ولكنه سَنَّنَها وكأنه طبيب شرعي!

ولقد ينبغي أن يضاف مثال الصفدي إلى أمثلة الكتابِ مُشْتَغِلينَ بالإدارة عن الكتابة؛ فلا ريب في أن كثيرا مما نقده عليه الدماميني، إنما اشتغل بالإدارة عن مراجعته.

وما ألطف قول الدكتور علي جواد الطاهر في شرح الصفدي للامية العجم: "فيه كل شيء إلا شرح اللامية"، وأن هذا هو الذي حفز العلماء إلى نقده، وما زال! ولكنني بقيتُ أعده من أكابر الشراح الذين اشتملوا من لِمَّة الطرب، على ما يبعث النصوص من مراقدها، حيةً تجادل عن نفسها!

ولقد نعى الدماميني على الصفدي -75- ولعه بالاعتراض على ابن نباتة وهو شيخه؛ فكيف يفعل إذا رأى في زماننا نعي بعض تلامذة محمود محمد شاكر وتمام حسان عليهما وتبرؤهما منهما، ولو حضرا بين أيديهما لتمنوا أن تنخسف بهما الأرض!

وعلى رغم مقام المعترض الذي قام فيه الدماميني، ينبغي أن يتوقف منه فيما يأتي:

كيف لا يعد تغيير فاعلن في حشو مخلع البسيط إلى فالاتن (مفعولن) من القليل الذي لا ينقاس -4(ت)- لا كَسْرًا، والكسر واقع من الكبار والصغار!

كيف لا يقول باختلاس الشاعر لألف يا النداء في "نًا يَا صَاْ" -5(ت)- وهو أولى من القول بتغيير فاعلن إلى فالاتن (مفعولن)!

كيف لا يعبأ -10(ت)- بأن العرب قد ميزت القِوادة بتصحيح العين من القِيادة بإعلالها، وهكذا فعلت في تَسْويد وتَسْييد!

كيف لم ينتبه -10(ت)- إلى أن العربيَّ مَقْصور على، لا قَاصِر عَلى!

كيف وقع منه: بخلاف ما إذا (...) لم يكن -18(ت)- والمستقر بخلاف ما إذا (...)، فلم يكن- حتى أغراك بأن تجري مجراه!

كيف يجعل البيتين مقطوعا -35(ت)- والمعروف أنهما نُتْفَة، وإنما يبدأ المقطوع (القطعة) من ثلاثة أبيات!

كيف وقع منه: شتان ما بين ذاك وبينه -36(ت)- والمستقر شتان ما ذاك وهذا!

كيف وقع منه: لابد وأن -52(ت)- والصواب لا بد أن!

كيف يجمع -83(ت)- بين التوكيد والتأكيد في سطر واحد!

كيف وقع منه: غير مناسب لا سيما والصفدي يعتقد -85(ت)- والمستقر غير مناسب ولا سيما أن الصفدي يعتقد!

لا تخفى دلالة قلة مآخذه العروضية والصرفية، على إهمال علمي العروض والصرف.

شَوَارِدُ الْعَرُوضِ:

ثمت أحب أن أَتَلَبَّثَ قليلا، لأدلك على ما أَفْلَتَكَ من المسائل العروضية:

ميزت -10ح(د)- التخميس من التشطير، وكل ما اعتمد على تنسيق الأشطر فهو تشطير، من المزدوج إلى الموشح، إلا أن الموشح ازداد تركيبا واختص بنظام أدائي جماعي، فتميز باسمه الخاص.

الشَّجِيِّ -51(د)، 5(ت)- الشَّجِيْ.

ظَعَنًا (...) قَطَنَا -18(ت)- والصواب ظَعَنَا (...) قَطَنَا؛ فمقتضى التقفية عدم التنوين.

وكذلك بالٍ -26(ت)- والمنتظر لمراعاة مقتضى التقفية بالِ؛ فلم لَمْ تراعه؟ وأهمية هذا السؤال من حيث وجدت تحري التنوين علامة على ترك التقفية المواتية، أو على دعوة المنشد إلى إهمالها، وليس بمستحيل.

غَيْهَبِهِ (...) مَوْكِبِهِ -35(ت)- والصواب غَيْهَبِهْ، مَوْكِبِهْ، وإلا اضطرب عليك بحر السريع، ثم هما بالكسر في شرح الصفدي نفسه!

