إطلالة على ديوان "وأنتِ وحدكِ أغنية"
ألقيت في أمسية إطلاق الديوان في متحف محمود درويش يوم الثلاثاء 22-12-2015
شهريار القرن العشرين لا يغمض له جفن كل ليلة قبل أن تُتحفه شهرزاد بأحاديث العشق والهيام، وتنفثُ في جسده المحنّط سحرها، فتعيد إليه ماء الحياة، فيقضي ليله في ممارسة طقوس عشقه المجنون؛ ليتمخّض الصباح عن ميلاد القصيدة. باختصار شديد هذه حكاية الشاعر فراس عمر حج محمد مع ديوانه "وأنت وحدكِ أغنية".
يقع الديوان في (378) صفحة من القطع المتوسط، ضمت كل تنوعات الثقافة الشعرية من الأنشودة وحتى قصيدة النثر، لتستطيع استيعاب تقلبات مزاج الشاعر وتناقضات مشاعره، الأمر الذي حدا برئيس بيت الشعر محمد حلمي الريشة إلى القول: "إن القارئ للديوان يحسُّ أنه يقرأ أكثر من شاعر في آن".
صورة المرأة في الديوان:
يظهر من عنوان الديوان "وأنت وحدك أغنية" أنّ المرأة هي النواة المركزية للقصائد، وهي امرأة واحدة ينشدها الشاعر من بين النساء، لكن صورتها بدت بتجليات متنوعة: الملهمة، والروحية، والحسية الجسدية.
تعدّ المرأة الدافع الرئيس للكتابة لدى الشاعر، فهي التي شحذت قريحته لتجود بالقصيدة تلو القصيدة. يقول: "فهزي الوحي والأفكار/ تكن القصيدة سنبلهْ/ وتجددي فيّ الأنا تخطُ الحمائم هرولة"/ (336). لقد خلبت هذي المرأة لبّ الشاعر وقلبه، واجتاح حبها روحه وجسده، فغدت بوصلها وهجرها مادة شعره. "هكذا اعتقدت .. جربت.. تعلمت/ أن القصيدة بوحُكِ أنتِ/ وأن التراكيب الجميلة أنت/ وأنت وحدك كلَّ الوقت"/ (29). إنه ينحو منحى الفلاسفة في اعتماده على المنطق لإثبات معتقده، فالحب عنده اعتقاد كالإيمان، والاعتقاد يترتب عليه التجربة للوصول إلى اليقين، وقد خاض الشاعر غمار العشق ونازل الهوى، فخلُص إلى أن المحبوبة هي مصدر كل المعاني والتراكيب التي شكّلت قصائده. فإذا ما بدر عنها علامات الصدّ والهجران أو غاب عنه طيفها تحوّلت القصائد تعويضا فنيا يطفئ به الشاعر عواطفه الملتهبة ويشبع نهم رغباته المكبوتة: "وأكره قارئا مثلي يفتشني في كل حرف يبحث عنك فيّ بلا توقف أو ملل/ وأكرهني أنا نفسي لأني كلما أكتب/ تموت فيّ الشهوةُ الأخرى"/ (66). وإذا ما ظفر الشاعر بوصل المحبوبة يرتاح الشاعر من هواجسه المتعبة، لتغدو حقيقته الذكورية مكتملة بوجود الأنثى: "لأنك الآن هنا/ سيصير الوقت ريحانا ونوّار لوز/ وربيع ناي وكمانا وفنجانا من القهوةْ/ ويرتاح التصور من معاركه الخيالية/ ويتركني كطير يرتوي من ساعديك بعض البوح والليلك/.../لأنك الآن هنا / سأكون مكتملا"/ (97-98).
