النسق التعبيري عند نازك الملائكة

النسق التعبيري عند نازك الملائكة

قراءة في قصيدتين

أ. فراس حج محمد

[email protected]

  تعد الشاعرة نازك الملائكة واحدة من الشاعرات اللواتي تركن بصمة في التاريخ الأدبي والثقافي العربي، وقد أصدرت الشاعرة ما يزيد على عشرة كتب بين الديوان والدراسة ، ويعود لها الفضل في ترسيخ حركة الشعر الحر ، بما قدمته من نقد تأصيلي حول هذا النوع من الأدب ، وما أنتجته قريحتها من شعر التزمت فيه النهج الجديد .

  ولعل قصيدتيها "دعوة إلى الحياة" و"قيس وليلى"، واللتان سأتناولهما هنا بالتحليل والعرض، يدلان على روحها العاشقة للحياة برؤية جديدة.

  تتلخص الفكرة العامة في قصيدة " دعوة إلى الحياة" في أن الشاعرة تدعو الخاملين والكسالى إلى الحياة والمشاركة في أحداثها ، والبعد عن السكون والتواكل. وتعبر الشاعرة عن هذه الفكرة في عشرة مقطوعات شعرية ، هي مجموع مقاطع القصيدة ، حيث ارتأت الشاعرة أن تقسم القصيدة إليها.

  لم تكن هذه المقاطع متساوية في طولها ، أو أنها واحدة في النغم الموسيقي ؛ فجاءت المقاطع (1/2/4/5/7/8/9) متساوية في عدد الأبيات؛إذ أن كل مقطع يتكون من بيتين له قافية مختلفة عن بقية مقاطع القصيدة.

  ويتشابه المقاطعان (3/6) في البناء الفني ، فيبدأ كل منهما كما بدأت المقاطع السابقة ، فيتكون كل مقطع من بيتين لهما قافية موحدة ، ثم يُختم هذان المقطعان ببيتين لهما الوزن نفسه ، ولكن بعدد تفعيلات أقل،فقد تكون كل بيت من تفعيلتين مذالتين من تفاعيل الكامل ، ولهما قافية ساكنة :

أين التحرق والحنينْ

  ـــ  ـــ ب ــ / ب ب ـــ ب ـــ o

  متْفاعلن  /   متُفاعلن  

     أنا لا أطيق الراكدينْ

  ب ب ـــ ب ـــ / ـــ ـــ ب ـــ o

  متَفاعلن  /   متْفاعلن  

  ويأتي المقطع الأخير (10) تلخيصا لفكرة الشاعرة ، ويتكون فقط من بيتين لهما قافية واحدة ، ويشبه هذا المقطع الأبيات التي انتهى بها المقطعان (3 ،6).

  وفي ظني ، لقد كان اختيار الشاعرة موفقا في قافية هذه الأبيات ، التي جاءت مذالة وقصيرة ، وذلك لأن هذه الأبيات لها معنى واحد هو رفض السكون والموت والصمت المهين ، والدعوة إلى الحياة بمظهريها الوجدانيين التحرق والحنين، فهي جمل قصيرة طافحة الوزن ، تقرع أذن الخاملين ، فتكون بذلك أكثر إثارة لهم وتحريكا لهممهم.

  أما القافية فقد جاءت في جميعها نونا ساكنة ، وهذا له دلالته في القصيدة ؛ فالنون عند علماء الأصوات تدل على السكون ، بالإضافة إلى سكون الحرف السابق لها ومجيئه حرف مد ؛ مما يجعل القارئ يطيل النفس عند القراءة للفت نظره إلى ما في الكلمة من ناقوس يدق ، يحذر من الوقوع في الخمول، ومن الجدير ذكره هنا أن هذه الكلمات التي تشكل اللبنة الأخيرة في الأبيات جاءت من معجم الموت اللغوي:( المهين ، الساكنــين ، اللعين ، الميتين).

  توظيف الألفاظ في القصيدة:

  لا ينظر إلى العمل الأدبي على أنه مجموعة من الألفاظ لها معنى وحسب ، بل لا بد أن يكون هذا المعنى متوافقا توفقاً تاما مع الألفاظ بمجموعها بما يخدم الفكرة العامة ، بحيث تشكل الألفاظ ما يشبه اللبنات الأساسية في بناء جميل محكم الصنعة ، فتوجد بذلك تلك العلاقة الجدلية بين اللفظ ومدلوله.