في "بَدَيْنا" -75(ت)- سناد الردف وعزة هذا الإبدال لهمزة "بدأنا"، ولو جعتها "بُدِينا"، سلمت من ذلك، ولا سيما أن المعنى على أننا نبدأ باسم الله الذي به بُدِئْنا.

شَوَارِدُ الصَّرْفِ:

ثمت أحب أن أَتَلَبَّثَ قليلا، لأدلك على ما أَفْلَتَكَ من المسائل الصرفية:

لا عربية لوَهُمَ -أ(د)- هذه ولكن يقال: وَهَمَ ووَهِمَ.

ما أغرب هذه الصيغة تَعانِي -ص3- من المعاناة.

المبرَّزين -25(د)، 26(د)- والصواب المبرِّزين.

كف المنية الشَّوْكاء -33(د)- والمعروف شائكة، ويقال شَوِكَة مُشيكة.

في دَرَج الترجمة -34(د)- والمعروف دَرْج، فهو من دَرَجَه يَدْرُجُه دَرْجًا إذا طواه، ولكن ربما جازت دَرَج الكلام أو الكتاب بمعنى مدروجه أي مطويه.

الطَّنَز -44(د)، 31(ت)- والصواب الطَّنْز.

فَاكْحِلْها -55(د)- والصواب فَاكْحَلْها.

المِثَل -14(ت)- والصواب المُثُل.

ناءٍ (...) فلع -17- والصواب ناءَ (...) فَلَعَ، ولما التبس عليك وجه الصيغة لم تجترئ على تشكيل وزنها!

بَطُلَ (...) وَضُحَ -22(ت)- والصواب بَطَلَ (...) وَضَحَ. أَتُشَكِّلُ على الأوهام الشائعة!

تَصِيخُ -39(ت)- والصواب تُصِيخُ.

فخبّط عشواء -40(ت)- فَخَبَطَ خَبْطَ عشواء، وربما سقطت من التعبير كلمة خَبْطَ.

تَدُبُّ -41(ت)- والصواب تَدِبُّ.

خِصْرُهُ -42(ت)- والصواب خَصْرُهُ.

مِنْ طَرَبٍ صَاْحٍ -43(ت)- والصواب مِنْ طَرِبٍ صَاْحٍ.

مُخْفِيْ -45(ت)- مَخْفِيْ؛ فهذا الضبط على قلته هو المناسب، وفي اللغة خَفَيْتُه إذا أظهرتَه وأخفيتَه جميعا معا؛ فهو من الأضداد.

فالحُبُّ حيث العدا -48(ت)، 49(ت)- والصواب فالحِبُّ حيث العدا. صحيح أن الصفدي تكلم عن المضمومة الحاء والمكسورتها، ولكن الكلام على المكسورة، كما اتضح فيما بعد.

بِمَنْبَتِهِ -53(ت)- والصواب بِمَنْبِتِه، فإن كان ما ذكرتَه الأقيس فما ذكرتُه الأشهر.

جُنُحِ -56(ت)- والصواب جُنْحِ.

ربما قالوا أَرَجان في أَرَّجان، أما الأَرَجَّانيّ -60(ت)- فعجيبة.

فَاكْحِلها -62(ت)- والصواب فَاكْحَلْها.

كيف يُتَوَجَّه هذا الاعتراض -76(ت)- والصواب كيف يَتَوَجَّه هذا الاعتراض.

عُقَيْبَ حكايةٍ -78(ت)، 85(ت)- والصواب عَقِيْبَ حِكَاْيَةٍ. وهو مما كان الدكتور محمود محمد الطناحي أستاذنا وصديقنا -رحمه الله!- يستطرف ذكر التباسه على بعض المحققين!

السَّفَلِ -83(ت)- والصواب السِّفَلِ.

كَقَنْوِ النَّخْلَةِ -85ح(ت)- والصواب كَقِنْوِ النَّخْلَةِ.

تُبْكِي -86(ت)- تَبْكِي؛ فهو المناسب لمعنى الصفدي ولا إلغاز على الضم.

شَوَارِدُ النَّحْوِ:

ثمت أحب أن أَتَلَبَّثَ قليلا، لأدلك على ما أَفْلَتَكَ من المسائل النحوية:

فلعل فيما سقناه (...) توضيح (...) وعرض-63(د)- والصواب توضيحا (...) وعرضا.

