مناقشة رسالة دكتوراه في النحو
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
إعداد الطالب خالد خجيل الديسات
وإشراف الأستاذ الدكتور يحيي العبابنة
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله أهل الحمد كله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على من قال "خيرُكم من تعلَّم القرآن وعلَّمه " وعلى عترته الأطهار ، صلِّ رب وسلِّم ،تسليما مباركا كثيرا و على صحبه المنتجبين الأخيار، ما عسعس ليل ،أو ذرَّ قرنُ الشمسِ في نهار،وبعد ؛فقد جرى مناقشة رسالة دكتوراه في النحو بتمام السعة 1330 مساء يوم الأربعاء الموافق لليوم الحادي والعشرين من شهر كانون الأول من العام 2011م ،في قاعة كلية الآداب في جامعة مؤتة رسالة دكتوراه عنوانها التوجيه النحوي للقراءات القرآنية في تفسير أبي السعود العمادي "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم "من إعداد الطالب خالد خجيل احمد الدهيسات " وإشراف الأستاذ الدكتور يحيي عطية العبابنة ، وعضوية الأستاذ الدكتور حسن محمد الرَّبابعة أستاذ الأدب العباسي ونقده، والدكتور سيف الدين طه الفقراء أستاذ النحو المشارك في جامعة مؤتة،والدكتور صالح أجمد السلمان من الجامعة الأردنية الألمانية ، وانتهت المناقشة وإجازة الرسالة ، بعد إجراء التعديلات الضرورية عليها الساعة 1530 من اليوم ذاته .
******
فالسلام على الأستاذ الرئيس وعلى عضوي لجنة المناقشة، وعلى الحضور المبارك ورحمة الله وبركاته ، فقد أسعدني الأستاذ الدكتور رئيس لحنة المناقشة الأستاذ الباحث الفذ يحيي عطية العبابنة هو ذاك المصنف المكثر بفضل الله ومننه ، التي لا تحصى ، إذ اختارني عضوا مناقشا لرسالة الدكتوراه بإشرافه ، الموسومة ب "التوجيه النحوي للقراءات القرآنية في تفسير أبي السعود العمادي "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم "من إعداد الطالب خالد خجيل أحمد الدهيسات " من جهة،ومن أخرى لألتقي عضوي اللجنة، احدَهما لأوِّل مرة فأتعرف إليهما وتوجيهاتهما النقدية من أخرى ، لصالح الرسالة، وهما الدكتور صالح احمد السلمان من الجامعة الأردنية الألمانية وصديقي الدكتور سيف الفقراء .، من جامعة مؤتة .
أمَّا الرِّسالة الموسومة بأعلاه ، فضمَّت بين دفتيها (164)مائة وأربعا وستين ورقة ، من قطع الرسائل الجامعية المعتمدة ،واتكأ فيها على (77) سبعة وسبعين مصدرا ومرجعا ، وقد خلت مصادره من القرآن الكريم الذي يجب أن يتوِّج كل مصادره لأهمية الاعتماد عليه ، والإشارة إلى مواقع الشواهد فيه ، كما فقدنا ثلاثة دواوين شعر ل"حسان بن ثابت ، والنابغة الذبياني ، وديوان جرير، وقد احتجَّ الطالب بأبيات من الشعر لهم في ورقات (71)و(72) و(88) .كما لم يكمل بعض توثيقات المصادر شانه في الأندلسي في البحر المحيط ،ونقصت بعض مصادره علامات ترقيم ضرورية أشرت إليها في أمكنتها .
والرسالة نهضت على مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول ، وخاتمة؛أبرزت أهم النتائج ، أما المقدمة فعرفت بابي السعودي بأنه من رجال القرنين التاسع والعاشر الهجريين (896ـ982هـ)، وقد أبرزت المقدمة مكانة تفسيره ومنهجَه في عرض القراءات القرآنية ، وطريقتَه في توجيهه القراءات القرآنية ، وطرقَ الاحتجاج بها واستشهد بآيات من القرآن الكريم، وبعضِ أحاديث الرسول الكريم، وببعض من الشعر العربي ،ولم تشهد الأحاديث مراجعة له في مظانها
ولم تدرج الأحاديث في فهرسة المصادر ، وقد عرض الباحث طرق أبي السعود في عرضه القراءات القرآنية من حيث التواتر والشاذ ، وقراءات الجمهور، والضعيف منها ،وبينت الدراسة طريقة أبي السعود في نسبته القراءات إلى أصحابها.