ويلاحظ أن الشاعر ربط فكرة الاكتمال بقضية الحلول والاتّحاد التي يقوم عليها العشق الصوفي، إذ إن القارئ للديوان يلحظ أنّ المرأة الملهمة اتخذت في قصائد الشاعر شكلين: العشق الصوفي والقصائد الأنثيات. ففي قصيدة "هل كنتُ أنثى؟" يبين الشاعر أن روح المحبوبة قد حلّت في جسده، فاتحد الضدان: الذكر والأنثى، وأمسيا روحا واحدة: "كل ما في الضوء والوقت نار أنوثة خرجت/ ينبثق المذكر من مؤنثه/ وصار إلهام المؤنث/ كيف صار الضدّ شيئا واحدا؟"/ (101). وفي موضع آخر يقول: "فكل ما فيّ مذكر ومنكّر/ لا يُعرّف إلا بكْ"/ (102). حتى القصائد نفسها تقمصت روح الأنثى: "كل القصائد أنثياتٌ/ لا يروضها مطرْ/ ولا فحلٌ/ ولا زقّ من الخمر/ ولا ليل السهرْ"/ (340).
وعلى صعيدٍ آخر يلجأ الشاعر إلى الكتابة لإشباع شهواته وغرائزه الجسدية، إذ نراه في أكثر من قصيدة يصوّر مفاتن المحبوبة، ويركز عدسته على مواضع الإثارة في جسدها، ويكثر من ذكر الماء والمطر والاغتسال في إشارة منه إلى العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة، وقد تحدث أ. رائد الحواري عن ذلك في دراسة سابقة للديوان، وذكر أن الماء كان في أكثر من قصيدة يحمل صفة الرمزية التي تأخذها نحو عالم الجنس والشهوة. يقول الشاعر في قصيدة "على أنفاسي الحرّى": (البسي أشهى لباس/ وليكن أقصر مما يجب/ من الأعلى يُبين النهد/ خط النهد/ مجرى اليد/.../ عطريني/ طوقيني/ واجعليني فيك وقربيني/.../ واقضميني قطعة من شهوة وجنون أنثى/ لا تغسليني إلا في ماء الحياة"/ (79).
هكذا تتكامل صورة الأنثى الملهمة بشقيها الروحي والحسي الجسدي في حياة الشاعر، ويتكامل هو نفسه معها، ولكن؛ هل كانت هذه الأنثى من صنع الخيال أم حقيقة واقعة؟ على الأرجح أنها امرأة من الواقع لكن يظهر أن السبل الموصلة إليها جميعها موصدة لظروف معينة يدركها الشاعر، مما جعل منها امرأةَ محالٍ أشبه ما يكون وصلها بالخيال. ويمكن أن نستشف ذلك من قول الشاعر: "ثمة امرأة كجذع شجرة/ واقع لا فكاك منه/ وأخرى تحفة من أمل/ ليس لها طريق"/ (33). ومن يتفحص الديوان يجد هناك أمارات أخرى تدل على وجود هذه المرأة حقيقة في حياة الشاعر، منها: تردد الشاعر على الأماكن التي سبق أن التقاها فيها. يقول: "ما زلتُ أركض كي ألمّ/ الأمكنة/ وأنامُ منهكْ/ لم أجد أحدا هناكْ/ لم أجد أنتِ هناكْ"/ (126). وتلك الرسائل التي وجهها الشاعر إليها، منها ما كان مباشرا مثل بعض عناوين القصائد ذاتها التي كانت أشبه بالرسالة، حيث وجهها الشاعر إلى مخاطب مباشر، مثل قصيدة "لا تقرئيني مرتين"، و"لأنك الآن هنا" وغيرهما، ومنها ما أتى في سطور نثرية تحت العنوان كأنه إهداء. يقول تحت عنوان قصيدة "هي المحبوبة العليا": "كل عام وأنتِ بخير، فالروح تسري في الروح لتعرج حيث مكانك السامي في جوى روحي، ولن يصيبها البعد إلا تألقا وازدهاء، لكِ كل ما يرجوه الخير للخير، يا سيدة الروح"/ (301). أما الرسائل غير المباشرة فقد تضمنتها أغلب قصائد الديوان.