لأنها أقدم زمان منها -66(د)- والصواب لأنها أقدم زمانا منها.

ختاما فيظل -ج(د)- والمستقر ختاما يظل.

اقتتل هذا السلطان مع أخيه -5(د)-والمستقر اقتتل هو وأخوه.

اختلف في الرأي مع الصفدي -14(د)- اختلف هو والصفدي.

يتلاءم معه -62(د)- والصواب يتلاءمان.

التفاعل معه -63(د)- والصواب يتفاعلان.

حتى وإن -7(د)- والمستقر حتى إن.

بل على العكس من ذلك فقد حَمَلَت -7(د)- والمستقر بل على العكس من ذلك حَمَلَتْ.

ربما لأنه -11(د)- ولا حاجة لـ"لأنه".

لما كان (...) فلا شك (فلا ريب) -12(د)، 56(د)- والصواب لما كان (...) لم يكن ريب.

على الرغم من (...) فإن -18(د)- والصواب على الرغم من كذا كذا من غير فاء.

بل حتى -18(د)- ولا حاجة لحتى.

في ذات الخطأ -41(د)، 50(د)- والصواب في الخطأ نفسه.

ربما كي ينفي -41(د)- والصواب ربما ينفي.

وإنما طال بحث -45(د)- والصواب بل طال بحثه.

بخلاف ما إذا جعلناه (...) لم يكن -48(د)- والصواب بخلاف ما إذا جعلناه (...)، فلم يكن.

بخلاف لو ما -53(د)- والصواب بخلاف ما لو.

حتى وإن -61(د)- والصواب حتى إن.

عارضت ما نقله (...) على شرح الصفدي -67(د)- والصواب عرضته عليه أو عارضته به.

والصلاةُ والسلامُ -1(ت)- والصواب والصلاةِ والسلامِ، وهما بالجر في المخطوط!

فلا صديقٌ إليه مشتكى حزني -13(ت) مرتين- والصواب فلا صديقَ.

ولعمري أنه -47(ت)- والصواب ولعمري إنه.

شَكْلَهُ -53(ت)- والصواب شَكْلُهُ؛ فشكل على الشرح الوارد بدل مرفوع.

جيرانٌ -83(ت)- والصواب وجيرانٍ.

مرفوع -84ح(ت)- والصواب مرفوعًا.

نص على أن (صَقْرًا) مَرفوع -84(ت)- والصواب (صَقْرٌ)، أو صَقْرًا، فإما إطلاق النصب وإما تنصيص الرفع.

كأنك استبعدت أن تجيب القسم المقترن بالشرط فكنت تجيب دائما الشرط -43(ت)- والوجه الآخر المخوف هو الأولى!

ما ضرني إن لم أكن متقدما -9(ت)- وهي في شعر ابن الخطيب أن لم أجئ متقدما، وهو الصواب.

كُلِّ -45(ت)- والصواب كُلُّ.

شَوَارِدُ الْإِمْلَاءِ:

ثمت أحب أن أَتَلَبَّثَ قليلا، لأدلك على ما أَفْلَتَكَ من المسائل الإملائية:

مُبَرَّءًا -67(د)- والصواب مُبَرَّأً.

فأكحل عينك -55(د)- والصواب فاكحل عينك.

الالمام -63(د)- والصواب الإلمام.

آلب أرسلان -4(د)- والمستقر ألب أرسلان.

أَنَّ العز في النقل -44(د)- والصواب إِنَّ العز في النقل، كما أوردته أنت في 46(د).

أرى أن تسقط ألف ابن إذا وقعت بين الألقاب كما تسقطها إذا وقعت بين الأسماء.

السَّحابُ 56(د)- والصواب السَّماءُ.

الواردة -62(د)- والصواب الوارد.

بعد دمرت -24(د)- والصواب بعد ما دمرت.

الجرومية، 29(د) والمعروف الآجرومية.

التقراريظ -38(د)- والصواب التقاريظ.

لَهُدُونَ -57(د)- والصواب لَهُ دُونَ.

تَمَلُّس -63(د)- والصواب تَلَمُّس.

ثمانمائة أم ثمانمئة ثم جد الاختيار المجمعي ثمان مئة.

