الرافعي الشاعر
أراكَ - وأنت نبْتُ اليوم - تمشي ... بـشـعـرك فـــوق هــام الأولـيـنا
فَـزِن تـاج الرئاسة بعد (سامي) ... كــمــا زانـــت فــرائـده الـجـبـينا
وهــذا الـصـولجان فـكن حـريصاً ... عـلى مـلك الـقريض وكـن أمـينا
فحسبك أن مُطْرِيك (ابن هاني) (1) ... وأنـــك قـــد غـــدوت لــه قـريـنا
(حافظ إبراهيم)
*********
أَبَـني الـقرائح أبـشروا بـطريفةٍ ... سـمح الـزمانُ بـها، وكان بخيلا
بارتْ زهيراً في المقال، وطاولت ... كعباً وفاقت في النسيب جميلا
نظم امرئٍ غاصت قريحته على ... درّ الــكــلام فــصـاغـه إكــلـيـلا
طـلبَ الفصيحَ من الكلام فناله ... بـعـزيمة تــدع الـحـزون سـهولا
(محمود سامي البارودي)
هاتان شهادتان من علَمين كبيرين في تقريظ ديوان مصطفى صادق الرافعي الأول الذي أصدره عام 1901 وهو في العشرين من عمره
يقول الدكتور عباس بيومي عجلان عن شهادة حافظ إبراهيم في ديوان الرافعي: "في هذه الأبيات مبايعة للرافعي بإمارة الشعر وهي مبايعة قديمة قبل إمارة شوقي بما يقرب من ربع قرن ، والمبايع -حافظ إبراهيم- واحد ولكن النقاد اهتموا بمبايعة شوقي وصموا آذانهم عن مبايعة الرافعي، ولم يكن بين الرافعي وحافظ علاقة حينئذ فتلك الأبيات أملاها الاعتراف بالحق والإشادة بمن يستحق" (2)
فهل هناك من يصر على التشكيك في موهبة الرافعي الشاعر؟
---------------------------------------------------------
(1) - (ابن هاني): لقب أحمد شوقي أمير الشعراء
(2) - الإسلام في أدب الرافعي - عباس بيومي عجلان - ص 26 - طبعة دار لوران - الإسكندرية 1978
وسوم: 640