تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ
تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ = 24
مَنْهَجٌ فِي التَّأْليفِ بَيْنَ كُتُبِ الْعِلْمِ وَبَيْنَ طُلّابِها ، بِوَصْلِ حَياتِهِمْ بِحَياتِها
[ تَعْليقَةٌ عَلى مَتْنِ " شَرْحُ أَحاديثَ مِنْ صَحيحِ الْبُخاريِّ :
دِراسَةٌ في سَمْتِ الْكَلامِ الْأَوَّلِ " لِلدُّكْتورِ مُحَمَّدْ مُحَمَّدْ أَبو موسى ]
د. محمد جمال صقر
قالَ |
قُلْتُ |
كانَتْ " ثُمَّ " هذِه ( قلت له : إنهم ليسوا بهم ؛ ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا يبتغون ضالة لهم . ثم لبثت في المجلس ساعة ، ثم قمت ، فدخلت ، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة ، فتحبسها علي ) ، دالَّةً عَلى هذَا الَّذي جَرى في نَفْسِ سُراقَةَ ، وَكَأَنَّ مُكْثَه فِي الْمَجْلِسِ انْقَطَعَ ، وَهَمَّ بِالْقِيامِ ، ثُمَّ رَأَى الْحِكْمَةَ في أَنْ يَتَلَبَّثَ ، فَتَلَبَّثَ |
قد أحسنتَ ، فأكمل بمثل أنه مكث قبل اللبث وبعد القول ، يعالج نفسه ! |
لكِنَّه حَبَسَ نَفْسَه بِدَهائِه وَمَكْرِه ؛ فَانْقَطَعَ تَسَلْسُلُ الْأَحْداثِ ، أَوْ قاطَعَهُ الْواقِعُ النَّفْسيُّ لِسُراقَةَ ؛ فَحَدَثَ هذَا الْفاصِلُ الَّذي دَلَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ " ثُمَّ " |
وهو في النفس زمن طويل ! |
الضَّميرُ في قَوْلِه " وَهِيَ " ، يَعودُ عَلَى الْفَرَسِ ، وَالْجُمْلَةُ حاليَّةٌ ، وَلَيْسَ ضَميرَ الْجارِيَةِ ، لِأَنَّه أَفادَ مَعْنى خُروجِ الْجارِيَةِ بِالْفَرَسِ ، بِقَوْلِه : " أَنْ تَخْرُجَ " ، هِيَ أَيِ الْجارِيَةُ ، وَإِنَّما أَرادَ أَنْ تَخْرُجَ وَالْحالُ أَنَّ الْفَرَسَ مِنْ وَراءِ أَكَمَةٍ ؛ حَتّى لا يَراها أَحَدٌ ، لِأَنَّ الْمَطْلوبَ إِخْفاءُ خُروجِ الْفَرَسِ ، لا خُروجِ الْجارِيَةِ . وَقَوْلُه : " فَتَحْبِسُها عَلَيَّ " ، فيهِ مَعْنى أَنَّها تُعِدُّها بِسَرْجِها وَلِجامِها وَرِكابِها وَكُلِّ ما يَلْزَمُ الرّاكِبَ ، وَكَلِمَةُ " فَتَحْبِسُها " ، أَدَقُّ في هذَا الْمَقامِ مِنْ كَلِمَةِ : فَتُعِدُّها أَوْ فَتُهَيِّئُها ، لِأَنَّ الْحَبْسَ يَعْني أَنَّها تُعِدُّها بِسُرْعَةٍ شَديدَةٍ ، ثُمَّ تَنْتَظِرُه وَهِيَ مُعَدَّةٌ ، وَكَأَنَّ الرَّغْبَةَ في الِانْطِلاقِ أُفْرِغَتْ مِنْهُ عَلى فَرَسِه ؛ فَصارَ مُكْثُها حَبْسًا |
لا وجه إذن لرفع " تحبس " ! |
أَيْقَنَ سُراقَةُ أَنَّه لَقِيَ حَبْسًا عَنْ رَسولِ اللّهِ وَأَصْحابِه ، وَأَنَّ أَمْرًا إِلهيًّا كَفَّه وَغَلَّه وَحَبَسَه ؛ فَعَلِمَ أَنَّه - عَلَيْهِ السَّلامُ ! - مُنِعَ مِنْهُ ، أَمّا أَمْرُ الْغَلَبَةِ ، فَلَمْ تَكُنْ لَه دَلائِلُ كَهذِهِ الَّتي رَطَمَتْ رَأْسَه ، وَصَدَعَتْ طاغوتَ الشَّرِّ الَّذي بَيْنَ جَنْبَيْهِ |
إن الناس يستعملون مزيد هذا " ارتطم " ، ولا يستعملون مجرده " رطم " ؛ فينبغي ألا نحاكم اللغة إلى استعمال المعاصرين ! |
