كتاب في الأسواق يزدرى الله والأنبياء والمسيحية

كتاب في الأسواق يزدرى الله والأنبياء والمسيحية

لماذا لا تصادره الحكومة المصرية ؟!

محمود القاعود

[email protected]

لطالما خرجت علينا الصحف المصرية كل يوم بمانشيتات عريضة من عينة  : " كتاب جديد يزدرى المسيحية " و " إساءة جديدة للمسيحية " و" يعتبر امتهاناً لحقوق المواطنة : كتاب يفترى على المسيحية " و " إلى متى الهجوم على المسيحية " " كتاب جديد يُكفر الأقباط " " أستاذ جامعى يطعن فى الكتاب المقدس " .... إلخ

وتقوم الدنيا ولا تقعد ، ويخرج بعض قمامصة وقساوسة  النصارى يُنددون بالكتب التى تتعرض للنصرانية ، ويقولون للعالم " نحن نتعرض لأبشع أنواع الاضطهاد الدينى " ويقومون بترجمة أجزاء من الكتب ويرسلونها للأمم المتحدة ويدخلون فى وصلة بكاء وتشنج حتى تخضع الحكومة المصرية وتُصادر الكتاب وتحرقه ، وتقوم باعتقال مؤلفه وناشره ، بالإضافة لتقديم اعتذار للنصارى ، وتتمادى بعض الصحف إزاء هذا الخضوع الحكومى الأنثوى -  الذى يُشبه قول الراحل " بيرم التونسى " فى أغنية " الحب كده " التى تغنت بها " أم كلثوم " : ويعجبنى خضوعى إليه واسامحه وهو ظالمنى " ! – لتُطالب بمطالب خرافية لا يقبلها عقل ولا شرع !

إعجاب الحكومة المصرية بالخضوع للنصارى وهم ظلمة يجعل الصحف التى تُمول من الخارج  تزيد من هرجها وتطالب بحذف الآيات القرآنية الكريمة التى تُدرس ضمن منهج اللغة العربية المقررة على الطلاب  المسلمين والنصارى على السواء ، وآخرين يدعون لتغيير التفسيرات القرآنية التى لا تتناسب مع العصر وروحه التى تتسم بالسرعة والخفة ، فضلاً أنها ضد المواطنة والأشقاء الأقباط !! فأى آية قرآنية تتحدث عن النصارى لابد من تغيير تفسيرها وجعله أكثر تناسباً مع حقوق المواطنة ، ويذكرون الآيات التى تُكفر النصارى :

(( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) ( المائدة : 17 )

(( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) ( المائدة : 73 ) .

(( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ )) ( المائدة : 116 ) .

(( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) . ( التوبة : 30 ) .

ويقولون أن هذه الآيات الكريمات تزرع أفكاراً تكفيرية فى عقول الأطفال وتجعلهم يتخذون موقفاً من الأشقاء الأقباط الأمامير الحلوين الشاطرين ، وهذا أمر غير مقبول ومرفوض على طول الخط وضد الدستور المصرى ويناهض المواطنة !!

ويتناسى أصحاب الجلود السميكة ممن باعوا أنفسهم الدنيئة للنصارى أن النصارى يُعلمون أولادهم بغض الإسلام وسب الرسول صلى الله عليه وسلم للدرجة التى جعلتنى استمع فى إحدى غرف المراحيض النصرانية  بالبال توك  إلى نصرانى أتى بابنه الرضيع وقال له : قول يا حبيبى : محمد ...... ! وينطق الولد كلمات غير مفهومة ليُقلد أبوه الشتام .

فمن الذى يزرع قنابل فى عقول الأطفال ؟

حكى لى صديق نصرانى منّ الله عليه بالإسلام أنه منذ أن كان فى الرابعة من عمره كان القسيس يقول له فى الكنيسة : الإسلام دين شيطانى عمله الراهب بحيرا هو ومحمد !

من الذى يزرع الفتنة والتكفير ؟!

من الذى يزدرى الإسلام والرسول العظيم والقرآن الكريم ؟؟

الإسلام الذى يُبرأ مريم البتول الطاهرة :

(( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ )) . ( آل عمران : 42 ) .

((وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا )) ( النساء : 156 ) .

(( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ )) ( النساء : 171 ) .

نرى التكريم الواضح للسيدة المطهرة " مريم البتول " والسيد المسيح عليه سلام الله .

على الجانب المقابل : هل النصرانية تعترف بالإسلام أو تأمر أتباعها باحترام الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟

فمن الذى يزدرى الآخر  يا عُبّاد الورق الأخضر ؟؟

وإذا كان صبيان النصارى فى مصر من المحسوبين على الإسلام فى وسائل الإعلام وخاصة الوسط الصحفى يعنيهم أمر إزدراء النصرانية  ، فألفت إنتباههم إلى كتاب يزدرى الله والمسيحية التى بشر بها المسيح عليه السلام ، وذلك حتى يُطالبوا بمصادرة هذا الكتاب ومعاقبة مؤلفه إن وُجد !

الكتاب هو : " الكتاب المقدس " !