  والآن ، هل نجحت الشاعرة في توصيل ما تريد من فكرة ؟ وهل نجحت فعلا في استثارة الخامل ؟ وهل أعطت دفقة أخرى تجاه الحياة لكل متلق بغض النظر عن كونه خاملا أم لا؟

  هذه أسئلة تواجه المتلقي الذي يريد أن يسبر أغوار القصيدة ، ولا يحبذ أن يظل على ضفاف المعاني الشاردة ، على الرغم من أن هكذا أسئلة قد تبدو خادعة ؛ فصحيح أن القصيدة لا تحتوي إلا على فكرة تمجدها ، وأخرى تكرهها وتدعو إلى نبذها ، وقد تجاورت الفكرتان ، وكأنهما فكرة واحدة ، تجاورا كاملا أدى إلى الالتحام العضوي بينهما .

  وتتجسد كلتا الفكرتين بمجموعة من الألفاظ ؛ فالفكرة الأولى " الدعوة إلى الحياة " تجلت بمفردات كثيرة تدل على المعنى وصلب الفكرة، تتمحور حول الغضب والثورة والنار، فتكررت المفردات المشتقة من الغضب – مثلا- كثيرا ؛ فقد تكرر فعل الأمر" اغضب" خمس مرات ، وذكر اسم الفاعل "غاضبا" مرة واحدة، وإذا ما تمعن القارئ دلالة كل من فعل الأمر واسم الفاعل فإنه سيكتشف إصرار الشاعر على الغضب وتثوير الخامل ؛ ففعل الأمر يدل على الطلب ومباشرة فعل الغضب ، ناهيك عن سكون الباء في " اغضبْ" ، والصوت المنبعث من اللفظة كلها ؛ فالغين والضاد صوتان مفخمان ، والباء صوت انفجاري شفوي ، وهذا فجر كل ما في اللفظة من معنى ممكن ؛ ليمنح القصيدة بعدا دلالاليا أكثر انسجاما مع الهدف ، لتكون أكثر تفجرا وثورة ، وأشد وأقوى غضبا. وأما اسم الفاعل فإنه يمنح الفعل ، فعل الغضب ، استمرارية في البعد الزمني الممتد عبر حياة يجب أن يتحلى فيها الإنسان بحيوية وحركة ، يكون التمرد هو أقل ما تُواجَه به.

  أما الألفاظ التي تدل على الفكرة الثانية ، فلها حضورها ، ولكن بشكل أقل ، وجيء بها لتميز الفكرة الأولـى ، وتسهم في إبرازها ، فالشاعرة عن طريق الألفاظ ترسم صورتين متنافرتين ؛ صورة الحياة ، وتبدو أقوى وأظهر ، وصورة الموت والسكون ، وتبدو أضعف وأبهت ، ومن ألفاظ التي تُظْهِر الفكرة الثانية ، تلاحظ مثلا: صمتاً ، رماد ، وداعة ، وادعين ، الصمت المهين ، الساكنين ، الصبر ، الأموات ، برد المقابر، رقدوا ، .... ، وغيرها.

  وكل هذا الحشد من الألفاظ التي لها معنى واحد ، أو تدور فلك دلالي واحد ، ترسم صورة منفرة للسكون والموت والصبر السلبي ، وبالتالي فالشاعرة تطمح إلى الثورة ، وتحث عليها ، من خلال هذه الصورة أيضا ، فتلتقي صورتان : صورة مشرقة محببة للثورة والثائرين ، وصورة منفرة للخاملين والكسالى ،  وعليه فالهدف واحد من الصورتين ، ولا شك إذن بعد هذا العرض المتأني للألفاظ وطبيعتها وحسن توظيفها في أن الشاعرة نجحت أيما نجاح في عرض الفكرة والتعبير عنها.

  الأساليب البلاغية في القصيدة:

  يميل النقد الحديث إلى اعتبار الشكل الفني للعمل الأدبي حاملا لشيء من المضمون ، وليس المقصود بالشكل الفني هو فقط البنية الظاهرة للعمل الأدبي، ولكن يدخل في مصطلح الشكل أيضا العناصر الداخلة في تكوين هذه البنية الظاهرة من ألفاظ وموسيقى وصورة أدبية وتراكيب لغوية وأساليب تعبيرية، ونحو ذلك ، وعليه فإن الشكل يحمل بعض ملامح المضمون.

  وقد تطور مفهوم البلاغة بفعل عدة مؤثرات نقدية وفكرية ، لتصبح له أبعاد مختلفة نوعا ما عن مفهومه القديم ، وإن تقاطع المفهومان عند نقطة ما، وما هو مطلوب من الشعر الحديث في تشكيل الصورة قد يختلف كثيرا أو قليلا عن متطلبات الصورة في الشعر القديم ، ومن ذلك لا يتكئ اتكاء كليا على الصورة الجزئية المعروفة في البلاغة العربية القديمة، وإن وجدت فما هي إلا جزء من الصورة الكلية المراد رسمها وتصويرها ،ويجب النظر إلى التعبير البلاغي كوحدة واحدة ، وترانيم متصلة لمقطوعة موسيقية واحدة ، وظلال لونية للوحة فنية مدهشة ، وقد زخرت القصيدة بكم هائل من المجاز الاستعاري ، الذي جاء أيضا متعاضدا مع اللفظ في خدمة الفكرة العامة للقصيدة ، راسمة صورة كلية عناصـر هــذه الصـورة هي التشبيه المفرد والاستعارة ، فالتراكيب البلاغية التالية:  كن أنت اللظى ، كن حرقة الإبداع ، أنت روح عاصف ، الرؤى الظامئات ، تعطش البركان،…، وغيرها ، تؤكد الفكرة الأولى من القصيدة وهي الدعوة إلى الحياة والتحريض على الثورة ، وبالمقابل تجد تراكيب بلاغية من مثل:مهادنة السنين ، دامي الحلق ، تشجع على الفكرة الثانية في ذم الخمول والكسل.

