معلمتي
معلمتي
عائشة ديب
هذه قصيدة كتبتها في معلمتي (مريم شمسان)وكانت أحب وأعظم مثل لي في المرحلة الثانوية
ثم شاء الله أن تترك المدرسة .. كانت قطعة من قلبي وفارقته.. وكانت هذه القصيدة،
ومن حسن حظي أنها قرأتها قبل فراقها الحياة بفترة قصيرة فعجبتْ كل العجب منها وأكبرتْها
فقد كنت أنا أيضا من أحب طالباتها إليها وأقواهن لغة، ثم لم أرها بعد ذلك حتى انتقلت للدار الآخرة منذ عدة سنوات رحمها الله
أصابني الهم من ذكراك سيدتي
لو تعلمين فأنت اليوم مأساتي
ماعدتُ أنساكِ ، كنتِ الأمس أغنيتي
وخبّأ الحزن من آثار نغماتي
فأصبحت ذكرياتي كلها ألماً
لما تزل تكتوي منها جراحاتي
ماتت بعاصفتي الهوجا نداءاتي
ولن تموت مدى الأيام أهاتي
سرٌّ أنا ، وحكاياتي مؤرقةٌ
أبكت عيوني وأنستني ابتساماتي
لم يبقَ إلا حروفٌ كنتُ أرسمها
ضلّت حروفي وضاقات بي خيالاتي
قد مُزّقتْ صفحاتي بعدما كتبت
ومزقت بعدها أحلى حكاياتي
أصابني الهم من ذكراك سيدتي
خلّي سبيلي وكفي عن مناداتي
من لي بطبّ قلوب لا دواء لها
تاه الطبيب بدائي عن مداواتي
فصار عندي عاهات أُصبت بها
ليست بداء ولكن أنت عاهاتي
أصابني الهمّ من ذكراكِ ، لا عجبٌ
أن أستهمّ وأن تروى حكاياتي
في كل ناحية منها مغامرةٌ
وكلها تنتهي باسم المعاناةِ
ذواقة المر، صرت اليوم أدمنه
وأتقن الحزن في كل المجالات
إن كنتِ لم تعرفي مني معاتبةً
فهاكِ من يومنا هذا عتاباتي
من أجل أن كنت لا ترعين لي ألماً
ولا تحسين بالأشواق في ذاتي