قصة التعاون الدؤوب

قصة التعاون الدؤوب

وجمال الفكرة

جميل السلحوت

[email protected]

عن منشورات مركز بعثة الطفولة الفلسطينية في رام الله صدرت عام 2007 قصة الأطفال " التعاون الدؤوب " للكاتب عبد الاسعد ، رسومات محمد زقزوق ، مراجعة وتدقيق مصطفى الخطيب ، واشراف فني ومونتاج مركز مرايا للدعاية والاعلان ، تقع القصة في 16 صفحة من الحجم المتوسط وهي مشكولة الكلمات ومفروزة الالوان .

يطرق الكاتب في قصته هذه قضية تلويث الانسان للبيئة من خلال القاء القمامة في كل مكان ، واقتلاع الاشجار ، وطغيان الأبنية على الأراضي الزراعية ، وكيف تقاوم الطبيعة هذا العداون البشري ، من خلال المطر الذي ينظف الأرض من كثير من قمامة الانسان ، وكيف يكسوها بالخضرة مرة أخرى .

وحسب اطلاعي فإن الكاتب قد ابدع قصته بمضمون غير مسبوق ، كان أبطالها الشجر والحجر والتراب والرياح والمطر ،وتحاوروا بطريقة مبسطة لتنظيف البيئة التي يلوثها الانسان ، جالبا الضرر لنفسه وملحقا الأذى بالحياة البرية .

وتميز هذه القصة جاء من باب لفت انظار الاطفال الى ضرورة الحفاظ على نظافة البيئة بطريقة ابتعدت عن المباشرة . مع التأكيد ان هناك مئات القصص الموجهة للأطفال عن النظافة الشخصية ونظافة البيت والمدرسة ، لكن هذه القصة جاءت كدعوة شمولية لنظافة البيئة و الكرة الأرضية ، محذرة من سطوة الانسان على الطبيعة وتدخلاته الخطيرة فيها .

لغة الكاتب :

استعمل الكاتب لغة بسيطة تتناسب وفهم الاطفال في عمر ما فوق السابعة ، وقصته يصلح تقديمها للأطفال ما بين السابعة والثانية عشرة ، لكن الكاتب لم ينتبه في صياغته للجمل لتتناسب مع المضمون ، فمثلا جاء في الصفحة الرابعة مخاطبا الانسان على لسان الحجارة : " لوثت التراب بالاسمنت ، واقتلعت الاشجار وقتلتها ، ودست الاعشاب حتى اصبحنا ارضا قاحلة " فمن نحن فيما ورد ؟؟ هل هي الحجارة أم كل ما ذكر ؟ أم غير ذلك ؟ فالحجارة ليست وحدها الارض ، وكل ما ذكر معها ايضا لا يشكل الارض ، بل هو جزء من مكوناتها .

وجاء في الصفحة السادسة على لسان الشجرة مخاطبة الحجارة : هيا نتعاون ايتها الحجارة ونعيد بيتنا البستان الاخضر كما كان سابقا " ومع الخطأ في تشكيل " بيتنا " حيث جاءت الكلمة مرفوعة مع انها مفعول به وحكمه النصب . ولم يوفق الكاتب في ادخال " ال التعريف " على " البستان والأخضر " ولم لم يدخلها وصاغ الجملة هكذا " ونعيد بيتنا بستانا اخضر كما كان سابقا " لكانت الجملة أقوى وأجمل ، والمقصود ببيتنا هنا هو الكرة الارضية وليس البيت المعروف .

وجاء في الصفحة الثانية عشرة " تعاون سكان البستان ........ والشمس في العمل ليلا ونهارا " ومعروف في اللغة ان " ليل نهار " ظرف مبني على فتح الجزئين ، لا حاجة للعطف بين الكلمتين ولا حاجة للتنوين ، وهما تعاملان ككلمة واحدة .

وما تركيزنا على الأخطاء اللغوية في الكتابة الموجهة للأطفال الا من باب التذكير ان من اهداف هذه الكتابة هو تعليم اللغة للأطفال ، لذا يجب ان تكون هذه الكتابة سليمة وخالية من الاخطاء.

الخيال : واضح ان خيال الكاتب الذي قاده الى هذا الحوار بين بعض مكونات الطبيعة ، قد جاء بشكل جميل ، دون اثقال على الطفل في فهم الرسالة الموجهة اليه ، مع ما في ذلك من تنمية لخيال الاطفال .

الرسومات :

يجب التأكيد على ان رسومات كتب الاطفل قضية لا تقل اهميتها عن اهمية النص الابداعي المرافق لهذه الرسومات ، بل ان النص الابداعي يكون منقوصا بدون رسومات . كما يجب التأكيد على ان ليس كل فنان تشكيلي قادرا على الرسم للاطفال ، ولعل اكثر عيوب منشوراتنا المحلية الموجهة للأطفال . هو الرسومات التي هي في غالبيتها غير موفقة ، ولا تتلاءم والنصوص المرافقة لها ، بل ولا تعبر عنها . والرسومات المرافقة لهذه القصة لم يحالفها الحظ بالنجاح ، وجاء فرز الالوان ليكشف عيوبها ،فعلى سبيل المثال لوحة الغلاف الأول ، فالشجرة الرئيسة يطغى عليها اللون الأسود بدل اللون الاخضر ، والحجارة أمّا صفراء أو حمراء والدجاجة وصيصانها يطغى عليها اللون الاصفر، ورسم الشمس ليس له علاقة بالشمس فكيف يأتي ذلك .

الاخراج والمونتاج :

اخراج القصة ومونتاجها هو اللافت للانتباه بشكل ايجابي كبير  في هذا الكتيب .