أما الفصل الثاني فوسمه ب"طريقة أبي السعود في نسبة القراءات القرآنية عند أبي السعود العمادي ودرس المرفوعات وهي الفاعل ونائبُهُ والمبتدأ والخبر واسم ُكان وخبر إن ثم درس المنصوبات في مطلب ثان منها المفعول به، والمفعول المطلق والمفعول لأجله ، والمفعول معه ، والمفعول فيه ، واسم إن وخبر كان والتمييز والحال ، وفي المطلب الثالث درس التوابع من بدل وعطف ونعت وفي المطلب الرابع درس معاني الحروف والمجرورات
أمَّا الفصل الثالث فوسمه ب"المصادر النحوية عند أبي السعود ، وموقفه من المذاهب النحوية ختمه بالمصطلح النحوي عنده ، أما الخاتمة فابرز فيها فوائد نافعة إذ اخذ الباحث عليه انه لم يذكر أصحاب القراءات ولم ينسبها إلى أصحابها إلا نادرا وأهمل توجيهه للقراءات وتفرد ببعض الآراء النحوية وبرز انه لم يكن مفسرا نحويا بل كانت سمة تفسيره فقهية دلالية وكان أبو السعود ينقل عن غيره كثيرا دون إشارة لأصحاب القراءات من العلماء ، وأشار أبو السعود إلى بعض آراء النحاة مثل سيبويه والخليل والفراء دون تجيز، وان كان أبو السعود بِصريَّ المذهب ، وهذا مما يحمد له .
وقد بدت الرسالة جيدة ،لغة ومنهجا ، ودقة علمية ، ولكن الكمال لله وحده ، فقد برزت هنات فيها منها، إن الملخص العربي في بداية الرسالة، ولكن الملخص بالانجليزية في نهايتها،ولا ادري إن كان هذا التوجيه من كلية الدراسات العليا أو لا ، وبرزت أخطاء لغوية قليلة ولكنها تعيب الرسالة، لأننا نرتجي لها الكمال أو شبه كمال منها "مضانها "بالضاد واعتقد أن صوابها بال "مظانها " بالظاء ورقة (ج)، وورقة (3)و(149) كما افتقرت الرسالة في كثير من فقرها إلى علامات الترقيم و يقتضي ترك مسافات في بداية الفقرات . وانصح بتغيير" حريصين" إلى "حرصا "أو حراصا"(ورقة 8) وحذف كما وقد ترجم (12) ليكون كما ترجم ،وتنسيق الطباعة في متن أوراق وحواشيها (25) و)26) ( وتوثيق حديث الرسول الكريم من مصادره ورقة(36)، والحديث ورقة (55) وتصحيح الخطأ الإملائي الذي وقع في الآية الكريمة (ورقة 54) إذ ورد " ماء الأرض والصحيح ملء الأرض " ووقع تنوين ضم مع أل التعريف في نص قرآني القلوبٌ"ورقة (62)، وانظر سوق بدل فسوق في قوله تعالى ورقة (74)،ويجب أن تضبط النصوص القرآنية ضبطا محكما من المصحف الشريف، حتى وان كتبت في الحواشي ورقة (65) حاشية ، وخارج موطن الاستشهاد ، ووقع تصحيف في الحاشية 2 ورقة (61) وضبط الزاي مفتوحة من اسم الجزَري "أينما وقعت نسبة إلى الجزيرة، ورقة (61)، ويجب أن تدرج الأرقام التي في المتن إلى الحواشي انظر (69، وحواشي الأوراق من 129ـ142)، وينسق الشعر في الأرجوزة ورقة (70)، ووقع خطا لغوي نربأ بباحث جاد شان صاحب الرسالة، أن يقع به قوله "كونها مسخراتٌ والصواب مسخراتٍ" ورقة (83)،وتراجع حاشية الورقة (136) لخلخلة فيها وتصحيح (شيآه) إلى" شيئاء" ورقة (146)،
وبعد ، فقد أمتعتني هذه الرسالة العلمية الجادة المتميزة بدقة ضبطها غالبا ،وبروز شخصية الباحث فيها، وتنوع مصادرها وهي كافية لإنهاض الرسالة ، وتوصياتُه شاهدة على تأنِّيه في المراجعة والتحصيل العلمي ، وقد ابرز شخصيته العلمية فرجَّح اقرب الآراء للشاهد الذي كان يعرضه في تعدد فراءاته ، ولم تأخذه لومة لائم على أي تخريج نحوي إن كان فيه شطط ، وكان ابرز ما عنده هو الفصل الثالث وضوحا ، ومناقشة، واحتجاجا بالشاهد الأقوى ، وعلى الرغم من ترصدي لأخطاء إملائية أو نحوية أو علامات ترقيمية بدأَبٍ ورويّةٍ وترقب، إلا أنني بفضل الله لم أجد منها إلا نزرا يسيرا توازع شذر مذر في ثنايا الرسالة، لا تكاد تعثر على أي من هناته فيها إلا بشق الأنفس، ولأنني كما أزعم من الحرص الغيارى على طلبتنا، فقد أبرزتُ الهنات ،وان كانت قليلة حفاظا على سمعة هذه الرسالة العلمية، وصاحبها وسمعة أستاذها المشرف وقد عهدناه عالما في مجاله شديدَ المراس على رسائل طلبته التي يشرف عليه على نحو من مثل هذه المتميزة في عطائها ونتاجها .
واللهَ أدعو أن نؤجر عليها جميعا، وببركة دعائهما باحثا ومشرفا أيضا ، إن الله سميع قريب ،وهو المجيب الدعاء، والحمد لله أهل الحمد كله رب العالمين.