رواية "ياقوت النهر" لمحمد أبو ربيع
رواية "ياقوت النهر" لمحمد أبو ربيع
موسى أبو دويح
كتب محمد أبوربيع رواية "ياقوت النهر" التي صدرت عن مركز يافا للنّشر والتوزيع في رام الله سنة 2009 في 80 صفحة من القطع المتوسط.
لفت نظري العنوان "ياقوت النهر" وصورة الغلاف الملوّنة والتي يظهر فيها جزء من نهر معشوشب الحواف. أمّا الياقوت فجاء في القاموس المحيط (الياقوت من الجواهر معروف معرب، اجوده الاحمر الرمانّي، نافع للوسواس والخفقان وضعف القلب شرباً، ولجمود الدم تعليقاً).
وجاء قي اخر صفحة في ا لرواية على لسان عواد بعد انقلابه المفاجئ من الشر الى الخير: (انا ياقوتة النهر الخالد، انا الطائر الحر، انا الخنجر المغروس في خواصرهم، انا الموت الذي سيقطف رؤوسهم ولو بعد حين).
اهدى الكاتب روايته الى المخلصين الشرفاء اي الجنود المجهولين، وشكر وقدّر كل من سانده ومد له يد العون. وجاء الاهداء والشكر والتقدير بلغة ضعيفة –كما هي لغة الرواية جميعاً- كقوله: "الى كل من ساندني المسير" وقوله: "ولو كانت بمثقال ذرة من خير".
تبدأ الرواية بموت الاب مدافعاً عن عرض زوجته، وشلل الام، وحمل مصطفى –وهو الابن الاكبر- مسؤولية العائلة بعد استشهاد والده. اما بقية العائلة: فحسن الابن الثاني طالب الجامعة، وعواد بطل الرواية، الابن الثالث في الصف الثاني الثانوي، واختهم سهام طالبة في الاول الثانوي.
جاء موقف سهام في الرواية متناقضاً فمرة تقول لعواد: "انت لا يبدو عليك الوطنية وحتى الان لا استطيع فهم علاقاتك مع طالبات المدرسة، وسيما مع كفاية" صفحة 5. وفي نفس الصفحة بل في الفقرة التالية يقول: "وسهام كانت تعرفه على صديقاتها، ويقيم معهن علاقات غرامية، وكانت تسعد بهذه العلاقات، سيما ان عوادا كانت لديه قدرة عجيبة على استوداد الحسناوات لها". فهنا تظهر سهام بمظهر الوطنية المناضلة، وبعد سطر واحد تظهر بمظهر القوادة. هذه واحدة. واما الثانية فهي معرفة الكاتب باللغة العربية وبالكتابة. اسمعه يقول في اول صفحة من الرواية: "اهل سيبقى حسن في جامعته"؟ ويكرر "اهل" هذه عشر مرات. وكان يغني عنها ان يقول "هل".
ويقول: "اين لمصطفى بمصاريفه الجامعية"؟ صفحة 4.
ويقول: "سيما ان عواداً كانت لديه قدرة عجيبة على استوداد الحسناوات لها" صفحة 5.
ويقول: "هكذا يجب ان تكونين" صفحة 5. فهو لا يعرف ان الافعال الخمسة تنصب بحذف النون.
ويقول: "ومن هذا حمد"؟ صفحة 5. وكان الاولى ان يقول: ومن حمد هذا؟
ويقول في يوم وفاة والده: "آخ يا سهام اين انت؟ ساذهب واحضرك للتتفيس عن هذه الاجواء القاتمة". صفحة 4.
ثم هو يقول عن ابيه بعد استشهاده: "من قال له ان يسير في طريق المقاومة، ولديه زوجة واربعة ابناء"؟ صفحة 5. وهذا القول لا يقوله الا صهيوني حاقد، فكيف وهو يصدر عن ابن يقول الكاتب عنه انه رجع وصار ياقوتة النهر، وعنون به الرواية.
ويقول في صفحة 6: "ويملك من العمر 25 عاما". وكأن الانسان يملك عمره ويتحكم فيه.
ويقول: "يمضي بضع من الوقت". وهذا استعمال غريب. وكرره ايضاً في صفحة 65 حيث يقول: "مضى بضع من الوقت".
ويقول: "يا شهيد الجنة" صفحة 9. والشهيد له الجنة، وما هو بشهيد الجنة.
