معركة الحجاب والسفور في شعر شريف حاج قاسم 3
إن شعر أستاذنا الحبيب شريف حاج قاسم شديد الإلتصاق بقضايا المجتمع وهموم الناس ، فهو شاعر إسلامي ملتزم ، والشعر عنده رسالة اجتماعية إصلاحية هادفة ، وليس الشعر عنده للترف والتسلية والمتعة ، فالبعد الاجتماعي في شعره يتجلى في قضية الحجاب والسفور، ومعالجة أمراض المجتمع الإسلامي من جهل ومرض وفقر وبؤس وشقاء ...فضح الظلم والاستبداد ، وحارب الفساد .. .
ووقف إلى جانب المرأة المسلمة ونادى بحقوقها في الحياة والتعلم والكرامة ، وانتقد دعاة السفور والفجور ، وطفح شعره بتلك القضايا الاجتماعية العادلة ، وهو يهدف من وراء ذلك نشر العدل والخير والسلام .
معركة الحجاب والسفور :
لقد فجر اللعين قاسم أمين ثورة ضد منظومة القيم والعادات الإسلامية الموروثة، حيث كتب ( تحرير المرأة) ( والمرأة الجديدة) وكان لتلك الدعوى صداها الواسع في مجال العلم والفقه والأدب والشعر والفكر، فمنهم من أيد تلك الفكرة التحررية ومنهم من عارضها، ثم امتد شرر ( معركة الحجاب والسفور) ليصل إلى سورية والعراق وتونس ...وغيرها .
وبعد تأسيس الحركة الإسلامية المعاصرة في سورية عام 1945م، انخرط فيها ثلة من الشباب المثقف، وبرز من بين أبنائها مجموعة مباركة من الشعراء الذين تسلحوا بالوعي والثقافة ، وراحوا يقارعون التيار العلماني المنحل بالحجة والبرهان ، فاحتدم أوار المعركة، وكان شاعرنا شريف قاسم في مقدمة تلك الفئة المسلمة المستنيرة .
حيث كتب عدة قصائد تناول فيها موضوع الحجاب، ودافع عن حرية المرأة وكرامتها، وحقها في ارتداء الحجاب الإسلامي، وذكر الفتاة المسلمة بسلفها الصالح، فها هو يقول في قصيدة تحت عنوان : ( أنتِ بالأسمى حفيّة) :
لا تبالي يا أخية أنتِ بالأسمى حفية
لستِ صيداً يا أبية للغوايات ِ الدنيّة
بين عنوان ِ الحجابْ وعناوين السفورْ
فطرةُ الله الذي سوفَ تبقى في الدهورْ
حجابك :
وقال الشاعر في قصيدة أخرى تحت عنوان ( حجابك) بيّن فيها أن الحجاب هو رفعة للفتاة وسموّ أخلاقي رفيع منحها الله إياه ، لتبدوا المرأة المسلمة في أبهى حلّة وأنقى ثياب :
حجابكِ لاحَ نشيدَ ارتقاءْ تُجدّدُ فيه معاني الثناءْ
به قد حباكِ الإله الكريم بفضلٍ تجلّى بأبهى نقاءْ
فعيشي الطهارةَ رغم الفساد ففيها الفخارُ، وفيها العلاءْ
وحذّرها من صحبة الفاجرات اللواتي طاشتْ بهنّ الأحلام، فسقطن بوحل الرذيلة والسفور ، فتعرين من الخير، ووقعنَ في براثن الذئاب البشرية الجائعة :
أخيّةُ غرَّ سواك ِ الفجور فطاشتْ بوحل مخازي السفور
تعرّتْ من الخير بينَ الوحوش فكلبٌ عقورٌ، وذئبٌ جسورْ
وذكرها بنساء السلف الطاهرات خديجة، وفاطمة، وعائشة، وسميّة، وأسماء لتتخذ من سيرة الطهر عنواناً لحياتها، فقال :
حجابكِ عهدٌ على المكرمات بألا تضيعَ بوادي الهــــــــــــــوانْ
خديجةُ : أمكِ عــــــــــــــاشتْ به وعائشة الفضل نعمَ اللتانْ
وفاطمةُ الطهرِ بنت الرسول فلمْ لا تكون بهـــــذا الزمانْ