إِنَّها ( السيدة عائشة ) ، وَضَعَتْ لَكَ عَلامَةً أُخْرى في كَلامِها ، لِتَدُلَّكَ عَلى أَنَّ هذَا الْيَهوديَّ لَمّا بَصُرَ بِما بَصُرَ بِه ، وَدَهَمَه ما رَأى - سارَعَ بِهذَا النِّداءِ . دَلَّتْنا أُمُّ الْمُؤْمِنينَ عَلى ذلِكَ ، بِحَذْفِ كَلِمَةِ " إِلَّا " ، الَّتي لا يَصِحُّ الْكَلامُ إِلّا بِها ، وَذلِكَ في قَوْلِها : " فَلَمْ يَمْلِكْ أَنْ قالَ " . وَلَوْ قُلْتَ : لَمْ يَمْلِكْ فُلانٌ أَنْ يَفْعَلَ ، دَلَّ كَلامُكَ عَلى أَنَّه لَمْ يَفْعَلْ ، لِأَنَّ النَّفْيَ مُنْصَبٌّ عَلى " أَنْ يَفْعَلَ " . فَإِذا كانَ السِّياقُ يَدُلُّ عَلى أَنَّه فَعَلَ ، كَما هُنا - فَقَدْ وَجَبَ تَقْديرُ " إِلّا " . وَإِنَّما كانَ الْحَذْفُ هُنا ، لِيَدُلَّ عَلى عَجَلَةِ الْيَهوديِّ في نِدائِه |
إنما لم يملكه لأنه كان على رغمه ! |
الْفاءُ في قَوْلِها ( السيدة عائشة ) : " فَثارَ الْمُسْلِمونَ إِلَى السِّلاحِ " ، واقِعَةٌ أَحْسَنَ مَوْقِعٍ ، لِأَنَّها جاءَتْ عَقِبَ قَوْلِها : " فَلَمْ يَمْلِكِ الْيَهوديُّ أَنْ قالَ بِأَعْلى صَوْتِه " ؛ وَمَعْنى هذا أَنَّ الْمُسْلِمينَ لَمّا سَمِعوا ما قالَ الْيَهوديُّ ، لَمْ يَفْعَلوا شَيْئًا ، وَلَمْ يَقولوا شَيْئًا - إِلّا ثَوْرَتَهُمْ إِلَى السِّلاحِ . وَكَلِمَةُ " ثاروا " ، فيها دَلالَةٌ لَيْسَتْ في " نَهَضوا " ، وَلا " بادَروا " ، وَلا " فَزِعوا " - لِأَنَّ فيها مَعَ كُلِّ هذا مَعْنًى مِنَ الْحَميَّةِ ، وَصِحَّةِ الْعَزْمِ ، وَصِدْقِ الْهِمَّةِ . ثُمَّ إِنَّه لَمْ يَكُنْ هُناكَ ما يَدْعو إِلَى السِّلاحِ ؛ فَلَيْسَ هُناكَ عَدوٌّ يَحْذَرونَه ، وَإِنَّما هُوَ الْإِشارَةُ إِلَى الْوَفاءِ بِما عاهَدوا عَلَيْهِ مِنَ النُّصْرَةِ وَالْمَنَعَةِ وَالشَّوْكَةِ ، وَأَنَّهُمْ - رِضْوانُ اللّهِ عَلَيْهِمْ ! - خَلَعوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كُلَّ شَيْءٍ ساعَةَ مَقْدَمِه ، إِلّا شَيْئًا واحِدًا ، هُوَ بَيْعُهُمْ أَنْفُسَهُمْ لِلّهِ ، وَأَنَّهُمْ صَدَّقوهُ - صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ ، وَسَلَّمَ ! - وَآمَنوا أَنَّ ما جاءَ بِه حَقٌّ ، وَأَعْطَوْا عَلى ذلِكَ الْعُهودَ ، وَبايَعُوا الْبَيْعَ الَّذي رَبِحوا فيهِ |
لكن لا تنس أن المبلغ يهودي ، وأنها الحرب بينهم ( اليهود والعرب ) ! |
قَوْلُها : " فَتَلَقَّوْا رَسولَ اللّهِ - صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ ، وَسَلَّمَ ! - بِظَهْرِ الْحَرَّةِ " ، الْفاءُ فيهِ كَالْفاءِ في قَوْلِها : " فَثارَ الْمُسْلِمونَ إِلَى السِّلاحِ " - طَوَتْ وَراءَها أَفْعالًا وَأَقْوالًا |
لم تشرح مثل هذا بذاك ! |
هُوَ ( صلى الله عليه ، وسلم ! ) الْقائِلُ : " نَحْنُ - مَعاشِرَ الْأَنْبِياءِ - بِكاءٌ " ، أَيْ قَليلُو الْكَلامِ ، لِأَنَّ كَلامَهُمْ وَحْيٌ ؛ فَهُوَ بِحِسابٍ دَقيقٍ |
جمع " بَكيء " ينبغي أن يكون " بِكاء " ، كمثل " كبير كبار " ، و" فصيح فصاح " ، وهذه عكسها إذن ! |
