كلمات للحبيب الطنطاوي
إلى الأخ الحبيب عبد الله الطنطاوي الأديب الاريب :
أديب الشهباء دون منافس
يامن كتبت عن الشيخ حسن البنا والشيخ مصطفى السباعي
والشهيد سيد قطب
وكتبت عن الهضيبي والمودوي ومحمد الحامد
وعن الأستاذ محمد المبارك والقائد الشهيد مروان حديد
وكتبت عن اللواء الركن محمود شيت خطاب وجمعت أعمال الشاعر وليد الأعظمي
يامن تحدثت عن نجوم الإسلام في أربعة مجلدات
أنت أيها الحبيب تقف بين عالمين كبيرين راغب الطباخ في كتابه أعلام النبلاء وابن العديم في كتابه زبدة الحلب في تاريخ حلب
قم أيها العزيز فالساحة بحاجة إليك كفى دلالا
إن علو الهمة من الإيمان .
اترك يارئيس رابطة أدباء الشام اترك السرير الأبيض وأمسك القلم الأحمر والأزرق
حدثنا عن زملاء الدراسة
حدثنا عن بلدك حلب عن ثانوية المأمون وهي من مآثر السلطان العثماني عبد الحميد
حدثنا عن المجاهدين الأبرار والشهداء الذين سقطوا برصاص فرنسا في آخر شارع اسكندرون وصورهم معلقة في الدور الثاني في ثانوية المأمون وهم من دعاة الإسلام مثلك خريجوا مدرسة جمعية البر ومكارم الأخلاق
حدثنا عن تاريخ اعتقالك وماذا دار بينك وبين حكمت الشهابي في السجن أثناء التحقيق اكتب ذلك للأجيال حياك الله .
عد أيها الحبيب فقلمك كرمح عنترة وسيفه
وسيفي في الهيجا كان طبيبا
يداوي رأس من يشكو الصداعا
تأوه شاعر فقال :
واها لسلمى ثم واها واها
وأنا أنا لا أرضى الضعافا
ساحة المجد بحاجة إليك أيها الحبيب
وجيوش البغي مشرعة رماحها وسلت سيوفها وتقول :
هل بالطلول لسائل رد
أم هل لها بتكلم عهد
أما أنا فأقول لك :
أراني عصي الدمع شيمتي الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر .
احذف أيها الحبيب كلمة الهوى وضع كلمة ( الدعوة )
ولاتقل :
معللتي بالوصل والموت دونه
إذا مت ظمانا فلا نزل القطر
ولكن قل :
فلا هطلت علي ولا بأرضي سحائب تنتظم البلادا
قم ناج جلّق وأنشد رسم من بانوا
وقل معي :
سلام من صَبا بردى أرقّ
ودمع لا يُكَفكف يادمشق
وبي مما رمتك به الليالي
جراحات لها في القلب عمق .
في زنزانة المزة قرأت عبارة : ( فرجك ياقدير )
وكان الفرج ولساني يردد
( رب بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيرا للمجرمين )
يسقط القنوط
وعاش من قال :
ولاتحسبن المجد زقا وقينة
فما المجد إلا السيف والفتكة البِكرُ
وتضريب أعناق الملوك وهامها
لك الهبوات السود والعسكر المجر
أخي الحبيب قلتُ مرة ومني إليك :
أنا إن عشتُ لستُ أعدم قوتاً
وإن متُ لستُ أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسي
نفس حرّ ترى المذلة كفرا
أخي الحبيب :
إن الصراخ في وجه الظالمين عبادة ، والسكوت عنهم خنوع وذلة .
يا دعاة الإسلام لابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
ردووا :
إذا لم يكن من الموت بد
فمن العار أن تموت جبانا
ياعزيز القوم أين أنت اليوم ؟
تحامل على نفسك واحمل اللواء
عظمينا جعفر رضي الله عنه بعد أن قطعت يداه احتضن الراية المحمدية وهو يقول وعجلت إليك ربي لترضى
حياك الله أيها الأديب الأريب ياصاحب برنامج أديب من بلدي من إذاعة حلب ومسؤول ومعد البرامج في إذاعة بغداد
يارئيس رابطة الوعي الإسلامي في حلب مع الشاعر محمد منلا غزيل رحمه الله
أدبك بلسم للجراح وفيه غذاء للروح ياشقيق الروح لك تحياتي وتقديري
واسلم لمن يحبك .
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 804