صباح المجد يا غزة
تقديم لديوان
للشاعر رأفت عبيد (أبو سلمى)
رأفت عبيد أبو سلمى |
أ.د/ جابر قميحة |
قرأت كثيرا من قصائد أبي سلمى ، كما استمعت إليه وهو يلقي بعض قصائده في المحافل والمجتمعات ، فرأيت فيه شاعريتين :
1- شاعرية النظم .
2- شاعرية الإلقاء . ( والأدق من ذلك أن نقول شاعرية الإنشاد ) ، فهي الكلمة الغالبة عند العرب في هذا المجال .
فمن محاسنه أنه إذا أنشد قصيدة له أمام الجمع عاش كلماتها مسموعة ، كما عاشها مكتوبة .
والديوان الذي نقدم له بهذه الكلمات المتواضعات يعد من الدواوين " المتخصصة " ، أي ذات الموضوع الواحد ، أو الموضوعات المتقاربة جدا ، كأنها تنهل من معين واحد . الديوان جاء اسما على مسمى " صباح المجد يا غزة " ، فهو ديوان فلسطيني الطبيعة ، والنزعة والمسْقَى والمعايشة .
**********
والأمثلة أكثر من أن نقف عندها لندلل بها على مصداقية عطاء الشاعر أبي سلمى ،وصحة تقويمنا له . فلنكتفِ بجزء مما قاله في قصيدة صباح المجد يا غزة : وهي مهداة إلى تلاميذ غزة ، وقد جاءت ذات موسيقى وترية كأنها نشيد الصباح الذي ينشده التلاميذ في التهيؤ للحصة الأولى في المدرسة :
صباح المجد يا غزة صباحا كله عزة
وآساد الدنا فيك بدين الله معتزة
صباح المجد يا غزة
صباح المجد ناداك يغرد في محياك
بفرسان لهم نور يهزون العدا هزة
صباح المجد يا غزة
**********
وينادي القدس " يا قدس معذرة "
كم أنادي القدس عذرا ما معي إلا اعتذار
إن بعد الليل فجرا لا تقل : طال انتظار
إن يوم الحق آت يصنع اليوم الكبار
قد بعثنا من ممات كي نرد لك اعتبار
وتشغل القدسيات أكبر مساحة في ديوان الشاعر فمنها :
ولن تصبح القدس إلا لنا على أعتاب الأقصى عاشق القدس حلم العودة لفجرك إننا نطوي الليالي مزاد علني وا أقصاه هوالأقصى ... الخ .
ومن قصيدة هو الأقصى :
هو الأقصى من الإيمان
هو الأقصى ينادينا
إلى الميدان
بيمنى أمة الهادي أرى مصحف
وباليسرى لظى النيران
كتائبنا هي الصحوة
وحاديها هو الإيمان
يكبر في سما القدس
ويزرع أرضها اطمئنان
هنا في ساحة الأقصى
أرى الفرسان
أرى خالد
**********
* ومن أهم الملامح الموضوعية والفنية والوجدانية في قصائد هذا الديوان ما يأتي :
1 الإيمان الدفاق بالله والقيم الإسلامية والخلقية .
2 الإيمان الحاسم بالقضية الفلسطينية عِرضا ، وأرضا ، وعقيدة ، وتاريخا .
3 تمازج أحزان الواقع ، واستشراف الأمل ، أو بتعبير آخر اتخاذ أحزان الواقع قوة دافعة لتحقيق الأمل في عملية " الاسترداد " .
4 مواكبة الأحداث التي تمر بفلسطين والأمة العربية .
5 المراوحة بين المقطوعات القصيرة ، والمطولات الملحمية . وإن جاءت قليلة بالنسبة للأولى .
6 توظيف نوعيْ الشعر المعروفين : الشعر الخليلي ، وشعر التفعيلة ( الشعر الحر ) .
7 سهولة الأداء التعبيري ، وهي سهولة تمكن القارئ من معايشة العطاء الشعري ، بعيدا عن التبذل ، والأسلوب الصحفي الدارج .
8 قرب الخيال ، فكثير منه خيال مباشر وإن تجنب التنطع والإسراف ، وهذا القرب الخيالي جنى على بعض القصائد إلى حد ما .
9 توظيف التاريخ في بعض جوانبه التى تتعلق بالقضية الفلسطينية .
*********
وما قدمته ليس دراسة ، ولكنه كلمة تقديمية نابعة من معايشتي للشاعر ناظما ومنشدا ، والديوان يقتضيني أن أكتب عنه بعد ذلك دراسة واسعة ، أوفى من السطور السابقة بكثير .