نَهى رَسولُ اللّهِ - صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ ، وَسَلَّمَ ! - الْمُسْلِمينَ عَنْ كَلامِنا - أَيُّهَا الثَّلاثَةُ - مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ ، فَاجْتَنَبَنَا النّاسُ ، وَتَغَيَّروا لَنا ؛ حَتّى تَنَكَّرَتْ في نَفْسِي الْأَرْضُ ؛ فَما هِيَ الَّتي أَعْرِفُ ! فَلَبِثْنا عَلى ذلِكَ خَمْسينَ لَيْلَةً ، فَأَمّا صاحِبَيَّ - هكذا وصوابها صاحباي - فَاسْتَكانا ، وَقَعَدا في بُيوتِهِما يَبْكِيانِ ، وَأَمّا أَنا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ ، وَأَجْلَدَهُمْ ؛ فَكُنْتُ أَخْرُجُ ، فَأَشْهَدُ الصَّلاةَ مَعَ الْمُسْلِمينَ ، وَأَطوفُ فِي الْأَسْواقِ ، وَلا يُكَلِّمُني أَحَدٌ ، وَآتي رَسولَ اللّهِ - صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ ، وَسَلَّمَ ! - فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ في مَجْلِسِه بَعْدَ الصَّلاةِ ، فَأَقولُ في نَفْسي : هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلامِ عَلَيَّ أَمْ لا ؟ ثُمَّ أُصَلّي قَريبًا مِنْهُ ، فَأُسارِقُهُ النَّظَرَ ، فَإِذا أَقْبَلْتُ عَلى صَلاتي أَقْبَلَ إِلَيَّ ، وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَه أَعْرَضَ عَنّي ؛ حَتّى إِذا طالَ عَلَيَّ ذلِكَ مِنْ جَفْوَةِ النّاسِ مَشَيْتُ ؛ حَتّى تَسَوَّرْتُ جِدارَ حائِطِ أَبي قَتادَةَ وَهُوَ ابْنُ عَمّي وَأَحَبُّ النّاسِ إِلَيَّ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَوَاللّهِ ، ما رَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ ، فَقُلْتُ : يا أَبا قَتادَةَ ، أَنْشُدُكَ بِاللّهِ ، هَلْ تَعْلَمُني أُحِبُّ اللّهَ وَرَسولَه ؟ فَسَكَتَ ، فَعُدْتُ لَه ، فَنَشَدْتُه ، فَسَكَتَ ، فَعُدْتُ لَه ، فَنَشَدْتُه ، فَقالَ : اللّهُ وَرَسولُه أَعْلَمُ ! فَفاضَتْ عَيْنايَ ، وَتَوَلَّيْتُ ؛ حَتّى تَسَوَّرْتُ الْجِدارَ ! |
ما أظن أنه كان في الدنيا مثل هذا المجتمع الذي يتحرك على قلب رجل واحد ، لا يُخَلْخِلُ تحركه شيء مهما كان مكانه منه ! |
سَمِعْتُ صَوْتَ صارِخٍ أَوْفى عَلى جَبَلِ سَلْعٍ ، بِأَعْلى صَوْتِه : يا كَعْبُ بْنَ مالِكٍ ، أَبْشِرْ ! فَخَرَرْتُ ساجِدًا ، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جاءَ فَرَجٌ . وَآذَنَ رَسولُ اللّهِ - صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ ، وَسَلَّمَ ! - بِتَوْبَةِ اللّهِ عَلَيْنا حينَ صَلّى صَلاةَ الْفَجْرِ ، فَذَهَبَ النّاسُ يُبَشِّرونَنا ، وَذَهَبَ قِبَلَ صاحِبَيَّ مُبَشِّرونَ ، وَرَكَضَ رَجُلٌ إِلَيَّ فَرَسًا ، وَسَعى ساعٍ مِنْ أَهْلِ أَسْلَمَ ، فَأَوْفى عَلَى الْجَبَلِ ، وَكانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ ، فَلَمّا جاءَنِي الَّذي سَمِعْتُ صَوْتَه يُبَشِّرُني ، نَزَعْتُ لَه ثَوْبيَّ ، فَكَسَوْتُه إِيّاهُما بِبُشْراهُ ، وَاللّهِ ما أَمْلِكُ غَيْرَهُما يَوْمَئِذٍ ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُما |
