الخاطئة رواية العشق الحرام

clip_image002_69193.jpg

صدرت في الأيام القليلة الماضية رواية "الخاطئة" للروائيّة المقدسيّة مزين برقان، وتقع الرّواية التي صمّمت غلافها الفنانة سماح داود في 415 صفحة من الحجم المتوسط، ولم تصدر عن دار نشر.

 تدور أحداث الرّواية حول الخيانة الزّوجيّة، حيث أنّ بطلة الرّواية  امرأة متزوّجة وأمّ لطفل، وتعشق طبيب أسنان، وتبني معه علاقة حبّ وغرام، والرّواية رغم التحفظات على البناء الروائي واقعيّة حتى النّخاع، وإن بنت الكاتبة حبكتها من خلال خيال واقعيّ أيضا، وتعتبر هذه الرّواية واحدة من الرّوايات التي لا تكاد تكون موجودة في الأدب الفلسطينيّ الذي يطغى عليه الهمّ السّياسيّ في غالبيّته العظمى، فهي تغوص في قعر المجتمع لتأخذ نموذجا هو موجود على أرض الواقع ليس في المجتمع الفلسطينيّ فحسب، بل في المجتمعات كلّها.

  ويلاحظ أنّ الكاتبة برقان قد استغلّت قدرتها في السّرد؛ لتغوص في لواعج المرأة التي تخون زوجها، فبطلة الرّواية تعيش تناقضا واضحا بين غرائزها وشبقها وتعلّقها برجل آخر غير زوجها، وبين كونها زوجة لرجل مخدوع ووالدة لطفل بريء. وهي تعيش عذاباتها من الخيانة الزّوجيّة التي تمارسها، لكنّها في نفس الوقت كانت تعيش ملذّاتها مع عشيقها، وتناقضاتها هذه جعلتها تكذب على زوجها المخدوع فتدّعي المرض تارة لتبرّر لزوجها سبب بكائها من سلوكها وقناعاتها المتناقضة، ونجحت في ذلك، وعندما اختارت الكاتبة أن يكون عشيق الزّوجة طبيب أسنان لم يكن اختيارا عبثيّا، بل لتسهلّ على بطلة الرّواية كيفيّة اللقاء بعشيقها في عيادته الطّبّيّة.

 نجحت الكاتبة في تصوير نفسيّة المرأة العاشقة وتعلّقها بعشيقها وغيرتها عليه، تماما مثلما نجحت في تصوير نفسيتها وهي تخدع زوجها، وتهمل طفلها وبيتها.

 استغلّت الكاتبة شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" بطريقة جيّدة كي تراقب البطلة مسلكيّات عشيقها طبيب الأسنان من خلال صفحته، وما تنشره "عشيقتان أخريتان" انتحلتا أسماء مستعارة، واستغلّت ذلك جيّدا في بناء روايتها، لكنّها وقعت في خطأ فمثلا"أميرة الكون" اسم مستعار، أي أنّها تختفي خلف هذا الاسم الوهميّ، فتقول" أمّا الصّورة الثّانية فكانت تظهر فيها "أميرة الكون" وحدها، أخذت أتأملّ صورتها، تأمّلت طويلا وجهها في الصّورة"ص 365، فكيف نشرت صورتها الحقيقيّة وهي تتخفّى خلف اسم مستعار؟

وفي صفحة 369 تحدّثت على لسان بطلة الرّواية أنّ الأسير سامر العيساوي الذي خاض أطول اضراب في التّاريخ قد أطلق سراحة في ديسمبر 2013، وأنّه أعيد اعتقاله في السابع من تموز 2012. وتختتم الكاتبة روايتها قائلة على لسان بطلة الرّواية." لن تهدأ امرأة بتناول وجبة الحبّ بطريقة خاطئة، مهما كانت تلك الوجبة شهيّة، ولذيذة ومغرية، لا تحملنا أوجاع أخطائنا، بل نحن نحمل كلّ آلام أخطائنا."   

ويلاحظ أنّ الكاتبة كانت معنيّة باطالة روايتها فدخلت في توصيفات كان يمكنها الاستغناء عنها.

وسوم: العدد 633