وحذّرها من الوقوع فريسةً عند عبيد اللذة، وصنائع اليهود، وأفراخ الماسونية، الذين دعوا إلى السفور والفجور والتعري والتبرج ، ليهدموا ركن الأخلاق ، والفضيلة ويعيثوا في الأرض فساداً ويدمروا ركن الأسرة المسلمة :
لك الفخر رغم ضلال الجناة عبيدِ اللذائذ أهل الحرامْ
دعاةِ السفورِ الذين ارتضوا بزورِ النهوض وخانوا الذمامْ
وعاشوا صنائعَ عندَ اليهود يُقادون بالنيّر بين الأنامْ
وأنبتها نباتاً حسناً :
وكتب شريف قاسم بعنوان ( وأنبتها نباتاً حسناً) تحدّث فيها عن تربية الفتاة المسلمة، في ظلال القرآن والنور والهدى، فقال :
أنبتَ الله الفتاةَ المؤمــــــــــــــــنة تستقي من كلّ فضلٍ أحسنه
فنمتْ بين المثاني، وزكتْ تألفُ النــــــــــــــــــــورَ، وتأتي موطنه
إلى أن يقول :
أنتِ يا ذاتَ الحجاب استرشدي واقنتي لله شوقاً واعبدي
واشمخي ميمـــــــــونةً لم ترقـــــــــــــــــــــــــــــد ِ غير ما فيه سموّ المقصدِ
واهجري يا أختنا من تعتدي
ونصح (ذات الحجاب) بالتعقل والرشاد، والقنوت لله والعبادة، وأن تفتخر بحجابها فهو رمز الطهر والعفاف، وشنّ هجوماً على الإباحيين الذين تخبطوا في أودية الشبهات والشهوات، فخسروا الدنيا والآخرة، وضلّوا، وتاهوا، فركضوا وراءَ تقليد الغرب :
الإباحيون ما زالوا حيــــــــــــارى لم يروا مــــــــــــــــن مكرهم إلا التبارا
تبعوا الغرب فساداً وانحدارا غيرَ أن الشرقَ لا يرضى الصغارا
كيفَ والإسلام غذّاه الفخارا
إن الله اصطفاك :
وفي قصيدته ( إن الله اصطفاك) خاطب المرأة المسلمة، وأشاد بصفاء سريرتها ، وعفتها ، وحجابها الذي هو عنوان رفعتها، ونصحها بألا تلتفت إلى الكلاب الضالة حيث يقول :
بصفاء سريرتك ازدانتْ أنوارُ العفّة بالقلب ِ
وتراءى نهجكِ قدسيّاً في أفق فياض ٍعذب ِ
وحجابك عن سفهٍ مخزٍ عنوانُ الرفعة ِفي الدرب ِ
ما ضرّك يابنتَ الإسلام عواءُ الكلب أو الذئب
رُدّي يا أختُ بوائقهم من نسج ِالإفك أو الريب ِ
فتجارتهم باءتْ فشلاً بتيار هواه من ربي
ويأمر المرأة المسلمة بالعودة إلى شريعة الله، ويحذرها من دسائس الأعداء ومكرهم وزيفهم، إنهم دعاة فتنة وخراب ودمار ولكلّ ما هو إيجابي بنّاء، يبني الأسرة ويشيد المجتمع :
عودي في عصر مثالبهم لشريعة ربٍّ توّاب ِ
وارقي يا أختُ بمنهجها فوقَ الأفّاك المرتابِ
لحجابكِ كادوا أو مكروا ببريق الزيفِ الكذّابِ
نسجوا للفتنة أردية ً ليستْ والله ِ بأثواب ِ
منوالُ صياغتها يحكي للفتنة ِ في هذا الباب ِ
حضارة الغاب :
وكتب الشاعر شريف قاسم قصيدة بعنوان ( فتقبلها ربّها بقبول حسن)، يقول فيها:
تقبلك الله في المــــــــــــــــــــــــــؤمنات قبولاً جميلاً لحسنِ الصفاتْ
فيا أختُ سيري بأسمى سبيل وردّي المآتمَ للفـــــــــــــــــــــــــــاجراتْ
وصوني حجابك رمزَ البغاة وكم من فتاة ٍ عراها انفلاتْ
وقعنَ وربّكِ صيدَ الذئـــــــــــاب بنابِ الحضارةِ والمفسدات ْ
شيراك وفتنة الحجاب :