ما أحسن هذه البشرى ! وما أغلاها ! ولقد رأيت المبشر يقفز من عَلٍ ، لا يخشى عاقبة طَيْشه ، يبادر الناس إلى تُفَيُّؤِ مَقام المُبشِّرين ! |
رَأَيْتُ أَنْ أُقَسِّمَ هذَا النَّصَّ الْكَبيرَ ( قصة تبوك ) إِلى فِقْراتٍ عَلى وَفْقِ جُذورِ الْمَعانِي الَّتي أَتناوَلُها ؛ فَأَجْعَلَ كُلَّ جَذْرٍ في فِقْرَةٍ ، ثُمَّ أُتابِعَ بَيانَ نَسيجِ الْمَعْنى حَوْلَ هذَا الْجَذْرِ ، وَكَيْفَ كانَتِ الْمَعاني تَمْتَدُّ وَتَتَوَلَّدُ وَتَتَسَلْسَلُ ، وَكَيْفَ اتَّصَلَتْ وَالْتَحَمَتْ ، ثُمَّ كَيْفَ بُنِيَتْ هذِهِ الْجُذورُ بَعْضُها عَلى بَعْضٍ ، إِلى آخِرِ ما يَهْدينَا اللّهُ إِلَيْهِ ، وَيُعينُ عَلَيْهِ مِنْ كَشْفِ غَوامِضِ هذَا الْبَيانِ الشَّريفِ . وَأَحْسَبُ أَنَّ هذَا التَّسَلْسُلَ وَالتَّرابُطَ مِنْ مَعانِي السِّياقِ الْحَسَنِ الَّذي ذَكَرَهُ ابْنُ حَجَرٍ |
أحسن منه ما أفعله من قبل أن أطلع على عملك هذا الطيب : أقسم النص الكبير على فصول ( أُفَصِّلُه ) ، ثم الفصل منها على فقر ( أُفَقِّرُه ) ، ثم الفقرة منها على جمل ( ! ) ، ثم الجملة منها على تعابير ( ! ) ، ثم التعبير منها على كَلِمٍ كتابية ( ! ) . ثم إذا شئتُ قسمت الكلمة منها على مقاطع ( ! ) ، ثم المقطع منها على أصوات ( ! ) . وأدَّعي أن فهم رسالة النص ، باب فهم معنى الكلمة ! |
لَمْ يَذْكُرْ كَعْبٌ هذِهِ الْقِصَّةَ ( قصة تبوك ) في شِعْرِه ، مَعَ أَنَّها مِنْ أَخْصَبِ تَجارِبِه ؛ وَوَجْهُ ذلِكَ فيما أَرى ، أَنَّه رَآها مِنْ غَيْرِ مَعْدِنِ الشِّعْرِ ، لِمَكانِ رَسولِ اللّهِ - صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ ، وَسَلَّمَ ! - فيها ، وَلِأَنَّه يَقُصُّ لِلْأُمَّةِ قِصَّةً تَضَمَّنَتْ أَحْكامًا وَتَفْسيرًا وَتَوْبَةً وَفِقْهًا ، وَلَيْسَ الشِّعْرُ مَيْدانًا لِهذا |
أو لأنه كان قد هجر الشعر ، والشعر ملك عنيد ، لا يلين إلا بطول معالجة ودأب ! |
قالَ ( ابن كعب بن مالك ) : " يُحَدِّثُ حينَ تَخَلَّفَ " ، لَيْسَ الْمُرادُ : يُحَدِّثُ في هذَا الْوَقْتِ ، لِأَنَّ الْحَديثَ كانَ بَعْدَ التَّخَلُّفِ بِزَمَنٍ ؛ فَلَيْسَتْ كَلِمَةُ " حينَ " ، ظَرْفَ زَمانٍ لِـ" يُحَدِّثُ " ، وَإِنَّما هِيَ مَفْعولٌ بِه ، لِأَنَّ الْحَديثَ واقِعٌ عَلَيْها ، وَلَيْسَ واقِعًا فيها ، كَقَوْلِه - تَعالى ! - : " وَاتَّقوا يَوْمًا تُرْجَعونَ فيهِ إِلَى اللّهِ " ، لَيْسَ الْمُرادُ : اتَّقوا في هذَا الْيَوْمِ ، كَما لا يَخْفى ، وَإِنَّمَا الْمُرادُ : اتَّقوا هذَا الْيَوْمَ . وَوُقوعُ الْأَسْماءِ الدّالّةِ عَلَى الزَّمانِ مَفْعولًا بِه ، يَكْثُرُ فِي الْكَلامِ الْأَوَّلِ ، وَكَأَنَّه سَمْتٌ مِنْ سَمْتِه |
ينبغي على هذا أن يكون " يحدث " ، بمعنى " يذكر " ، ولم أتعوَّدْه ؛ فيكون إعرابه " حين " مفعولا مطلقا أقرب ! |