قلادة فينوس
موسى أبو دويح
صدرت الطبعة الأولى من رواية (قلادة فينوس) لأماني الجنيدي عن وزارة الثقافة الفلسطينيّة/ الهيئة العامة للكتاب في 126 صفحة من القطع المتوسط، سنة 2009 بمناسبة احتفالية _القدس عاصمة الثقافة العربيّة 2009م-.
الأساطير موجودة قديما قدم خلق الله للإنسان، وتتتناقل الشعوب والأمم الأساطير بشيء من التحريف والتغيير. ففينوس هي كوكب الزهرة عند العرب، وهي عند الرومان "آزيزوس".
ويرى السيد القمني في كتابه أن الأصنام الثلاثة التي عبدتها العرب في مكّة في البيت الحرام (اللات والعزّى ومناة) والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم في سورة النّجم (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى، إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى). يرى السيد القمني أنّ هذه الأصنام الثلاثة صور متعددة من الاله الزهرة (عشتار). وفي الأساطير أيضا أن (تموز) هو عشيق الزهرة.
ويظهر أن الكاتبة أماني اتخذت من هذه الأساطير عنوانا لكتابها أو روايتها (قلادة فينوس).فكتبت روايتها، حيث جعلت القدس لها مكانا، وما بعد نكسة 1967م زمانا. فتحدثت عن القدس وشوارعها ومساجدها وكنائسها واسواقها وبضاعتها، والفلاحات اللاتي يبعن نتاج الأرض في شوارع القدس.
وجاء الحوار في الرواية بارزا واضحا شاملا معظم الرواية بلغة فصيحة، ندرت فيها العامية أو المحكية، كما ندرت في الكتاب كذلك الأخطاء اللغوية كما استحدثت في روايتها حكما كثيرة.
مثل: صدق الأثرياء ولو كذبوا؛ لأن كثيرا من الناس يصدقون كذبهم لأنهم أغنياء.
ومثل: الشجاع قوي وليس العكس؛ أي ليس كل قوي شجاعا.
ومثل: كل غد يصير أمس بعد غد؛ فاليوم الخميس وغدا الجمعة وبعد غد السبت، ففي يوم السبت نقول عن يوم الجمعة أمس. ولو قالت: (كل الغد يصير امس بعد الغد) لكان احسن؛ وذلك أن غدا عكس أمس. فأمس اذا نكّرت كانت لليوم السابق القريب واذا عرّفت كانت للماضي البعيد. وعكسها غد اذا نكرت كانت للمستقبل البعيد، واذا عرّفت كانت للقريب.
والرواية موغلة في الرمزية فبطلة الرواية ريما هي القدس التي تخلى عنها المسلمون والعرب وحتى أهلها تخلوا عنها كما تخلى ابو ريما عن ابنته ريما لضعفه وعجزه.و ديما هي الصديقة المخلصة لريما، والمخلصون الصادقون الاوفياء هم أهل القدس وهم المدافعون عنها.
والقدس وفلسطين هي الفريسة أو الوليمة وحكام العرب والمسلمين يحيطون بها وينهشونها كالكلاب، لا رجولة لديهم، ولا خير فيهم، وليس لديهم إلا أن يملأوا كروشهم ويشبعوا شهواتهم كالبهائم.
استمع الى الكاتبة تصف اللوحة التي رسمتها ريما تقول في صفحة 49:"الرجال جميعهم لهم ملامح الوحوش الجائعة، مع ضمور في منطقته الذكورية، أو ضخامة تصل بالناظر حدّ الغثيان. لهم كروش تكبر أوتصغر، جميعها خاوية مترهلة، جميع الوحوش يحيطون بالفريسة كأنها وليمة لهم، ينهشونها بأظافرهم وأنيابهم، يأكلون لحمها قطعة قطعة وهم في حالة نشوة وانتعاش.
فحكام العرب والمسلمين عند الكاتبة عبيد مخصيون، أو زناة عاهرون ما دامت القدس محتلة .