حكاية الشاطر والمشطور وبينهما طازج..
شاعت بين الناس في الستينيات من القرن الماضي عبارة " شاطر ومشطور وبينهما طازج" تهكمًا على مجمع اللغة العربية في القاهرة وتندرًا على ترجمته لكلمة "سندويتش". يبدو أن المجمع أقر كلمة "شطيرة" إذ نسب الناقد رجاء النقاش في كتابه "هل تنتحر اللغة العربية" إلى الأديب محمود عباس العقاد قوله: "وقد شاع في وقت من الأوقات أن المجمع يترجم كلمة السندويتش بالشاطر والمشطور وبينهما طازج، ولو شاع هذا عن دار للمجانين، لوجب على السامع أن يتردد فيه، وإنما اقترح المجمع كلمة "الشطيرة" وهي ترجمة حسنة جدًّا للكلمة الأجنبية "سندويتش" التي لا يزيد معناها على اسم رجل كان يأكل هذه "الشطيرة" من الطعام بين حين وحين".
وذكر الكاتب الكبير أنيس منصور أن عبارة "شاطر ومشطور وبينهما طازج" أطلقها الشاعر كامل الشناوي. يقول أنيس في مقالة له بعنوان "الشاطر والمشطور والقهوشية" على موقع جريدة الشرق الأوسط: " أشهر ما نسب إلى المجمع اللغوي ما ابتدعه الشاعر كامل الشناوي عندما أراد أن يعرف السندويتش فقال: شاطر ومشطور وبينهما طازج، وانتشرت هذه العبارة على أنها من إبداعات المجمع اللغوي مما أضحك الناس عليه".
ما ورد في المعجم الوسيط هو "الشطيرة" بمعنى خبزة تشق ويوضع فيها الغموس أو الإدام، وجمعها شطائر، وكتب بجوارها أنها "محدثة" أي أنها من مستحدثات العصر الحديث. ولكن الباحث عبد السلام محمد هارون يبرهن معتمدًا على خبر أورده محمد بن جرير الطبري في حوادث سنة 170 هجرية " أن الشطائر صنعها العرب قديمًا، وليست أمرًا مستحدثًا حتى يلصق بالمجمع أنه حار في هذه التسمية وجعلها شاطر ومشطور وبينهما طازج على حدّ ما كانوا يتندرون به إسرافًا".
وقد وجدت في معجم المعاني، كذلك، المشطور: من الخبز يُوضع في وسطه لحم وإدام ونحوهما، وهو ما يُعرف في أوروبا بالسندويش.
أما مجمع اللغة العبرية فقد أقر كلمة כריך بمعنى الإضمامة أو الحزمة.
وفي اللغتين ما زال الناس يستعملون كلمة سندويتش סנדוויץ من الكلمة الإنكليزية sandwich، وهي اسم علم.
وسوم: العدد 812