وقفة مع اللغة: في فضاء الشرق...
طوبى لكم في فضاء الشرق
كلمة طُوبى على وزن فُعلى وأصلها طُيْبى، قلبت الياء واواً لوقوعها ساكنة بعد ضم. ولها معان كثيرة نذكر منها: الحسنى، الخير الدائم، الغبطة، السعادة، العيش الطيب، والمنزلة والمكانة والجنة وقيل شجرة في الجنة. وقد وردت الكلمة في القرآن الكريم في سورة الرعد الآية 29: (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)، وفي بعض كتب الحديث.
تعددت الآراء حول أصل هذه الكلمة فمن قائل إنها حبشية بمعنى الجنة، ومن قائل إنها هندية بمعنى البستان، ومن قائل إنها آراميةTab بمعنى الخير والسعادة، ومن قائل إنها عبرية טוב بمعنى حسن. وهذا يدل على أن الكلمة كانت منتشرة لدى الساميين القدماء وغيرهم من الشعوب التي سكنت في العصور الغابرة في ربوع الشرق. وهي في العربية مشتقة من الفعل طاب يطيب، والتطويبات هي تسع عبارات قالها السيد المسيح وكل واحدة منها تبدأ بكلمة طوبى.
نقول طوبى لك/ طوباك: لك الحظ والخير والعيش الطيب والنعمى والحسنى؛ وطوبى لكم: كونوا سعداء جداً.
وفي فلسطين في سهل الحولة توجد قرية عربية اسمها طوبا (طوبى) ومعناه البلد الطيّب والحسن، والقرى والمدن المسماة بطيبة كثيرة في فلسطين وشرق الأردن وسورية.
في السانح والبارح
اعتادوا في الجاهلية إذا أرادوا سفرًا أن يرموا الطير بالحصى، فإن طار نحو اليسار ألغوا سفرهم، وإن طار نحو اليمين وهبط مضوا في سفرهم.
وكانوا يسمون الطائر الذي يطير نحو اليسار البارح، والطائر الذي يطير نحو اليمين السانح.
وفي العبرية البارح من בורח، والسانح من צונח.
وكانت العرب تتيمن بالسانح وتتشاءم بالبارح،
ومن أمثالهم : " من لي بالسانح بعد البارح" أي: بالخير بعد الشر.
وقد فعلوا ذلك في كل ما يعترض طريقهم.
وفي اللغة سنحت له الفرصة فاغتنمها. أي عرضت له الفرصة فاستغلها.
في المشمش
تعبير يستخدم في الإشارة إلى المماطلة في عمل معين، أو استحالة تنفيذه.
قالوا: المشمش فاكهة تنضج في مدة قصيرة، لذا فإن عبارة في المشمش تعني الأمر مستحيل.
ربما تستغربون أن هذا التفسير غير منطقي.
من لديه معرفة بحساب الجُمّل يدرك جيدًا أن "في المشمش" مرتبط بوفاة أحد سلاطين المماليك في مصر:
وعليه يكون معنى عبارة "في المشمش" مستحيل أن أفعل ذلك حتى ولو مت.
وسوم: العدد 748