"الأفعى والتفاح" لأنوار أيوب سرحان

"الأفعى والتفاح" لأنوار أيوب سرحان

موسى أبو دويح

طبع هذا الكتاب في مطبعة الكلمة ومن منشورات معين حاطوم / دالية الكرمل، في (82) صفحة من القطع المتوسط وبدون تاريخ.

أهدت الكاتبة كتابها إلى والدها الغالي عبد الكريم أيوب –رحمه الله- وفاءً وامتنانًا.

وقدّم للكتاب الكاتب التّونسيّ كمال العيادي القيروانيّ. وعَنْوَنَ لتقديمه بـِ (مدخلٌ غيرُ آمنٍ إلى نصوص المبدعة أنوار سرحان)، وبعد هذا العنوان الرئيس كتب عنوانًا فرعيًا (أحواش وأحراش وفخاخ)، وهي عناوين لها أبعادها ودلالاتها. وختم تقديمه بقوله: (تمامًا... كقَدْرِ هذه الأرض الوقحة التي ما زالت تمجّد التّفاح وتتهم الأفعى...). (صفحة 9). يقصد أنّ أهل الأرض اليوم يفعلون الخبائث ويلعنون إبليس والشّيطان. مع أنّ الشّيطان يعجز عن أفاعيلهم.

جاء في الكتاب ثلاثة عشر عنوانًا أو نصًّا -كما سمّاها الكاتب التّونسيّ كمال القيروانيّ- أو قصّة قصيرة؛ تحوم كلّها حول المرأة ومشاكلها: في الخِطبة وإجبار الفتاة على الزّواج بمن لا ترغب فيه، أو حتّى بمن تكره وتبغض، والطّلاق، ونظرة المجتمع إلى المطلّقة، والتّفريق بينها وبين أطفالها بحجّة أنّهم غرباء، ولا يلزم أهل الزّوجة بتربية أبناء الغرباء الأباعد كما قال الشاعر:

بنونا بنو أبنائنا وبناتنا          بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد

وسفر المرأة وحدها بدون محرم وغير هذا من المشاكل المتعلّقة بالمرأة في هذه الأيّام.

        وهذه المشاكل وأمثالها مستفحلة في كلّ المجتمعات، وأكثر الظّلم يقع على المرأة؛ لأنّها الطّرف الضّعيف والضّلع القصير. وإن كانت في بعض الحالات تقضي على زوجها إرضاءً لعاشقها.

        هذه المشاكل ستبقى في المجتمعات، بل وتزداد يومًا بعد يوم، فنصف عقود النّكاح تفسخ بالطّلاق في عامها الأوّل في كثير من البلاد العربيّة. ولا حلّ صحيحًا لهذه المشاكل إلا بما جاء به الإسلام. وما دام النّظام الإسلاميّ مغيّبًا عن التّطبيق في المجتمع؛ فإنّ هذه المشاكل ستبقى بلا حلول، وسيكتب عنها الكتّاب الكثير، والنّتيجة هي هي.

        فنظام الإسلام لا تجبر فيه المرأة على الزّواج، بل لها كامل الحقّ في اختيار الزّوج الّذي ترغب في الاقتران به، ورفض أيّ شخص لا تريده. والإسلام جعل كفالة ورعاية وحضانة الصّغار لأمّهم. وتعدّد الزّوجات فيه حلّ لمشكلة العنوسة المتفشّية في مجتمعاتنا في هذه الأيّام. والطّلاق فيه حل للمشاكل الناشئة بين الزّوجين الّتي تجعل عيشهما معًا متعذّرًا. ثمّ إنّ المطلّقة سرعان ما تتزوج ما دام هناك تعدّد للزّوجات.

        الكاتبة متمكّنة من اللّغة العربيّة الفصيحة، تكتبها بسلاسة ووضوح، والأخطاء في الكتاب تكاد تكون نادرة، إلا بعض الهفوات في الاستعمالات الفصيحة مثل:

        صفحة 18: (المهمّ أنتِ وأنا!!) والأصحّ أنا وأنت

        صفحة 32: (وتكبدنا فيها خلق لغة مشتركة) والأحسن وضع لغة مشتركة؛ لأنّ الخلق لله (ألا له الخلق والأمر) (الأعراف: 54).

        صفحة 33: (وها أنّ جميع الحضور يحتفون) والأحسن وها هم جميع الحضور يحتفون.

        صفحة 42: (وأغرتني بوجود أشخاص مهمّين في الاحتفال عربًا ويهودًا) والصّحيح ويهودَ بدون تنوين لأنّها ممنوعة من الصرف (علم على وزن الفعل).

وفيها (في ذلك اللقاء الهامّ) والصّحيح المهمّ.

صفحة 56: في السّطر الأوّل اقتبست الآية الكريمة خطأً والصّحيح ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة: 90).

وفي صفحة 65: (عبر أحدايثها) والصّحيح عبر أحاديثها. وفيها (حتّى خلتَ روحها) والصّحيح خِلتُ روحها. 

        وختامًا الكاتبة كاتبة موهوبة، تجيد الكتابة بأسلوب جيّد أخّاذ، يجبر القارئ على مواصلة القراءة. أتمنّى لها التّوفيق والنّجاح.