الشاعر الأديب الداعية سليم عبد القادر في ذمة الله

أنعي أخي وشقيق روحي وصديقي ...

الشاعر المبدع الرقيق سليم عبد القادر زنجير ..

أنعاه إلى أطفال العرب وإلى ثوار الشام وإلى اللحن العذب وإلى الكلمات المضئيات بهمس ..

أنعاه إلى العقول الواعية والقلوب المحبة والأسماع تلذ أطيب الحديث ..

عاش هادئا ورحل هادئا لم يسافر إلى كندا تشهى رشفتين من العاصي ومن بردى فقط وكل هذا العالم لم يساعده على تحقيق حلم شاعر في أن يعيش بل أن يموت على أرض وطنه ..

رحل أبو الخير تاركا إرثا من الخير يهدي أطفال الأمة إلى المكارم والمعالي وأجيالا من الأطفال تطوف حول كلمات أناشيده التي انطلقت في كل بيت وعلى كل لسان .

رحمك الله أخي أبا الخير وغفر ذنبك وتقبل منك صالح ما عملت .

أتذكر أخي أبا الخير يحكي لي كيف مرّ من بين يدي فايز النوري ، وأستعيد كلماته يرى ما لا نرى فيقرأ في - ما لاترونه - بإنسانية شفافة مشاعر المحقق والسجان والجلاد ويتعاطف معهم فيراهم في المحنة الحقيقية ويرى نفسه وهو السجين المعذب في العافية . من أراد أن يتعرف على النفوس الكبيرة فهذه نفس كبير وعظيم تفد اليوم على الله ..

أخي أبا الخير هي روح وريحان وجنة نعيم إن شاء الله . إنها الوفادة على محمد - بإذن الله - الذي أحببت والمرء مع من أحب . أذكرك تقول لي أنك تريد أن تجعل الهدي النبوي طبعا وسجية في قلب طفل بقصيدة جميلة لا تقول فيها هذا سنة وهذا فرض .

إلى أسرة الفقيد إلى أخي وصديقي عبد الله شقيق الفقيد إلى فخري سليم نجل الفقيد وإخوانه وأخواته ووالدته أحر مشاعر العزاء ..

إلى مؤسسة سنا التي كان الفقيد سناها وإلى العاملين فيها التعازي الأخوية سائلا المولى أن يعوض المسلمين في مصيبتهم خيرا ..

إلى إخوان الفقيد في جماعة الإخوان المسلمين إلى الركب الذي ما أصابه تعب ولا وصب ولا أقعدته يوما وعورة طريق ، فقدتم اليوم أخا عزيزا لم يقعد عن حمل الأمانة إلا حين اشتد عليه كرب المرض آثر أن يمضي واقفا وظل واقفا وما اكثر ما كان يردد : لولا الخوف على الثغرة لكان للإنسان الفرد شأن آخر ..

إلى إخوان الفقيد أعزيكم أو تعزونني فسبيل الموت غاية كل حق . فاستوصوا بإخوّتكم خيرا وعظم الله أجرنا جميعا بأخينا سليم ورفعه في عليين ..

اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله ..

وإن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك يا أبا الخير لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا : إنا لله وإنا إليه راجعون ..