كما أنّ حضور صوت المحبوبة في بعض قصائد الديوان قد يثبت حقيقة وجودها، ففي بعض القصائد وتحت العنوان مباشرة كان الشاعر يستعير عبارات المحبوبة نفسها، فتحت عنوان قصيدة "لحظة شعر وحب صامتة" مباشرة كتب الشاعر بين قوسين: (أنا بالجوار وهل أنا بهذا الجحود لأتركَ من يُكنُّ لي كل هذه المشاعر)، ثم يبدأ القصيدة بقوله: "لا تتركيني/ كيف أحتمل الغيابا؟/ كوني بقربي كل ذات حبٍ ودفقةِ وقتٍ وقصيدة"/ (57). وفي قصائد أخرى كان الشاعر ينطق بلسان حالها، يقول: "قالت وأوشك أن يلوّعها البكاءُ/ أنا يا صديقي متعبهْ/ فلقد نما في القلب حبٌ جارح لا أستقيم/ لأتبعهْ/ أنا يا صديقي متعبه/ مقهورة، محمومة، مسلوبة مني الإرادة"/ (374).
طقوس ولادة القصيدة:
تبدو علاقة الشاعر بالليل متينة، فالشاعر كان يختلي فيه بنفسه ليمارس طقوس عشقه المجنون، فيقضي ليله متجولا بخياله في مملكة العشق بما فيها من متناقضات، تورثه النعيم تارة، وتارة أخرى تذيقه ألوان العذاب. إنها الساعة العاشرة مساء موعد وصل المحبوبة أو لقاء طيفها كل ليلة: "كلما حلّ المساء عند العاشرة/ كانت تنام على يديّ/ بعد يوم متعب في كل شيء/ تأتي إلي بوحيها في بيت شعرٍ/ وألحانِ صورْ/ وأغنيات وقمرْ/ كانت تقول بتقرير شمولي/ كل ما دار في الأجواء من صخبٍ ومن عتب وفي جلساتهم عني وعنها كل حين"/ (83). فإذا ما أسفر الصباح عن وجهه أفرغ الشاعر همسات عشقه المسائية وتباريح هواه في قصيدة حرّى ناضجة طازجة. يقول في قصيدته "أنتِ والصباح وبينكما أنا": "صباحك فكرة تمضي إلى الجمهور في سِفر الحكايات الغريبةْ"/ (180)، فالشاعر عاشق ليلي بامتياز وكاتب صباحي باقتدار: "عندما أصحو من النوم الكثير/ أكتب أكثرْ/ أراكِ بين أصابعي أطهرْ/ أراكِ غزالة تفرّ من وجعي وتعطي اللون للدفترْ/ عندما أصحو أحدثُ ما حلمتُ بهِ"/ (186).
المخزون الثقافي في الديوان:
يكشف الديوان عن سعة المخزون الثقافي لدى الشاعر، وقد تجلّى ذلك في التناص الواعي وغير الواعي. ففي قصيدتيْ "هي لا تحبك في مجازك" و"غير أمي" يتناص الشاعر عن قصد مع الشاعر محمود درويش للتعبير عن تشابه الحالتين، فيقول في الأولى: "هي لا تحبك لا/ ولستَ تُعْجِبُ في مجازك/ هي لا تطيق سماع صوتك/ أو حنين الشوق في جمل ارتحالك/ و"هذا كل ما في الأمر"/ هي لا تمر عليك ساعة هذا النهار/ تركتك آخر عاشق في القائمة/ لتؤجل ما تأجل من غبائك/ تأتيك ليلا بعدما جنح الظلام على ظلامِ الواحدةْ/ لتقول أينكْ/ عاشقا تحت الطلب"/ (345). ويقول في الأخرى: "ثمة امرأة غير أمي/ تفتّش في ملابسي الداخلية عن أمارات النساء الأخرياتْ/ عن مصير "الحبة الزرقاء" في جيبي/ عن رائحة أنثوية في الخلايا النائمة/ أتذكر: درويشاً كان يعاني من امرأة ما/ واستمعَ إلى نصائح حورية"/ (220).