استمد -2(ت)- والصواب أَسْتَمِدُّ.

رسمت فَلَوْ أَنَّمَاْ أَسْعَىْ -11(ت)- مرتين، والذي نعرفه فصل ما الموصولة الاسمية والحرفية من الناسخ فَلَوْ أَنَّ مَاْ أَسْعَىْ.

هل تتعلق -36(ت)- والصواب هي تتعلق.

بقلب -17(ت)- والصواب يُقْلب.

لا ابالي -23(ت)- والصواب لا أبالي.

طيء -41(ت)- والصواب طيئ.

فأكحل عينك -62(ت)- والصواب فَاكْحَلْ عينك.

لا يستقيم تعليق الدماميني -18(ت)- إلا بـ" ضمير بارزا"، لا "مستترا".

نَوَاظِرٌ (...) نَوَاضِرٌ -29(ت)- هو بالعكس في الصفدي.

أولا يتعلق -36(ت)- والصواب أو لا تتعلق.

وقد حماه رماة الحي من ثعل -47(ت)- ورواية الصفدي: وقد حماه رماة من بني ثعل.

إِذَا -53(ت)- والصواب إِذِ؛ فهكذا هو في شرح الصفدي.

شَوَارِدُ التَّشْكِيلِ:

ثمت أحب أن أَتَلَبَّثَ قليلا، لأدلك على ما أَفْلَتَكَ من المسائل التشكيلية:

اختلاف البرامج أضر كثيرا فيما أظن -53، 69- بوضع الحركات من الشدات.

تزحزح فتحتي المنون المنصوب إلى فوق الألف -حتى اجتمع في 53(ت) تنوينان على بَنَفْسَجًاً- وربما ذلك مذهبا قديما، ولكنه لم يعد الآن مقبولا.

ترحيل شكلات ما قبل أواخر الكلمات -20(ت)- ولا سيما على ألف "لا" منفصلة ومتصلة.

فَرَضِيًا -25(د)- والصواب فَرَضِيًّا.

وجدتُّ -43(د)، 1(ت)- والصواب وَجَدْتُ، كما تدل صورة الخطوط لديك!

بيد أن المطالعِ -52(د)- والصواب بيد أن المطالعَ.

النَرجس -60(د)- والصواب النَّرجس.

لا وجهً لاستحسانه -63(د)- والصواب لا وجهَ لاستحسانه.

بِوَجْهَهِ -9(ت)- والصواب بِوَجْهِهِ.

ثُمَتَ -20ح(ت)- والصواب ثُمَّتَ.

كلٍ -27(ت)- والصواب كلٍّ.

طائلُ -50(ت)- والصواب طائلٌ.

عَنَي -51(ت)- والصواب عنى.

بُيُوْتِهِمِ -54(ت)- والصواب بُيُوْتِهِمُ.

مَنَ الْجَوَى -68(ت)- والصواب مِنَ الْجَوَى.

شَوَارِدُ التَّرْقِيمِ:

ثمت أحب أن أتلبث قليلا، لأدلك على ما أفلتك من المسائل الترقيمية، ولا سيما أن الترقيم من أهم أعمال المحقق، لأنه الشارح بلا شرح، ومخرج المشهد، وشرطي المرور:

لا أدري كيف تستجير الجمع بين أكثر من علامة ترقيم في الموضع الواحد نفسه -48(د)، 36(ت)- كأن تجمع بين علامة استفهام وعلامة تأثر ونقطة (؟!.)! وينبغي اختيار أي منها. فإن تعمدتَ  الإغماضَ فلا تُرَقِّمْ بَتَّةً!

تُصَدِّر علامة التفريع في سطرها دائما، لكيلا تُوَسِّطَ الشعرَ المتكلَّم عنه بين مادة القول والمقول، وهو غريب جدا، وإن إعراضك عنه عَرَضًا -54(د)- ليدل على ريبتك فيه!

لا موضع للنقطة بعد البيت في آخر سطره، ولا حاجة لترقيمه أصلا، وإلا وجب أن تستوفيه!

من التعجل الغريب عنك، وضعك بخطك -40(د) وما بعدها- أرقام صفحات النص المحقق الواردة في الدراسة، وانقلاب إحدى صفحات المتن منك -28(ت)- رأسا لعقب!

تهمل ذكر الصفدي في الإحالة عليه في الحاشية مكتفيا بذكر الجزء والصفحة، وهذا غريب.