ويقول: "يا اعزاءي". ويكتب الهمزة منفردةً وهذا خطأ والصحيح ان تكتب على نبرة.
ويقول في صفحة 10: "ووجده على الصبر والتفاؤل". وكان الصحيح ان يقول ووجده صابراً متفائلاً.
ويقول في نفس الصفحة: "وكانت كفاية بيضاء وذو عينين غزاليتين" والصحيح وذات عينين.
ويقول في صفحة 11: "لأمر هام" والصحيح لأمر مهم.
ويقول في صفحة 12: "انت ستكفيني من همومي". والصحيح ستكفينني من همومي؛ لان الافعال الخمسة ترفع بثبوت النون، ولا بد من نون الوقاية قبل الياء المتصلة بالفعل؛ لان الياء تجر الحرف الذي قبلها والافعال لا تجر. فنون الوقاية تقي الفعل من الجر.
ويقول في نفس الصفحة: "تركت هذه الكلمات من الاثر الكبير في نفس عواد". وكانه يريد ان يقول: تركت هذه الكلمات اثراً كبيراً في نفس عواد.
ويقول في صفحة 13: "ثم يجهر القول عواد" والصحيح: ويجهر بالقول عواد او ويجهر عواد بالقول. وكرر هذا ايضاً في صفحة 63 حيث يقول "ثم تجهر القول سهام".
ويقول في نفس الصفحة ايضاً: "يقرع الجرس آذناً بانتهاء الدوام المدرسي". والصحيح مؤذناً بانتهاء الدوام. وكرر هذه الكلمة في صفحة 48.
والكاتب يستعمل لغة "اكلوني البراغيث" التي تجعل للفعل فاعلين والصحيح ان الفاعل لا يتعدد. قال في صفحة 51: "كما يطاردانه عواد وحمد" والصحيح كما يطارده عواد وحمد. وكقوله: "وكانوا هؤلاء" والصحيح وكان هؤلاء.
والكاتب لا يعرف ان نون جمع المذكر السالم ونون المثنى تحذفان عند الاضافة. فهو يثبتهما وهذا خطأ، كقوله في صفحة 62: "المفتولان العضلات" والصحيح المفتولا العضلات، وكقوله في نفس الصفحة: "فهذان مفتولان العضلات". والصحيح مفتولا العضلات.
ويقول في نفس الصفحة ايضاً: "لم يتركا له مجال" فلم ينصب المفعول به. وفيها ايضاً يقول: "انهم سيخبروك ان حدث امر ما" فحذف نون الافعال الخمسة دون ناصب او جازم. فكان يجب ان يقول: سيخبرونك.
ويقول في صفحة 70: "انا واياك في الفلك سوا" والصحيح انا وانت؛ لان "ايا" ضمير نصب لا تستعمل في حالة الرفع.
ويقول في صفحة 61: "هذا عواد يحن الى خبز امه، الى برتقال امه". فنسبة البرتقال الى الام غريبة. والبرتقال ينسب عندنا الى يافا.
وجاءت كلمة "أطمأنك" في صفحة 41 خطأ، وكان الصحيح ان تكتب على نبرة. وكذلك في صفحة 48 "كي يطمأن قلبه". والصحيح ان تكتب على نبرة ايضاً. وكذلك في صفحة 16 "اذهب واطمأنا على حالهما" والصحيح ان تكتب على نبرة وبدون الف المثنى. وكتب كلمة "نكافأك" في صفحة 40. والصواب ان تكتب الهمزة على نبرة.
وجاء في صفحة 34: "وبعد ان صحا الجميع من نومه" وكان عليه ان يقول من النوم او من نومهم.وقال في صفحة 33: "ودخلوا الى انّى يصبون" والاحسن الى حيث يصبون.
وجاء في صفحة 31: "كان هول الصدمة ما زال سارياً في عروقهم، دائمو التفكير، كثيرو التوتر" والصحيح: دائمي التفكير وكثيري التوتر.
وجاء في صفحة 58: "اغتاض عواد" والصحيح: اغتاظ من الغيظ.
وجاء في صفحة 27: "فماذا بعدها فاعل" وهو تعبير غير موفق
والقائمة تطول، فالعجب كل العجب من كاتب يصدر رواية فيها مثل هذه الاخطاء النحوية والاملائية التي لا يجوز ان يقع فيها طالب في المرحلة الاعدادية.