وأضع النصوص أمامكم لتحكموا بأنفسكم وأرجوا أن تخرج المانشيتات بالبنط العريض وباللون الأحمر لحث الحكومة على سرعة سحب هذا الكتاب من الأسواق وحرقه :

يُخاطب داود ربه : " استيقظ وانتبه إلى حكمى يا إلهى " ( مزمور 35 : 23 ) .

" لماذا ترد يدك ويمينك . اخرجهما من وسط حضنك " ( مزمور 74 : 11 ) .

وجاء فى سفر هوشع : يقول الرب : " أنا لافرايم كالعث . ولبيت يهوذا كالسوس " ( هوشع 5: 12 )

ويقول الرب : " أنا عرفتك فى البرية ، فى أرض العطش ، لما رعوا شبعوا . شبعوا وارتفعت قلوبهم ، لذلك نسونى . فأكون لهم كأسد . أرصد على الطريق كنمر . اصدمهم كدبة . وآكلهم كلبؤة " ( هوشع 13: 5- 8  ) .

ويقول الرب : " ندمت على أنى قد جعلت شاول ملكا .. " ( صموئيل الأول 15 : 10 ) .

أما عن أنبياء الله فحدث ولا حرج :

1 – نوح : في سفر التكوين [إصحاح 9 : العدد20ـ 28 ] "وَابْتَدَا نُوحٌ يَكُونُ فَلَّاحا وَغَرَسَ كَرْما. وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَابْصَرَ حَامٌ ابُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ ابِيهِ وَاخْبَرَ اخَوَيْهِ خَارِجا. فَاخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى اكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الَى وَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ ابِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا الَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أبِيهِمَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ فَقَالَ: مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لاخْوَتِهِ. وَقَالَ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدا لَهُ. لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدا لَهُمْ .

2- لوط : التكوين [19 : 30ـ 39 ]: "وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لانَّهُ خَافَ انْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: ابُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الارْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الارْضِ. هَلُمَّ نَسْقِي ابَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ ابِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ ابِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ انَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: انِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ ابِي. نَسْقِيهِ خَمْرا اللَّيْلَةَ ايْضا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ ابِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ايْضا وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ مُوابَ -وَهُوَ أبُو الْمُوابِيِّينَ إلَى الْيَوْمِ- وَالصَّغِيرَةُ ايْضا وَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ بِنْ عَمِّي -وَهُوَ ابُو بَنِي عَمُّونَ الَى الْيَوْمِ-." .

3- يعقوب : مكر بابيه اسحق وسرق البركة من أخيه عيسو. سفر التكوين [27 : 18 ـ 40].

4 – موسى وهارون خانا الله : " لأنكما خنتمانى فى وسط بنى إسرائيل " ( تثنية 32 : 48 ) .

بل وكفرا بالله " من أجل أنكما لم تؤمنا بى " ( عدد 20 : 12 ) .

5- سليمان : يعبد الأصنام : " وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى . ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلأهه كقلب داود أبيه . فذهب سليمان وراء عشتورت إلاهة الصيدونيين وملكوم ورجس العمونيين " ( الملوك الأول : 11 : 4 – 6 ) .

6- داود يقتل من أجل الزنا ! : " وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا.  فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثّى  فارسل داود رسلا وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت إلى بيتها  وحبلت المرأة فارسلت واخبرت داود وقالت اني حبلى.   فارسل داود الى يوآب يقول أرسل إلي اوريا الحثي.فارسل يوآب اوريا الى داود.   فأتى اوريا اليه فسأل داود عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب. وقال داود لأوريا انزل إلى بيتك واغسل رجليك.فخرج أوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك  وفي الصباح كتب داود مكتوبا إلى يوآب وأرسله بيد أوريا.   وكتب في المكتوب يقول.اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت.   وكان في محاصرة يوآب المدينة انه جعل أوريا في الموضع الذي علم أن رجال البأس فيه.  فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب فسقط بعض الشعب من عبيد داود ومات اوريا الحثّي ايضا فلما سمعت امرأة اوريا انه قد مات اوريا رجلها ندبت بعلها.   ولما مضت المناحة ارسل داود وضمها الى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا. )) ( صموئيل الثانى 11 : 2 – 27 ) .

أما عن ازدراء الكتاب للمسيحية التى بشر بها المسيح فهى افتراء أقوال على لسان المسيح ، فالمسيح لم يأمر أحداً بعبادته ولم يُبشر بألوهيته بل تحدث للناس كإنسان ، كذلك حرمانه المطلقات من الزواج ومضاعفة نجاسة الإناث مما يُشكل إزدراءً للمسيحية التى أتى بها المسيح عليه السلام .

فهل تنقذ الحكومة المصرية الموقف وتقوم بمصادرة هذا الكتاب الذى يزدرى الله والأنبياء والمسيحية ؟؟

هل تمتنع الحكومة المصرية عن الإعجاب بالخضوع للنصارى وهم ظلمة ؟

نتمنى ذلك !