المكر اليهودي في قصص الكيلاني
المكر اليهودي في قصص الكيلاني
ودلالات الواقع
يحيى بشير حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام
كتب أكثر من واحد عن اليهود ومكرهم وعن وصف القرآن الكريم لهم فصدرت دراسات عدة تحمل عناوين من مثل ((اليهود في القرآن _ وبنو إسرائيل في القرآن الكريم – موسى وقومه في القرآن )) وكانت غاية هذه الدراسات كشف مخازي يهود ، وفضح مكرهم كما أوردها الكتاب الكريم . وقد أفادت القصة الإسلامية المعاصرة من هذا كله ، وكان للروائي المسلم الدكتور نجيب الكيلاني فيما كتبه من قصص وروايات قصب السبق في هذا المجال !! فقد شملت أربعة من أعماله مراحل هذا المكر ومخازيه بدءا من ظهور الدعوة الإسلامية ، فتحدثت روايته "نور الله " عن معاداة يهود للدين الجديد منذ أن بزغ فجر الدعوة الإسلامية ، وعن تآمرهم مع المشركين للقضاء على هذه الدعوة الجديدة ، وعن خبثهم وبراعتهم في توظيف المال والنساء للوصول إلى مآربهم !!
كما تحدثت قصة (دم لفطير صهيون ) عن ذبح اليهود لأحد القساوسة مع خادمه في أواسط القرن التاسع عشر بمدينة دمشق للحصول على دم مسيحي لاستعماله في تحضير الفطير المقدس ، والقصة حقيقة واقعة مسجلة في محاضر التحقيق واطلع عليها قناصل أوروبا آنذاك ؟!
وأما قصته "النداء الخالد" فقد أبرزت في أحد جوانبها الأسلوب اليهودي في استغلال المجتمعات التي تبتلى بهم ، وذلك من خلال إقراض المحتاجين بالربا ، ونشر الفساد في مختلف الطبقات لتسهل السيطرة عليهم و التحكم برقابهم وأما روايته " عمر يظهر في القدس " والتي كتبت بعد نكبة 1967 م فتصور الكيد اليهودي لكل دعوة إصلاحية تبرز في الأرض المحتلة فعمر في هذه الرواية هو عمر بن الخطاب الذي يظهر فجأة في القدس ، فيجتمع الناس حوله ، ويدهش من مظاهر التغيير التي حدثت في المدينة ، ويتألم للواقع السيء الذي يعيشه المسلمون ، فيشخص الأدواء ، ويعطي حلولا لها ..ثم يختفي في ظروف غامضة بعد أن هزت الحياة الراكدة كلماته ، وأظهرت الرواية مدى ما تتعرض لها الشخصية المسلمة من أزمات وعذابات في هذا العصر ؟!
لقد أبرزت روايات الكيلاني الأربع كثيرا من حقائق الصراع مع يهود ، والتي تبدو واضحة في هذا الوقت بالذات أكثر مما مضى فها هو ذا النهوض الإسلامي المتمثل بالصحوة ، المصر على إعادة الأمة إلى مكان الريادة يتعرض للكيد الصهيوني في محاولة مستميتة لوأده كما فعل يهود حين بزغ فجر الإسلام ، وأيقنوا أن حياة العرب في طريقها إلى التغيير الذي ينهي دورهم التخريبي . وفي دم لفطير صهيون ، والنداء الخالد ، تحذير لمن يظن أنه يمكن مسالمة اليهود والعيش معهم في وداد ، فهم لا يرضون بأقل من امتصاص دماء من يجاورون ، ونهب خيراتهم وهو ما يحلمون به اليوم من ترويجهم لبضاعة السلام الهزيل الذي يبشر به كثير من أبناء جلدتنا ممن تهودت أقلامهم وأفكارهم
وأخيرا فإن الخيال في (عمر يظهر في القدس) كان يبحث عن النموذج والمثل الذي يعيد للأمة كرامتها بعد النكبة الثانية و ها هو ذا يتحول إلى حقيقة ملموسة في مقاومة مباركة يحدو لها رجال على خطى عمر !