يظهر التفاوت واضحاً في احترام غير المسلمين في البلاد الإسلامية، وبين التضييق على المسلمين في البلاد غير الإسلامية واضحاً ، وهذا برهان آخر على عظمة الشريعة واستعدادها لتقبل الآخرين، وحسبهم هذا التفاوت بيننا ..حتى في بلاد تدعي الحرية ..يقول الشاعر شريف قاسم موجهاً النداء إلى الرئيس الفرنسي شيراك الذي راح يمنع الحجاب، ويضيق على الأخوات المنقبات :
أين انتسابك ياشيراك للمثل ..؟ أم أن رأيك قد دافوه بالخطل ؟
وأين حرية في غربكم هتفت بها الحناجر باءت – ويك – بالفشل ؟
دوختمونا بأفكار وأنظمة زينتموها بما في الزيف من حُلل
ويسأل –شيراك – كيف عدل عن طريق الحرية إلى الاستبداد ومصادر أبسط أنواع الحرية ، حرية اللباس ، التي تندرج تحت الحريات الشخصية فالإنسان مهما كان دينه حر في مأكله وملبسه وعاداته وتقاليده ، بل إن الحجاب هو رمز إسلامي فأين الحرية الدينية يامن تدعون الديمقراطية والرقي والحضارة :
فكيف تذعن ياشيراك إذ طلبوا منك العدول لأمر غير معتدلِ
إذ جاء بالفطرة البيضاء صافية ً كما أراد لها الخلاق في الأزلِ
فأين ما تدعون اليوم من قيم ٍ وتضربون بها للناس من مثل ؟؟
بئست حضارتكم ضلت مراكبها عن الرقي ، وأخوتْ فوق مبتذلِ
تحريركم لنساء الأرض مابرحت يداه تخفي قبيح الشر في الملل ِ
وحذر الأمة من السير في طريق التحلل ، ومن الحداثة ، والحضارة الزائفة، وخبث الأعداء الذين لايريدون لهذه الأمة الخير :
أردتموها بسوق الفسق عاريةً لكلّ ذئب خسيس النفس أو ثمل ِ
إن الرقي الذي قد جاءنا عبثٌ منكم وخدعة ذي مكرٍ وذي حيل
تلقفته أيادينا فنكبتنا على يديه بدأناها على عجلِ
إن عاث بالأمم الفُجارُ وانشغلت بالموبقات وردّت دعوة الرسلِ
فقد أتاها عذاب لايغادرها وركنُ نهضتها قد آل للثكل ِ
خرابها في بلاد الغرب فتنتها بالمال والمرأة الحسناء والغزلِ
وبالتحلل من دين ومن خلقٍ ونيل ِ أوطارهم من دون ماخجلِ
نعوذُ بالله من أشرارهم أبداً ومن حداثة فسق في رؤى السفل ِ
فالشاعر شريف قاسم يضجُّ بالشكوى من استشراء داء السفور ، ويدعو الفتاة إلى ترك نباحهم ، والتزام منهج الله دون التفات إلى أصوات الشغب :
إن السفور قد استشرى بعالمنا ورامَ تأصيله الموتورُ ذو الدّخل ِ
أخزاهم الله لايرضى مشارعهم إلا السفيه الذي ماكان بالرجلِ
إن المروءة تأبى ما إليه دعوا وليس يقبل أهل الفضل من بدلِ
فدعْ أذاهم – أخا الإسلام – قد فضحت دعوى الرقي حنايا المكر والدّجل
تكادُ لما خوت إذا أفلست حججٌ تقولُ : يا دعوة التحرير فاستفلي
ياحلّة المجدِ ، ياصنو الحجاب ذري عواءهم شوبَ ذي حقدٍ وذي خبلٍ
في نصرة الحجاب الإسلامي :
كتب شريف قاسم قصيدة رائعة يقول فيها :
أذهلتهم مآثر القرآن وتعاليمُ شرعة الرحمن ِ
والمزياتُ للحجاب استنارتْ في البريات بالسجايا الحسان ِ
فتياتٌ حجابهنّ اعتدادٌ برقي العقيدة الفينان ِ
وسموٍّ على الفساد كريم ٌ رغمَ ما في بلادهم من هوان ِ
قد رفض التحريرَ أضحى وبالاً في اختلاط ِ البناتِ بالخلاّن ِ
ويبين عظمة الإسلام الذي أنقذ الفتاة من وأد البنات، وعادات الجاهلية في التبرج والعري الذي يحول المرأة إلى سلعة تباعُ وتشرى في سوق النخاسة :