لا نقطة بين أجزاء الجملة الواحدة -52(د)- بل فاصلة.

تضع الفاصلة -1(ت)- في موضع الفاصلة المنقوطة، الواصلة بين جملتين بينهما تعليل.

تضع الفاصلة المنقوطة في موضع الفاصلة، بين جزأي جملة واحدة، آخرهما أوله "لأن"!

تضع الفاصلة المنقوطة -23(ت)- موضع علامة التفريع.

لا تنبه على المتعلق بالبعيد -8(ت)، 21(ت)- وعلامته شرطة لصيقة بما قبلها.

تستعمل للتنصيص القوسين أحيانا -74ح(ت)- وهما لإبدال الشرح من المشروح.

علامة الاعتراض -52(د)، 54(د)- شرطتان لا فاصلتان. ويدل وضعك للشرطتين -22(ت)- على تمييزك لموضعهما.

استعملت علامة الاعتراض لما تكفيك الفاصلة.

لم يعد من الحكمة فصل علامات الترقيم ومنها أرقام الإحالات، عن الكلمات؛ فربما تزحزحت فعاقت الفهم، حتى انفردت -43(د)- في أوائل الصفحات التالية.

تفصل بين الواو ومتبوعها دائما ببياض، حتى ليفترقان -13(ت)- على أطراف الأسطر.

فصلت في الصفحة 1(ت)، بقية الفقرة.

تكتب الشعر المشطر كل شطرين في سطر -51ح(ت)، 75(ت)- والصواب أن تكتب كل شطر في سطر.

توسط الأبيات حريصا على مطابقة فراغات ما بين أشطرها، وهو ما لا نعرفه، ولم يتبعه أي من ناسخيك؛ فقد جروا فيما أوردت من صور بعض صفحات المخطوطات، على ضبط تساوي الأطراف والأوساط، ولو كَتَبْتُ عنك لوصلت شطري كل بيت، وطابقت أوائل الأبيات، وربما لم أعبأ بمطابقة أواخرها.

أهملت في الصفحة 49(د)، علامة التنصيص.

زحزحت في الصفحة 23(ت)، علامة التنصيص، حتى أدخلت إلى النص ما ليس منه.

أهملت أحيانا -56(ت)، 63(ت)- تثقيل الكلمات الفواصل (قال، أقول).

تركت الفاصلة في "إِنْ غِبْتَ عَنْ وُجُودِكَ وَلَمْ تَكُنْ، رَأَيْتَهُ" -24(ت)- ولا يستقيم إلا بها بيانُ المعنى. الباطني الصوفي. ولقد تيسر مرة ديوان ابن الفارض بشرح البوريني الظاهري والنابلسي الباطني، فعجبت كيف يختلف بينهما تخريج التركيب!

في وصل أرقام الحواشي ولا أكاد أجده، منفعةٌ ومضرةٌ: تيسيرُ الوصول إلى أية حاشية، واستهلاكُ مساحات من الصفحات. ويا ليتك وصلت أرقام صفحات الدراسة والتحقيق، بدلا من وصل أرقام الحواشي؛ إذن ليسرت لتعليقي تمييز التحقيق من الدراسة!

ولقد أخرت من شوارد الاستيفاء عنك، أنك لم تورد نص اللامية مستقلا حتى ينتفع به القارئ ويدور عليه، لأخيرك بين أَمْرَيْنِ أَمَرُّهُمَا حُلْوٌ: أن أطيل الموقف بشواردك التي قيدتها عليك، وأن تنشدنا لامية العجم، هذه التي شغلتنا والأدباء جميعا، على اختلاف الأزمنة والأمكنة؟

أصالة الرأي صانتني عن الخطل وحلية الفضل زانتني لدى العطل

مجدي أخيرا ومجدي أولا شرع والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل

