قصص "من وراء النوافذ" لحزامة حبايب
قصص "من وراء النوافذ"
لحزامة حبايب
موسى أبو دويح
كتبت حزامة حبايب مجموعة قصصها التي اسمتها "من وراء النوافذ"، وهي ست عشرة قصة، صدرت طبعتها الاولى عن وزارة الثقافة الفلسطينية / الهيئة العامة للكتاب سنة 2010، استمرارا للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية سنة 2009.
أول ما لفت نظري اسم الكاتبة (حزامة)، ولأول وهلة ظننت أن الاسم (خزامى) وهو نبت طيب الريح واحدته خزاماة، وقال أبو حنيفة: الخزامى عشبة طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهرة طيبة الريح لها نور كنور البنفسج، قال: ولم نجد من الزهر زهرة أطيب نفحة من نفحة الخزامى) لسان العرب مادة خزم.
وبعد الرجوع الى لسان العرب وجدت في مادة حزم (الحزم ضبط الانسان أمره والأخذ فيه بالثقة. حزم بالضم يحزم حزما وحزامة وحزومة وليست الحزومة بثبت). فاسم الكاتبة اذا مأخوذ من الحزم وهو مصدر (حزم حزامة)، ومعنى الاسم جميل. وليت في القصص حزامة.
مهد وقدم للكتاب الكاتب محمود شقير، وهو بطبعه كاتب مهذب حساس، يركز في تقديمه على الجوانب الايجابية، ويكاد لا يتطرق الى الجوانب السلبية الا تلميحا؛ حيث وصف الكاتبة بقوله: (وتتعمد كسر وقار اللغة كلما اقتضت الضرورة ذلك) صفحة 9. وقوله: (وتستعين من أجل ذلك..... وبعض مقاطع من أغنيات هابطة...) صفحة 10. وقوله: (وتستعين في بعض الأحيان.... دون تزويق أو مراعاة لنزعة الاحتشام التي تسعى الى تحجيب اللغة) صفحة 13.
وتناول محمود شقير في تقديمه إحدى عشرة قصة من قصصها الست عشرة، كتب عن كل منها بضعة أسطر بلغة سهلة سلسة ممتعة، تعطي القارئ صورة عن القصة أوضح من الصورة التي تصل إلى عقل قارئ القصة كاملة.
وفي تقديري أن الكاتب محمود شقير ظلم الكاتبة عندما وصف أسلوبها بالسهل الممتنع في السطر الأول من تقديمه صفحة 9. فما هو بسهل ولا هو بممتنع.
وعندي أن الأدب، كل الأدب مقالا او قصة او رواية او حكاية او حكمة او مثلا او خطبة او محاضرة او اي نص كان، لا بد ان يكون هادفا، وان يقدم فائدة ما للمجتمع. ولا يحتجنّ احد ببعض ما جاء في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، فهو عند مفكري المسلمين كتاب المجان والفساق.
ان هذه القصص التي نناقشها اليوم وأمثالها وما على شاكلتها من الكتب، لا تقدم نفعا ولا فائدة، بل ليس فيها إلا السوء والضرر، ولا ينال قارئها إلا التعب وهدر الوقت بما لا طائل فيه.