  أما قصيدة قيس وليلى ، فإن النسق التعبيري يختلف عن هذه القصيدة ، وذلك لاختلاف الموضوع ، فالقصيدة ينتظمها بحر الخفيف ، ومن ميزات هذا البحر – كما يقول الدارسون- أنه يحتمل التدوير في أبياته كثيرا، فغالبية أبيات هذه القصيدة مدورة أو موصولة " فالتدوير يتناسب وهذا البحر الذي يكون مقبولا فيه على نحو متدفق من غير أي جلبة".

  وقد جاء ستة عشر بيتا من القصيدة مدورة من أصل أربعة وعشرين بيتا هي مجموع أبيات القصيدة.

  وهنا لا بد أن يثور السؤال التالي:لماذا كانت هذه الظاهرة الفنية العروضية واضحة في أبيات هذه القصيدة؟ إن المتفحص لهذا النص يرى أنها تتحدث عن تجربة إنسانية عميقة ، وهي تجربة قيس وليلى ، وتظهر النزعة القصصية في القصيدة ، وبخاصة السرد ، وهذا هو بالضبط ما جعل أبيات القصيدة مدورة.

  وقد أفرغت القصيدة بقالب شعري جمع بين الشكل التقليدي القديم للقصيدة العربية ، وبعض عناصر التجديد في الشكل ؛ فقد تشكلت القصيدة من ثنائيات، يكون كل بيتين لهما قافية تختلف عن البيتين السابقين واللاحقين، وفي هذا بعد عن الشكل التقليدي للقصيدة العربية القديمة ، التي كانت أبياتها ينتظمها وزن واحد وقافية موحدة في كل أبيات القصيدة،وكما نعلم ، فإن نازك الملائكة من الشعراء المجددين ، وهذا نوع من التجديد، وإن كانت تتحدث عن شاعر قديم تقليدي بطبيعة الحال ، إلا أنها عرضت تجربته بشيء من التجديد ، وذلك حتى يستطيع التعبير عن رؤاها ، وتحدد موقفها من هذا الشاعر وتجربته، وكأنها اتخذت لها موقعا وسطا بين القديم التقليدي والجديد ، ليكون الحكم أكثر موضوعية وإقناعا.

  القصة القديمة والفكرة المحدثة:

  تتساءل الشاعرة في بداية القصيدة عن كيفية موت المجنون ، وقد عرف القارئ قبلا من هو هـذا الـمجنون ، إنه قيس بن الملوح صاحب ليلى العامرية ، فالقارئ لا يجهل هذه الشخصية ولا معاناتها ، فهو يعرف كيف مات المجنون ، ولكن لماذا تسأل الشاعرة هذا السؤال ؟ إنه سؤال يثير في نفس القارئ تلك التجربة ، وكأنها تطلب من القارئ استحضار تلك الطقوس الإنسانية التي خيمت على المجنون والتي أودت به، ولذا فإنها لا تسأل فتنتظر الجواب ، ولا هي تريد تقديم جواب ، إنه سؤال التعجب والدهشة ، الذي سيكون محركا للرؤيا التي تستند عليها القصيدة ، والتي تفصح عنها الشاعرة في نهاية الأبيات ، كما أنها لا تسأل عن حال ليلى ، وهل كانت سعيدة في هذا الحب أم لا ، بل تريد استثارة القارئ بهذه الأسئلة ليشعر بتلك المأساة التي جعلت الصحراء حزينة مشفقة لما أصاب العاشقَيْن فكيف بالقارئ؟!