فيم الإقامة بالزوراء لا سكني بها ولا ناقتي فيها ولا جملي

ناء عن الأهل صفر الكف منفرد كالسيف عري متناه عن الخلل

فلا صديق إليه مشتكى حزني ولا أنيس إليه منتهى جذلي

طال اغترابي حتى حن راحلتي ورحلها وقرى العسالة الذبل

وضج من لغب نضوي وعج لما يلقى ركابي ولج الركب في عذلي

أريد بسطة كف أستعين بها على قضاء حقوق للعلى قبلي

والدهر يعكس آمالي ويقنعني من الغنيمة بعد الكد بالقفل

وذي شطاط كصدر الرمح معتقل بمثله غير هياب ولا وكل

حلو الفكاهة مر الجد قد مزجت بشدة البأس منه رقة الغزل

طردت سرح الكرى عن ورد مقلته والليل أغرى سوام النوم بالمقل

والركب ميل على الأكوار من طرب صاح وآخر من خمر الهوى ثمل

فقلت أدعوك للجلى لتنصرني وأنت تخذلني في الحادث الجلل

تنام عيني وعين النجم ساهرة وتستحيل وصبغ الليل لم يحل

فهل تعين على غي هممت به والغي يزجر أحيانا عن الفشل

إني أريد طروق الحي من إضم وقد حماه رماة من بني ثعل

يحمون بالبيض والسمر اللدان به سود الغدائر حمر الحلي والحلل

فسر بنا في ذمام الليل معتسفا فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل

فالحب حيث العدى والأسد رابضة حول الكناس لها غاب من الأسل

نؤم ناشئة بالجزع قد سقيت نصالها بمياه الغنج والكحل

قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ما بالكرائم من جبن ومن بخل

تبيت نار الهوى منهن في كبد حرى ونار القرى منهم على القلل

يقتلن أنضاء حب لا حراك بهم وينحرون كرام الخيل والإبل

يشفى لديغ الغواني في بيوتهم بنهلة من غدير الخمر والعسل

لعل إلمامة بالجزع ثانية يدب منها نسيم البرء في عللي

لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت برشقة من نبال الأعين النجل

ولا أهاب صفاح البيض تسعدني باللمح من خلل الأستار والكلل

ولا أخل بغزلان أغازلها ولو دهتني أسود الغيل بالغيل

حب السلامة يثني هم صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل

فإن جنحت إليه فاتخذ نفقا في الأرض أو سلما في الجو فاعتزل

ودع غمار العلى للمقدمين على ركوبِها واقتنع منهن بالبلل

رضى الذليل بخفض العيش مسكنة والعز عند رسيم الأينق الذلل

فادرأ بها في نحور البيد جافلة معارضات مثانى اللجم بالجدل

إن العلى حدثتني وهي صادقة في ما تحدث إن العز في النقل

لو أن في شرف المأوى بلوغ منى لم تبرح الشمس يوما دارة الحمل

أهبت بالحظ لو ناديت مستمعا والحظ عني بالجهال في شغل

لعله إن بدا فضلي ونقصهم لعينه نام عنهم أو تنبه لي

أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق الدهر لولا فسحة الأمل

لم أرتض العيش والأيام مقبلة فكيف أرضى وقد ولت على عجل

غالى بنفسي عرفاني بقيمتها فصنتها عن رخيص القدر مبتذل

وعادة النصل أن يزهى بجوهره وليس يعمل إلا في يدي بطل

ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني حتى أرى دولة الأوغاد والسفل

تقدمتني أناس كان شوطهم وراء خطوي لو أمشي على مهل

هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا من قبله فتمنى فسحة الأجل

وإن علاني من دوني فلا عجب لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل

فاصبر لها غير محتال ولا ضجر في حادث الدهر ما يغني عن الحيل

أعدى عدوك أدنى من وثقت به فحاذر الناس واصحبهم على دخل

فإنما رجل الدنيا وواحدها من لا يعول في الدنيا على رجل

وحسن ظنك بالأيام معجزة فظن شرا وكن منها على وجل

غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت مسافة الخلف بين القول والعمل

وشان صدقك عند الناس كذبهم وهل يطابق معوج بمعتدل

إن كان ينجع شيء في ثباتهم على العهود فسبق السيف للعذل

يا واردا سؤر عيش كله كدر أنفقت صفوك في أيامك الأول

فيم اقتحامك لج البحر تركبه وأنت يكفيك منه مصة الوشل

ملك القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه إلى الأنصار والخول

ترجو البقاء بدار لا ثبات لها فهل سمعت بظل غير منتقل

ويا خبيرا على الأسرار مطلعا أصمت ففي الصمت منجاة من الزلل

قد رشحوك لأمر إن فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل