التحذير من تعظيم خطر الإسلام
قراءة في كتاب
التحذير من تعظيم خطر الإسلام
محمد هيثم عياش
يعود السبب الرئيسي من تحذير ساسة ومفكرون وخبراء في الارهاب ومنطقة الشرق الاوسط التي تعتبر موطن الادبان السماوية الثلاثة من خطر الاسلام الى انه دين حيوي يتجدد مع كل من يدعو الى تجديد تعاليم هذا الدين والأخذ بيد المسلمين من الذي والهوان الذي يعانون منه ، فالإمام محمد بن عبد الوهاب بين اعوام 1700 و 1790 كان مجددا وهذا ما يؤكده استاذ علوم السياسة هانس ليبر صاحب كتاب / النظريات السياسية من عهد الاغريق الى وقتنا هذا ويرى هيرفريد مونكلير استاذ العلوم السياسية في جامعة هومبولدت البرلينية بحسن البنا مجدد القرن الرابع عشر الهجري وآراء محمد بن عبد الوهاب تعتبر اكثر الآراء حيوية وحية بالرغم من مضي 250 عاما على وفاته وانها كانت وراء ظهور جميع الحركات الاسلامية في العالم ، أما النصرانية فاصبحت دين رمزي فقط لا يملك من دماء تتجدد فيه اذ انه يخلو من عقائد وتعاليم سياسية لدمج الشعب مع الدولة حتى أصبح المثل القائل / اعطِ ما لقيصر لقيصر وما لله لله / كأنه انجيل مقدس ، أما اليهودية فقد استطاعت الحركة الصهيونية في العالم أن تجعل من اليهودية عنصرية قحة فهي اضافة الى عنصريته دين جامد غير قابل للتجديد وبعيد كل البعد عن اصلاحات فيه .
والجهل في تعاليم الاسلام قديمة كانت موجودة في كتب المدارس الالمانية ، فمثلا ، يقول احد مؤلفي مادة الاسلام للصفوف الابتدائية ان خطبة الجمعة تتم والخطيب يعظ جالسا والمستمعون لها وقوفا اضافة الى اغاليط متعمدة مثل ان كل كل مسلم وكل من يعتنق الاسلام يظهر له ذيلا من قفاه وذلك للتحذير من اعتناق الاسلام الى أن جاء / صاحب هذا التقرير عندما كان طالبا في جامعة مدينة كولونيا عام 1985 / وبتكليف من وزارة التربية في ولاية رينانيا الشمالية وتحت اشراف الجامعة وقام بتصحيح هذه المفتريات وأبان للناس الذين كانوا يظنون بان المسلم ليس له ذيل / .
وعشية انهيار جدار برلين عام 1989 واعلان توحيد الالمانيتين بشكل رسمي من جديد في 3 تشرن أول/ اكتوبر عام 1990 حتى أصبح المعاداة للاسلام تحمل طابعها السياسي والعدواني بشكل جعل من المسلمين في المانيا واوروبا اللجوء الى السلاح للدفاع عن أنفسهم ، فالحرب البوسنوية لم تكن من اجل انفصال كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة عن الاتحاد اليوغوسلافي بل من اجل قيام صربيا وكرواتيا الكبرى ووضع المسلمين تحت سيطرتهما والقضاء على الارخبيل الاسلامي الممتد من البوسنة وحتى البانيا ومنها الى تراقيا في اليونان ، الا أن هذه الخطط تم الاعلان عن تأجيلها لأجل غير مسمى ربما تعود الى طاولات الخطط العسكرية من جديد خلال الاسابيع والاشهر المقبلة جراء وصول عملية الاصلاحات السياسية والاجتماعية في البوسنة الى طريق مسدود .
وبالرغم من التحذير من هذا الدين ولا سيما بعد حوادث 11 أيلول / سبتمبر من عام 2001 وان المسلمين وخاصة حملة الفكر الاسلامي واولئك الذين يرفضون مداهنة الغرب الا أن هذا الدين يلقى آذانا مسموعة الامر الذي أدى الى اعتناق الكثير من الاوربيين النصارى الاسلام .بشكل قوي اكثر من ما قبل حوادث سبتمبر من عام 2001 وحتى قبل انهيار جدار برلين والانظمة الشيوعية في اوروبا فقد باء جهد الغرب بالحد من الاسلام بالفشل بالرغم من الدعايات المضادة له فهم انتهجوا نهج زعماء قريش اثناء بداية الدعوة الاسلامية بمكة المكرمة . حدَّث الطفيل بن عمرو الدوسي / رضي الله عنه / وكان زعيم قبيلة دوس بلا منازع انه لما دخل مكة معتمرا في الجاهلية أبان ظهور الدعوة جاء زعماء قريش يحذرونه من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وانه ساحر يفرق بين المرء وزوجه وبين الابن وابيه حتى وضع الطفيل كرسفا / قطن / في أذنيه من اجل ان لا يستمع الى الرسول الا أن الله أبى وأسمعه فأسلم قبل عودته الى قبيلته التي أسلمت على يديه عن بكرة أبيها ، كما انتهج الغرب سياسة اليهود الذين قالوا لبعضهم البعض / وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون – آل عمران 73 / الا أن سياستهم هذه فشلت أيضا . وقد أدرك وزير الداخلية الالماني السابق فولفجانغ شويبله / الذي يشغل حاليا وزيرا للمالية / خطر التحريض على الاسلام وتعظيمه فقد اعتنق الاسلام خلال عام 2008 حوالي 1 الف و 780 شخصا وانتشر الاسلام في معظم المجتمع الالماني المسيحي واشار استطلاع ان كل 12 عائلة المانية يوجد فيها فرد اعتنق الاسلام وهذا ما يؤكده عالم شئون السياسة الاجتماعية وعلوم الاسلام في جامعة مدينة مونستر في كتابه / التحذير من خطر التعظيم بالاسلام / الذي يؤكد بأن جميع الانتقادات والتحذير من هذا الدين كانت تحذيرات بين الطرشان . بل ويؤكد استاذ علم اللاهوت في جامعة كولونيا ايبرهارد كرول في كتابه / اوروبا المسلمة / ان الاسلام سيكون دين القارة العجوز على مدى الثلاثين عاما القادمة وان المسيحية في تداثر مستمر . وصدق في الذين يفترون على الاسلام والذين يقبلون عليه قول الله تعالى / ان الذين جاؤا بالإلك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم – النور 11/ فقد كان من نتائج افكهم بالاسلام دخول الكثير فيه .
وصدق قول المتنبي :
اذا أتتك مذمتي من نناقص فتلك الشهادة لي بأني كامل
ويقع الكتاب بحوالي 400 صفحة تصل سعر النسخة الى حوالي 29 يورو من الحجم لوسط .