أمِنَ المنونِ وريبها نتهيَّبُ= والموتُ حتمٌ لا مناصَ، ومشربُ؟!
مَن كَانَ يخشى حَيْنَه وَيَخَافُهُ= إنَّ الرَّدَى عندَ الرجَالِ لَمَطلبُ
فالحَيْنُ حتمٌ سوف نلقاهُ غداً = فعلامَ من حتمٍ لِزَامٍ نهربُ
كأْسُ الحِمَامِ لكلِّ مَرْءٍ منهَلٌ= والموتُ إمَّا في الإلهِ فيعذُبُ
وإذا المنيَّةُ أنشبتْ أظفارها = ألفيتَ كلَّ تميمةٍ تتهرَّبُ
فالحِبُّ أحمدُ منه أُشربَ نهلةً = وكذلكمْ صحبٌ ومنْ يتقرَّبُ
لا تجزعنَّ من الحِمَامِ وبأسِهِ=فالموتُ جسرٌ للنعيمِ يقرِّبُ
وهناكَ ثَمَّ مقامةٌ، وهناءَةٌ = وهناكَ ثَمَّ نعيمُ عدْنٍ يُطلبُ
وهناكَ أحمدُ والصِّحَابُ وثُلَّةٌ= والسابقون الأولونَ الأحسبُ
وشفاعَةٌ من عندِ أحمدَ تُرتَجَى= والحوضُ مورد من بغى، يُستعذَبُ
من ذا يبدِّلُ بالدنايا جنَّةُ=فهو الأريبُ الناسكُ المتقرِّبُ
في جنَّةٍ الزعفرانُ مِلاطُهَا = والحورُ عِيْنٌ للحبيبِ تقرَّبُ
أنهارُهَا عسلٌ مصفَّىً شِربةً = والخمرُ لا عقلاً يضرُ؛ فيذهبُ
والماءُ سلسالٌ نميرٌ عذبةٌ =ويطوفُ غِلمانٌ عليهم نوَّبُ
لكنَّ ( تيسيراً ) وقد أودى ولا = رؤيا وداعٍ للقوبِ تُطيِّبُ
زرَعَ الغداةَ الحزنَ في أكبادِنَا =وقلوبُنَا مِنْ فرطِ وَجْدٍ تندبُ
والوجدُ مشروعٌ بملَّةِ أحمدٍ=ما دامَ لا يلغي العقولَ ويُخْرِبُ
فاللؤلؤُ المكنونُ سالَ بحرقَةٍ = منهُ فروحُ الإبنِ كانتْ تغربُ
حينَ الغداةَ نعَى النعيُّ وليدَهُ= فإذا التواجدُ سنَّةٌ وتحبُّبُ
يا سيدي أنت الملاذُ بكربِنَا = =علَّمْتَنَا كيفَ الدموعُ تصبَّبُ
لكنَّ حزنَكَ يا مُحَمَّدُ عاقلٌ = والعقلُ يحكُمُ حزنَنَا ويهذِّبُ
لا بدَّ من موتٍ قريبٍ فانتظرْ = حَيْنَاً بشرقٍ أو شموسٍ تغربُ
ولَتَأتينَّ عليكَ يومٌ شِربَةٌ = فيها الحِمَامُ لكلِّ نفسٍ يغلبُ
فتجلَّدَنْ للموتِ حينَ تُراعُهُ=فاللهُ من حبلٍ إليكَ الأَقربُ
الموتُ شِرعةُ من حيواْ في أرضِنَا = مهما الأناسيْ في النعيمِ تقلَّبوا
منها خُلقْنَا للماتِ بموعدٍ =ولها نُعادُ وكلُّ حَيْنٍ يُكربُ
منها سنُخرجُ للحسابِ بكرَّةٍ = أخرى تروعُ قلوبَنَا وتغرِّبُ
لكنَّ من صَبَرَ الغداةَ مؤمَّلٌ = بالأجرِ ممَّن خيرُهُ لا ينضُبُ
ممَّا تصبَّرَ في السَّقامِ فآتِهِ= الحسنى و ثَّمَ زيادة هي مطلبُ
فالدهرُ لا يبقي على حَدَثَانِهِ = من كانَ يثبتُ أو جباناً يهربُ
ممَّا تصبَّرَ في السَّقامِ وشكرَهُ = إجعلهُ ممَّنْ لا يضلُّ ويُحجبُ
وارزقه يا منْ لا يضلُّ ولا يني = كِفلينِ من رحماتِ عفوِكَ تُعذبُ
وأجرْ عُبيدَكَ يا إلهي مِنْ لظىً = يا من إليكَ بأمرِنَا نتقلَّبُ