  وقد جاء هذا في البيتين الأوليين ، ثم تتابع الشاعرة القصيدة معيدة إنتاج القصة القديمة بكل ما فيها من مشاعر العاشقين المرهفة ، وما لاقاه قلباهما من هم العشق ومرارة الفراق ، وقد استغرق هذا العرض القصصي من القصيدة 20بيتا ، لتصل الشاعرة في البيتين الأخيرين إلى الرؤيا التي قدمت لنا مفتاحها في البيتين الأوليين ، فترى أن الحياة شأنها أن تخدعنا بالشوق والذكرى ، وما ذاك إلا لأن العالم الذي نحيا فيه – كما تقول الشاعرة - عالم سافل لا يقدر للحب قيمة، ولا يقيم للمشاعر الإنسانية أي اعتبار ، فهو عالم غارق في الوهم لابِدٌ بين الحفر، ويحيا في الظلام ، وهنا تبرز رؤيا الشاعرة ونظرتها الواقعية على الرغم مما في القصيدة من إشارات وتعابير رومانسية، فترى الشاعرة أن العشق عاطفة إنسانية أهدرتها الحياة المعاصرة، بعالمها المليء بالآثام ، وعلى الرغم من الفترة الزمنية التي تمتد بيننا وبين العاشقين إلا أن المجتمع هو هوَ ، فالناس ما زالت تسيطر على أفكارهم تلك الهواجس القديمة ، وهذا نقد مبطن لهكذا المجتمع.

  الأساليب البلاغية في القصيدة:

  لقد سبق وإن قلت أن الشاعرة توظف الصورة الجزئية لتبني صورة كلية ،فترسم هنا أيضا صورة كلية مشهدية ، لتنقل درجة الإحساس من دائرة الجزئي ،إلى درجة الإحساس الكلي ،الذي يفرض على القارئ إعمال مخيلته ليرسم تلك المشاهد في ذهنه، وبالإضافة لذلك ، فقد اعتمدت القصيدة على ملامح مهمة في التعبير البلاغي ، يأتي في مطلعها أنسنة الطبيعة ومفرداتها ، وتعاطف هذه الطبيعة مع قيس ومحبوبته ، وقد جاءت هذه الصورة لتبرز رؤى الشاعرة في أن الطبيعة لها شعور إنساني أكثر من الإنسان!، وهي وحدها من فهمت قيسا ، وهي وحدها من بكاه ،  وهي وحدها من ظلل قبر ليلى ، كناية عن الاحتضان والحنان الذي فقدته صاحبة القبر في تعاملها مع المجتمع وناسه.

  ومن ناحية أخرى فقد وظفت الأساليب البلاغية الإنشائية والخبرية توظيفا له دلالته في القصيدة ، فقد بنت المقطع الأول من القصيدة على أسلوب الاستفهام لتستثير القارئ ، كما أسلفت القول آنفا، ثم تنتقل إلى الأسلوب الخبري المناسب للسرد القصصي ، وذلك في الأبيات العشرين التي سردت فيها قصة ليلى والمجنون ، مستخدمة ضمير الغائب، وما يلفت النظر في استخدام الشاعرة للأساليب استخدام أسلوب النداء الذي جاء ليعبر عن تحسر الشاعرة لمآل الشاعر ومحبوبته ، وذلك في قولها: "يا لهفة الشاعر" ، أو لتعبر عن أمنية الشاعرة في أن يفهمها العشاق المعاصرون ، كما في قولها:" يا قلوب العشاق"، فهي تخاطب مشاعرهم ، لعلهم يفهمونها بروح القلب وعقل المشاعر ، لتكون قد نجحت في توصيل الرسالة.

  التناص في القصيدة:

  تحيلنا القصيدة على منظومة كاملة من الرصيد المعرفي الإنساني ، بدءا بالحب العذري ومفهومه وطبيعة نشأته ، وانتهاء بالشعر العذري الغزلي العفيف ، وما قيل فيه ، مرورا بتلك القصص لهؤلاء الشعراء وتفاصيل عشقهم وحيرتهم وأسمائهم ، فإن تحدثت القصيدة عن ليلى وقيس ، وهما أشهر العشاق في دنيا العرب، إلا أن القارئ سرعان ما ترتد به الذاكرة ، لينبش جميلا وكثيرا وقيس بن ذريح من قبورهم متذكرا علاقات هؤلاء مع محبوباتهم ، بل يتجاوز ذلك إلى كل العذريين :الإسلاميين والجاهليين ، فمن خلال قيس الذي أصبح نموذجا ، يستدعى كل ذلك التاريخ الحافل ، وهذا الرأي الذي أدعيه  له ما يبرره ؛ فكل قصص الحب العذري وأشعارهم تتشابه إلى حد كبير ، مما دفع أحد رواة الشعر القديم إلى التفريق بين الأبيات وإلحاقها إلى قائلها – إن كان مجهول النسبة-  بناء على ذكر اسم المحبوبة في هذه الأبيات ، فليس هناك بيت فيه ذكر لليلى إلا ونسبوه للمجنون ، وما وجد بيت فيه ذكر للبنى إلا وألحق لقيس بن ذريح ، فالإشارات الثقافية في النص تتخذ صفة الشمولية ، لتعبر عن أمة كاملة في مرحلة تاريخية لها حضورها المميز ، وهي فترة العصر الأموي.