كان وأدُ البنات فعلةَ سوءٍ قد تساوي عبادة َالأوثان ِ
وعريُّ النساء في زمن العُهر كوأد البنات منذُ زمان ِ
ونداءٌ إلى الفاحش يدعو باسم زيف النهوض والعمران ِ
خسئ الغربُ لم يجنّد للحرب علينا من شرّه العُريان ِ
إنه الغزو والفسوق وبالتبشير حيناً ، وبالقنا والقيان ِ
ويسأل الغرب عن حرية الأديان ، والعدل الذي زعموه ، فيقول :
أين حرية لديهم أقامتْ سوقَ عدلٍ لسائر الأديان ِ؟
كذبوا – والله العظيم – فهذا محضُ زورٍ قد صيغَ في إتقان ِ
وتناسوا أن الحجابَ امتثالٌ لفروضٍ في محكم ِ القرآن ِ
هؤلاء النساء هيهاتَ يذعنَّ لصوت النكران والبهتان ِ
وسواهنَّ في العراء عرايا كاسياتٌ بالفاضح المجّان ِ
ويخاطب فرنسا عاصمة العطور التي ضاقت بالحجاب الإسلامي ، فكانت دعوة شيراك خطوة في طريق العهر الذي خطّه المستشرقون شاتيليه وأضرابه من قبل ، حيث بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أعظم :
يافرنسا ويا جناة ًأضاعوا حقَّ كلّ النساءِ بالبطلان ِ
لم تصونوا – تباً لكم – من عهود ٍ ما تعدّت مقولة في اللسان ِ
قد كذبتم على الحقيقة مرّات ٍ ولذتم باللفّ والدوران ِ
وجهُ تاريخ غربكم وجهُ قبح ٍ يتلوّى بالحقد والأضغان ِ
ما أتانا به المهذّب شيراك قديم في معجم الطغيان ِ
حيث شاتلييه المبشّرُ أغرى ببلاد الإسلام أهلَ الهوان ِ
هكذا جاءت الحضارةُ غزواً مستميتاً على حمى القرآن ِ
ووددتم لولا الأباةُ تنادوا أن تردّونا عن هدى الرحمن ِ
ويخاطب المحجبات ويطلبُ منهن الاعتصام بحبل الله والعروة الوثقى ، فالحجاب هو نهضة الأمة :
فتياتُ الحجاب عشنَ كريماتٍ فنورُ الخحاب عالي الشان ِ
وتسابقنَ فيه معتصمات ٍ بالسجايا على المسار الهاني
في ارتداء الحجاب نهضة شعبٍ قد تردّى في الغيّ والخذلانِ
فارتقاء الأخلاق والقيم العليا منوطٌ بالتّوب والغفران ِ
ويرجو الشاعر شريف قاسم من الأمة أن تصحو ويدعو الفتاة إلى حياة الحجاب والعفاف والطهر ، فيقول :
عالمٌ حائرٌ بغير دليلٍ في خواء ٍ بنوه كالقطعان ِ
فعسى الله أن يجدّدَ فيه نفحات التنزيلِ والعنفوان ِ
ليردّ الحجابُ من تُهنَ عنها من وبال انفلاتهنَّ الجاني
وتعودَ القلوبُ بالطهرِ تحيا قائلاتٍ للغي : لن تلقاني
لكنها قيم الحجاب :
شن الرئيس التونسي المقبور الحبيب بورقيبة حرباً شعواء على التيار الإسلامي في تونس ، وتجاوزَ في حربه تلك كلّ الخطوط الحمراء، فأمر بالإفطار في رمضان لزيادة الانتاج والدخل القومي ، ومنع تعدد الزوجات وحرّم الحجاب وسجن أصحاب اللحى ، واضطهد حركة النهضة وشرّد رجالها ، وحكم على الداعية راشد الغنوشي بالإعدام فسجن واعتقل في أيام معدودة أربعين ألفاً من الدعاة والنخبة ، هذه السياسات الطائشة أثارت مشاعر السخط والغضب لدى شريف حاج قاسم فكتب قصيدة بعنوان : لكنها قيم الحجاب :
ألتونس الإسلام في ذا الحين حربٌ على الإسلام ذاتُ فنونِ
ولتونس الخضراء ياويح الجفا هذا اليبابُ بربعها الميمون ِ
أبركن دار الفاتحين شبابُها ما بين تشريدٍ لهم وسجونِ
ما لليالي لاترى أقمارها ؟ والفجرُ ..ما للفجر غير مبين ِ!!
