عام على رحيل القائد والمفكر داعس ابوكشك
غازي أبو كشك
عدد الإعلامي غازي أبو كشك مناقب القائد والمفكر القومي داعس أبو كشك في ذكرى مرور عام على رحيله ، مؤكداً أنه علماً من أعلام ثورة الثقافة والعلم، وأضاف أبو كشك: أيها الأخ والصديق أيها القائد والمعلم والتربوي والمناضل داعس أبو كشك.. نحن اليوم نقف إعلاميين وأدباء وباحثين ومثقفين وأصدقاء للثقافة والعلم والأدب في ذكرى مرور عام لراحل عنا، وهذا الحزن سيد اللحظة، لنعبر عن ألمنا بفقدان أديب من أدباء الوطن، ومؤسس من مؤسسي ثورة الثقافة والعلم، يوم لم تكن نابلس التي أحبتك وأحببتها سوى مدينة صغيرة وضائعة على ضفة بحر يافا وضفة نهر الأردن. وأشار الإعلامي غازي أبو كشك إلى أن الراحل داعس ابوكشك حمل هم الوطن والكتابة والكتاب، والناس الفقراء الذين ينتمي إليهم، فاستطاع بحسه ووجدانه ونزوعه نحو الخير أن ينقل همومهم، ويقارب أحلامهم و آلامهم، مؤكداً بأن أعماله ستظل علامة حية تؤرخ لمرحلة من مراحل تطورنا، لأمة تضاف إلى إرثنا الأدبي والتاريخي، ومنارة للأجيال الأدبية القادمة. وأضاف: أيها الصديق الحاضر في الذاكرة أبدا ما عساي أقول في ذكرى رحيلك، و قد أخذت الرعشة تصيبني، والقوة تعوزني، وأنا أذكر رحيلك على جناح الصمت و الحزن، و أصداء الشهقات المحترقة على الشفاه التي تردد تاريخ فراقك، أيها الراحل على جناح الغياب ستظل صورتك المخزونة بالصدق والمحبة والتفاني في العمل ترفرف فوق أشرعة القلوب النابضة بحسك المرهف . وأضاف الإعلامي غازي ابوكشك: إليك أيها الهادئ في جوف الثرى، يا من غسلت بصدق القول والفعل أرضنا المعذبة بالنفاق والخداع والخيانة .. آثرت أن تبتعد عن حياتنا بعد أن ازهرت الكتابة بفوح رياضك الممتلئة حيوية في دراساتك المتلألئة ببريق الرقة وجراحها، فاستطاع أخي أبو كمال أن يمد جسور التواصل والمحبة مع الأدباء في نابلس والقدس والناصرة وحيفا ورام الله، وفي المحافظات الأخرى الفلسطينية فكان رسولهم الفاعل في اتحاد الكتاب العرب، وأضاف: آمن أبو كمال في كل المجالات، و أكد ذلك فيما كتب، وفيما قال، و فيما عاش، وبهذه الروح النبيلة تعايش مع أقرانه، فكانت كتاباته هي خبزه الذي ما لحهم به، وحياته التي تقاسمها معهم، وبالمحبة ذاتها أضاء المكان معطياً يده للاحقين للتواصل مسيرة الإبداع، فكان متواضعاً وحميماً، وحفياً بنا، علمنا بأخوة، قربنا من قلبه، ودلنا على الطر يق أخي داعس أبو كشك الذي نازع الفكر بالفكر النيّر بعيدًا عن نزعة التعصب والتقليد الأعمى، ومناقشاً أساطين النظريات الفكرية بطروحاته العلمية السليمة وإفحامهم بأدلته القوية. وأضاف: أخي داعس أبو كشك كان فيلسوفاً ذا هم قومي، وهذا الهم كان يؤرقه دوما ًويقضّ مضجعه باستمرار وكان طويل التأمل والبحث حول مأساة شعبه الذي ينتمي إليه، كان دائم البحث دائم عن المغزى المعرفي للثقافة الفلسطينية وكان على تواصل منذ الصغر مع العديد من الكتاب والمثقفين أمثال الشاعر العربي الكبير سميح القاسم والدكتور أميل توما وسلمان ناطور وعفيف سالم ومحمود درويش والدكتور عبد اللطيف عقل والى آخره، استطاع المفكر القومي الفلسطيني داعس ابوكشك أن يمثل بكل إخلاص ضمير الشعب في تلك الحقبة التاريخية المهمة فيبقى المفكر القائد داعس ابوكشك في القلب وفي ذاكرة الأجيال كقصيدة خالدة بكل صفاء مآثر الأمة في صنع مجد الحاضر والمستقبل وبعد رحيله عنا قبل عام بكل هدوء مزهواً ًبشموخ ا لجبال، وبكرامة فارس بلا كبوة،حاملاً معه هموم قرنه الغابر، متأملا ًفي عيون الجيل الجديد فضاءً أوسع ، وتفاؤلا ً أكبر من فضاء التناحر والكوارث.. رحل عنا عملاق الفكر والأدب العربي والتراث الفلسطيني.