رواية اعترافات امرأة

للروائية بنور عائشة بنت المعمورة

 بنور عائشة ـ بنت المعمورة ـ

[email protected]

صدر للروائية بنور عائشة عائشة بنت المعمورة رواية "اعترافات امرأة "عن منشورات دار الحبر في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية لسنة 2007.

و الرواية فائزة بجائزة "الاستحقاق" ناجي نعمان الأدبية 2007.

اعترافات امرأة هي صورة لواقع المرأة العربية وصفحات من النضال في مجتمع يمارس سلطة القهر والمتعة ..الخ

 الرواية جاءت بتقديم للروائي المصري موسى نجيب موسى معنونة ب " تشظي الذات ولعبة الضمائر في رواية عائشة بنت المعمورة "اعترافات امرأة .."

قال الشاعر أبو البقاء الرندي :

لـكـل شـيء إذا ما تم iiنقصان
هـي الأمـور كما شاهدتها iiدول
ويـنتضى  كل سيف للفناء iiولو
أين الملوك ذووا التيجان من يمن
وأيـن مـا شـاده شدَّاد في iiإرم




فـلا يـغر بطيب العيش iiإنسان
مـن  سـره زمن ساءته iiأزمان
كان  ابن ذي يزن والغمد iiغمدان
وأيـن مـنـهـم أكاليل وتيجان
وأيـن  عـاد و شداد و iiقحطان

بهذه الأبيات الرائعة الموحية استهلت عائشة بنت المعمورة روايتها الجميلة"اعترافات امرأة" والتي كانت بمثابة نبراس أو كنار مضيء يتكئ عليه المتلقي وهو يخوض مغامرة قراءة هذا النص المبهر وكلما احتار المتلقي في تفسير كلمة أو حدث أو جملة أو مشهد عبر صفحات الرواية جمعاء يعود إلى هذه الأبيات التي أرى أنها كفيلة بأن تحل أي مشكل أو لغز- إن وجد هذا أو ذاك وهما نادرا ما يصادفانا في هذا النص المميز- وبذلك استطاعت عائشة بذكاء فطرى وإبداعي وحس روائي شفيف أن تسرع لنجدة المتلقي من تيهه إن تاه في مسيرة قراءته للنص لكي تأخذ بيده حتى يهتدي إلى ما تريد أن تقوله أو تتركه في أحيان كثيرة لكي يعمل عقله في استنتاج مدلولات من وراء اسطرها تزيد النص طزاجة وطلاوة ولا تبتعد كثيرا عما تبغي أن تقوله وما تريده أن يصل إلى المتلقي ساعدها في ذلك كثيراً قدرتها الفائقة على استخدام ضمائر القص بشكل يعكس رؤيتها الفاحصة للذات الإنسانية في جميع تجلياتها وخاصة في مراحل الضعف الإنساني المرئي والخفي فهي بحنكة رائعة تعرف متى تستخدم ضمير الغائب عندما ترصد أحدثاًَ خارجية وواقعية وتقع في محيط الذات المادي والاجتماعي ولكن عندما تتحدث عن ما يعتمل داخل الذات من فوران وغليان نتيجة أخطاء بشرية مزرية تصل إلى حد الخطيئة فهي تلجأ إلى ضمير المتكلم للولوج أكثر داخل الذات، هذا الداخل المعتم والغامض والذي لا يصلح مع رصده في الكتابة سوى ضمير المتكلم الذي يساعد البطل/الراوي على سبر أغوار ذاته والعمل على استبطان هذه الذات للكف عن هويتها ومحنتها في نفس الوقت وهذه اللعبة التي أتقنتها عائشة إلى حد الإجادة في روايتها واتكأت عليها ببراعة تحسد عليها حقا في رصد انفعالات أبطال روايتها ومحاولة الوصول إلى أنقى صورة للذات استخدمتها عائشة بما يضيف لنص جماليات ما كانت توجد في مثل هذا النص لولا هذه البراعة في الرصد وهذه القدرة على توظيف الضمائر في المواقف المختلفة كما أضيف أيضا براعة أخرى تجلت في هذا النص الروائي الجميل وهو قدرة عائشة على التحليل السيكولوجي والذي قد يرى آخر أنه من مميزات كتابة الرواية الحديثة أو المعاصرة إلا أن أهم ما يميز عائشة ويجعلها تختلف عن باقي الروائيين التي تعاصرهم أو يعاصروها هو الوصول إلى أعمق نقطة من الذات والتعامل معها بشكل أفقي مستعرض وليس كما هو شائع في الروايات الجديدة التعامل معها بشكل رأسي عمودي من منطلق ما يطلق عليه الإسقاط الفني على الواقع.

فهنيئاً لنا نحن أولاً قراء إبداعات عائشة بنت المعمورة على هذه الاكتشافات المدهشة في رصد سبر أغوار الذات الإنسانية أو على هذه القدرة الجميلة على اكتشاف مناطق وأدوات روائية أتصور أنها تخص عائشة فقط دون غيرها من الروائيين الآخرين سواء- وإن كنت ضد هذا التصنيف المجحف- سواء كانوا هؤلاء الروائيين ذكوراً أو إناثاً فنحن بصدد تجربة روائية تستحق حقاً التأمل والرصد الدقيق من المشتغلين الأكاديميين بالنقد الأدبي والروائي منه على وجه التحديد لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من هذه التجربة الثرية حقاً .

وأخيراً هنيئاً لعائشة نفسها هذا النص الروائي المدهش الذي يضيف لتجربتها المزيد والمزيد والمزيد و. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أما الكاتب الناقد بوشعيب الساوري من المغرب فجاءته كلمته على ظهر الغلاف وهي

"إننا أمام نص روائي متميز، تمكن من حبك تقنيات السرد عبر تداخل الضمائر السردية التي تراوحت بين ضمير الغائب وضمير المتكلم الذي يستغور دواخل الذات، بشكل لافت، كما نسجل اعتناءه باللغة، وبتشخيص انفعالات الذوات، عبر وصف شاعري ."