وانغمس الحبيبة بورقيبة في حمأة الشهوات، ورتعت خيوله في الخطايا والهوى ، وتفلّت من القيم والأخلاق ، وأراد أن يحمل شعبه على الخنا والفجور :
إبليسُ أعلنَ حربه فتسعّرتْ ناراً على قيم الهدى والدين ِ
وطغاته من أهل جلدتنا أبوا إلا ركوبَ حماره الموهون ِ
راموا النهوض بثوب شهوتهم كما نادى الرجيمُ لطمس طهر الطين ِ
فتراهمُ بين الخطايا والهوى يتعثرون أذلّة ً ليمين ِ
ولئن خوتْ بالزيف أنفسهم به مالوا حيارى لليسار الدّون ِ
متفلتين كما البهائم في الفلا من غير آداب ولا قانون ِ
عادوا الحجاب سفاهة ًونذالة ً الله ..ياتلك العدواة هوني
هوني فمن عادى الحجاب فإنه يدعو إلى فحش ونهج مجون ِ
قيمُ العفاف ثمينةٌ أحجارها مكنونة ٌكاللؤلؤ المكنون ِ
وصور الهجوم على قيم الحجاب وشراسته ، واشتراك الساسة الكبار والأقزام في تلك الحرب الطاحنة التي تهدف إلى سجن الفضيلة والعفاف ، فقال :
قالوا : الحجاب !! وكم تقوّل فاسقٌ إذ أخرجَ الآنكى من المدفون ِ
واستجلبوا الرأي السقيمَ، وجاهروا بالسوء والريب البغيض الدّون ِ
مذ حاربوا مثل السمو بأمة ٍ قالت لهم : أهل َ الضلال دعوني
لستم بنيَّ فقد جلبتم ويلكم جمراً ، فعصفُ أواره يكويني
وخذلتم العزم العصيَّ على الهوى لما رضيتم بالهوى الملعون ِ
بورقيبة قرين الشهوات :
ويتابع الشاعر فضح الرئيس الملحد بورقيبة الذي عرف بلياليه الحمراء ، وتسلط زوجته وسيلة على أجهزة الدولة ، وتولي شقيق زوجته الجيش ونفوذ العائلة ونهب أموال الناس ، ومحاربة قيم الإسلام ، والحجاب جزء منها :
قال الحجاب ُ!! ولم يعبْ نزواته إذ عاشَ للنزوات خيرَ قرين ِ
وجماحه في نيل كلّ دناءة ٍ رث الخصال كمظهر المجنون
أغرى هواه النفسَ حتى تكالبتْ حول امتهان سموها المأمون ِ
يغدو ككلب الصيد يركضُ لاهثاً في ثوب إنسان ٍهناك حرون ِ
ليعيد قولَ الكافرين حقارة ً ويردّ رفعة شرعنا الميمون
يابائع النهج القويم بمتعة ٍ قد عشتَ غير مكرّم وأمين ِ
ويعلي من تلك القيمة الغالية فالحجاب رمز إسلامي مقدس وفريضة ربانية ووسام مجد :
قال : الحجابُ !! فقلتُ : في عليائه فضحَ السفورُ بزيفه المأفون ِ
إن الحجاب وسامُ مجد ٍ لم يزلْ يُنمى لأهل الفضل في علّين ِ
أتريده عيشاً ينغصه الخنا وتعيثُ فيه حضارة التعدين ِ
فتباً وسحقاً لحكام أغرقوا شعوبهم بالشهوات، وتاجروا بكرامة الأمة ، وقمعوا الحريات ، وأذلوا البلاد والعبادَ ، فكان لهم شاعرنا المسلم شريف حاج قاسم بالمرصاد وفضح طويتهم ، ونشر غسيلهم الوسخ ، وحذر المسلمين من الجري وراء الغرب والشرق فنحن أمة الخلود لا نرضى أن نكون أذناباً لأحد ...
حفظ الله أمتنا ...من كل مكروه وحفظ لنا الشاعر الإسلامي شريف حاج قاسم لأنه أدرك رسالة الشعر ، ونهض بالواجب .....ويكفيه فخراً أنه شاعر الإسلام في بلاد الشام
وسوم: العدد 650