ويبرز التناص غير الواعي في عدة مواضع نتيجة سعة ثقافة الشاعر، فنراه في عدة مواضع يقتبس لغة القرآن الكريم: "العشاق مفتّتون في النواصي الخاطئة الكاذبة"/ (151)، وكذلك: "هي السمراء لا تبقي ولا تذرْ"/ (255)، وأيضا: "وأتت إلي بنهرها "مغتسل بارد وشراب"/ (259). وفي مواضع أخرى يظهر تأثر الشاعر بشعراء آخرين، منهم: الأخطل وعبد اللطيف عقل وأبي سلمى، وفي بعض الأبيات التي نظمها على الشعر العمودي يستحضر بعض الشعراء الذين تشابه حالهم مع حاله كما في قوله:
لقد ولّهتِ قلبا قيسوسا/// فخلّ الحب أربح صفقتيكِ
أنا المجنون يا ليلى بليلى/// فليلايَ الهوى فجرا أتتك/ (332)
ناهيك عما ورد في الديوان من اطلاع الشاعر على كتب الفلسفة والروايات، حيث استعار نصا من رواية أحلام مستغانمي "الأسود يليق بك"، وتعرّض لمبدأ الحلول والاتّحاد عند الصوفية، والعناصر الأربعة التي يتألف منها الكون.
ومن اللافت للنظر حضور الأغنية بشكل كبير في الديوان، ففي عدة مواضع أورد الشاعر ذكر أم كلثوم وفيروز وكاظم الساهر ومحمد عبده، فهؤلاء جميعا غنّوا الحب في قصائدهم، وأكبر مثال على ذلك كاظم الساهر الذي اختصّ بقصائد نزار قباني، وكأني بالشاعر يلجأ إلى هذه الأغاني ليعبر عن الحالة النفسية المضطربة التي يمر بها العشّاق، فهو يختزل المشاعر من خلال نقل المستمع إلى كلام الأغنية، ومن ثمّ يستكمل العاشقان بوحهما على طريقتهما الخاصة: "بعيدة وقريبة في كل آن/ فكل مسافة بيني وبينكْ/ سنقطعها سوية وعدّتُنا اللحن والوَتَرْ/ وأغنيةُ كاظمية/ ونبوح فيها على هوامشها بما تبقى من حروف لم يحن بعدُ جمالُ جنونها"/ (225). إذن لم تكن لغة الأغاني سوى (شيفرة) خاصة لا يفكّ رموزها إلا العاشقان: "لا تسأليني الأسئلةْ/ ماذا تخبئ الأغنيات في ألحانها؟ هل ابتكرنا دون قصد طقس عشقٍ صامت/ ورواية من دفق حبّ؟ لا تسأليني الأجوبةْ/ فالعاشقون مثل الورد لا يرون حاجة للثرثرة"/ (226).
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشاعر قام بربط هذا الديوان بمؤلفاته السابقة، كأنما هو في كل كتاب يؤلفه يستكمل ما ورد من أفكار فيما سبقه، إذ يؤكّد الشاعر في ديوان "وأنتِ وحدكِ أغنية" فكرة العطش الروحي والجسدي الذي أدار حولها كتابه "دوائر العطش"، ويجلّيها في صور جديدة . ويضمن ديوانه "وأنت وحدك أغنية" قصيدة بعنوان "لن أندم ما دمتِ شهرزاد" كانت أشبه بالرسالة، وكأنه يوجهها مباشرة لتلك المرأة عبر رسائله الخاصة التي كتبها في "رسائل إلى شهرزاد". ويحيلنا الشاعر إلى كتابه "طقوس القهوة المرة" من خلال استحضار فنجان القهوة ساعات الصباح وقت تفريغ الشاعر لشطحاته العاطفية على الورق، وكأنما القهوة أمست جزءا لا يتجزّأ من طقوس ولادة القصيدة.
