مقدسيات فهمي الكالوتي
صدر ديوان "المقدسيات –ثريا-" للشاعر المقدسي فهمي سعيد الكالوتي. يقع الدّيوان الصادر عام 2015 عن دار فضاءات في عمّان في 214 صفحة من الحجم المتوسّط.
من يقرأ هذا الدّيوان بعناية سيجد نفسه أمام شاعر ذي موهبة شعريّة، لكنّه مقلّ، ويبدو أنّه لا يعطي الشّعر ما يستحقه من عناية، كما أنّه كما يبدو مقلّ في الاطلاع على الشّعر الحديث. ومع ذلك فقد قدّم لنا ديوانا يستحق القراءة.
والشّاعر ابن مدينة القدس، لا تغيب هذه المدينة المقدّسة عن ذاكرته، شأنه كشأن بقيّة أبناء هذه المدينة التي تسكنهم كما يسكنونها، لذا فإنّ الباب الأوّل من ديوانه "ثريّا" جاءت قصائده عن القدس. يقول في قصيدة ديوانه الأولى "صباح القدس"
صباح القدس يا خير....صباحا بالنّدى زَهّر
وفي قصيدة "باشا" ص 55 يقول:
القدس أعلى من بنيها مهجة....بعيونها سكنوا نوى ورِماشا
من معاني نوى الإقامة والدّار، وكأنّي بالشّاعر هنا يقول "القدس في العيون"
ونقول: رَمِشَتْ عينه ـَ رَمَشًا: احمرّت أجفانها وتفتّلت أهدابها مع ماء يسيل. ويُقال: رمش فلان. فهو أرمش، وهي رمشاء." لكنني لم أجد أصلا لغويّا لرِماش".
وفي الباب الثاني من الديوان الذي سمّاه الشّاعر "المجموعة الثّانية، عروبة" يستذكر شاعرنا شيئا من تاريخ وثقافة العرب، فيستذكر "حرب البسوس" وكيف اقتتلت قبيلتا تغلب وبكر أربعين عاما بسبب ناقة! وكأنّي به يقول بأن تاريخ العربان في الاقتتال يعيد نفسه، وهذا ما جرى ويجري في أكثر من بلد عربي مثل: سوريا، العراق، ليبيا، اليمن وغيرها، يقول في قصيدة "حرب البسوس" ص 65 ساخرا:
جرّد سيوفك يا مهلهل شاهره....واغدر بأهلك في السّنين الغادرة
واركب جهالتك القديمة لم تزل...حرب البسوس على حمانا دائره
ويبدي الشّاعر امتعاضه من الاقتتال بين العربان فيقول:
وجع بحسّ القلب يدمي عاشقا....لنقيّة تُرمى بحرب عاهرة
وفي قصيدته "رسالة إلى بغداد" ص109، يبدي الشّاعر لوعته على احتلال بغداد عام 2003 وتدمير العراق العظيم وقتل وتشريد شعبه فيقول:
من استرضى خيول الروم تمخر في دماء الأهل للرّكب
وفي الباب الثّالث من الدّيوان "المجموعة الثّالثة، رحلة" وقد خصّصه الشّاعر للغزل، ويبدو أنّ غزله بالمرأة من جانب واحد، يقول في قصيدة "فريده" ص 133:
منذ التقينا لم أزل أنا عاشق...وهي التي في دلّها تتمتّع
وأنا المحدّث ملء عيني حسنها...وهي التي شزرا إليّ تسمع
يكاد الدّيوان يخلو من الصّور الشعريّة التي تدهش القارئ، كما أنّه لم يخل من الأخطاء النّحويّة والاملائيّة.
وسوم: العدد 748