حسام خضر بين الرسالة التربوية-السياسية والنصّ الإبداعي
حسام خضر بين الرسالة التربوية-السياسية
والنصّ الإبداعي
إبراهيم جوهر - القدس
لم يشأ الأسير حسام خضر أن يقدّم لقرائه نصّا إبداعيا بقدر ما انشغل بتقديم رسالة تثقيف وتنوير وتصليب سياسية كفاحية، بهدف العودة إلى الزمن الجميل الذي رهّلته ثقافة أوسلو الفلسطينية كما يسمّيها، وإفرازاتها السلبية وأخواتها التبهيتية.
كانت اللغة إطارا لمضمون متفجّر حارّ، وصار المضمون لغة في إطار باحث عن أصالة حركة الكفاح ونقائها وديمومتها.
في كتيّبه(الاعتقال والمعتقلون بين الاعتراف والصمود) يقدّم النائب الأسير حسام خضر زادا فكريا وتربويا ووطنيا للإنسان الذي قد يقع في قبضة شباك المحتل، ويقارن الكاتب بين مرحلتي العمل الوطني ما قبل أوسلو وما بعدها، وهو يحمّل(ثقافة أوسلو) وزر الجهل بأساليب نزع الاعتراف في غرف المتساقطين(العصافير) حيث غابت قيم الصمود والإيثار، وتصدّرت قيم الارتجال والتفاخر واستهانة الإقدام على فعل الاعتراف أمام المحقق الذي يحيك شباكه ليوقع الضحية فيها، إذ يقدّم المعتقل المعلومات المطلوبة(وزيادة) جهلا، أو استخفافا وسوء تقدير .
وينتقد الكاتب الفرقة والتشرذم والارتجال والأنانية والجمود وعدم الإخلاص والتخطيط الواعي المنتمي، كما ينتقد المعارك الجانبية التي أوقعت خسائر أضعاف ما أوقعته المعارك مع المحتل .
إنه يدعو إلى توعية النشء بثقافة الصمود واثبات والمقاومة، وينتقد ثقافة الاستسلام والاستزلام ،ويعلي من شأن الذات المقاومة، ذاتا فردية وذاتا جمعية.
يفصل بين يومنا ويوم صدور هذه الرسالة- الكتيّب- خمس سنوات عجاف، جرى فيهن ماء كثير في النهر، وسقط العديد من الشهداء والبيوت والجرحى، وازداد عدد المعتقلين و........ ظل جرس حسام خضر غير مسموع وهو يقرع، لأن الآذان المعنية لا تسمع سوى صدى أنفسها وامتيازاتها الذاتية .
هذا الكتيّب يستحق القراءة والنقاش والمداولة والتعميم والاستفادة، وهذا الكاتب يستحق الاحترام والتحية والإعجاب، وهو الذي يقول مبرقا – مرعدا : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت خطيئة.
- ورقة مقدّمة لندوة الخميس الثقافية / اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني– 4/ 3 / 2010 م ..