الصور والتعابير ومهارة النظم:
حفل الديوان بالصور الفنية المبتكرة والمعاني المبتدعة والتعابير الطريفة التي أظهرت قدرة الشاعر الإبداعية، إذ إنها لم تأتِ حلية بديعية فقط، وإنما كانت جزءا لا يتجزّأ من تمام المعنى. يقول واصفا حالة الوجوم التي اعترته وسببت له العجز عن الكتابة: "فلا تقفي طويلا في التأمل/ لست أسطيعُ الكتابةَ/ فالحروف مساميرُ في الحلق"/ (31). وفي هذا الإطار يمكن إدراج بعض القصائد التي ظهرت فيها قدرة الشاعر على استخدام اللغة في الشعر، مثل قصيدة "الشيء"/ (235)، التي امتازت بالزخم العددي لحرف الشين وللفظ (الشيء). وكذلك قصيدة "القصيدة ملأى بالقلق"/(64) التي امتازت بالزخم العددي لحرف القاف وللفظ (القلق)، حيث جاءت أبيات القصيدة تعتمد على كلمة واحدة، فهذه الكلمة كانت رمز الحالة التي كان يعيشها الشاعر: "ولا يبقى بسفر الشعر غير قصيدة ملأى بسطر من قلقْ/ كمثل هذا النص يعتاش قافية القلق".
تنوعات الثقافة الشعرية:
تنوّعت نصوص الديوان ما بين النص الخفيف، الأنشودة، والنص العمودي طويل النفس والنص النثري والشعر الحر،ّ والنص الذي ينحو منحى الفلسفة، كلٌ حسب ما ينسجم مع التجليات المتنوعة التي استلزمتها صورة المرأة في الديوان، إذ استخدم الشاعر الأنشودة أثناء وصفه المحبوبة بطفلة يداريها ويدللها كما في قصيدة "حبوبتي الحلوة"/ (20)، ونحا منحى الفلسفة في حديثه عن المرأة الملهمة والعشق الصوفي في عدة قصائد، ووصف مكابدة العشق ومعاناته في قصائد الشعر العمودي، في حين لجأ إلى الشعر الحرّ أثناء ميله إلى الرمزية، لأن هذ النص أقدر على استيعاب اللغة المكثّفة، ففي قصيدة "من يفهمني لغة الماء؟"/ (312) التي يعبر فيها عن حالة الخيبة التي مني بها ينقض الشاعر كل قصائده ويتمرد على طقوسه، فلم يعد يشرب القهوة، ولم يعد يستمع لصوت فيروز، ولم يعد يحب السهر، ولم يعد يستسيغ الاستماع لأغاني الليل. ولعل هذا التمرد يناسبه قصيدة الشعر الحر المتمردة على القافية. وفي آخر قصائد الديوان "اللحن يكتب قصة أخرى" يعلن الشاعر ثورته على قيود الشعر وتنوعات الثقافة الشعرية جميعها: "اتركي الأفعال والأسماء والجمل البلاغية/ لا تُشربيها القافيةْ/ واتركي الوزن العروضي الغبيّ/ يكون عند السالكين دروب صحراء بعيدة/ أنت حقل الماء منسابا/ غناءً وصورْ"/ (368)، فهو يتمرد على الوزن والقافية والموسيقى والأداء ليقرّر أن محبوبته وحدها هي القصيدة بمؤلفها وموسيقاها وروحها وأدائها وعازفها: "اتركيني مثل كل شيء طازج/ واستفتحي لغتي بهذا المفتتح/ "وأنت وحدك أغنية"/ (369). وهكذا تنتهي الجملة الشعرية، بمثل ما بدأ به الشاعر الديوان في العنوان؛ لتكتمل الدائرة بين أول جملة وآخر جملة.
وسوم: العدد649