أبو عادل..
أبو عادل..
حسين مهنّا
(المرحوم أسعد كامل – ابن سُحماتا – سحماتا من قرى فلسطين المهجرة)
ذكرْتُكَ يا صديقي
يومَ لم يذْكُرْكَ أحبابٌ وخلاّنُ
فلا تَجْزَعْ إذا ضاقَتْ
وأنْتَ بِرَمْسِكَ المَغمورِ جُدرانُ
ولا تَخْشَ علينا لَعْنَةَ النِّسيانِ،
لا تَفْزَعْ
فَذِكْرى النَّكْبَةِ الكُبرى
على الأفواهِ ميراثٌ
وفي المُهَجَاتِ بُرْكانُ..
وهَلْ أنسى حديثَاً كانَ يَجْمَعُنا
وَوَعْدَاً مِنْكَ أنْ تأتي
إذا ما الصَّيفُ وافانا
لِتَاْخُذَني
الى بَيتٍ طَوَتْهُ الأرضُ وَانْدَثَرا
ولكِنْ في فُؤَادِكَ ظَلَّ يَعْلو
ثُمَّ يَعْلو.. طاوَلَ الشَّجَرا
وقُلْتَ:هُناكَ في بَلَدي
سَنَجْلِسُ تَحْتَ دالِيَةٍ
ونَقْطِفُ عَنْ جَدائِلِها
عَناقيدَاً مِنَ الذهَبِ.
وَتينَتُنا لها جِذْرٌ
عَميقُ في ثَرى وَطَني
وَفَرْعٌ طَيِّبُ الحَسَبِ
وَأثْمارٌ
إذا ما ذُقْتَها عادَتْ
إليكَ مَكارِمُ العَرَبِ
فَخُذْ مِنْ فَرْعِها غُصْناً
لِتَغْرِسَهُ وَتَذْكُرَني
وَتَذْكُرَ أنَّ سُحْماتا
مَدى الأيَّامِ مورِقَةٌ
وَصابِرَةٌ
على الأحْقادِ والنُّوَبِ
*****
وَجاءَ الصَّيفُ
مَرَّ الصَّيفُ...
لَمْ يأْتِ أبو عادِلْ
وَلَمْ نَذْهَبْ الى أطْلالِ قَرْيَتِهِ
وَلَمْ نَجْلِسْ على حَجَرٍ
مِنَ البيتِ الَّذي انْدَثَرا
وَلَمْ نَأْكُلْ وَلَو بَعْضَاً مِنَ التِّينِ
وَلَمْ نَقْطِفْ عَناقيدَاً مِنَ الذَّهَبِ
قَضى خِلِّي على حُلُمٍ يُراوِدُهُ
قَضى خِلّي...
وَظَلَّ طَريقُ عَوْدَتِهِ
لِقَرْيَتِهِ
سَرابَاً بينَ أرضِ الّلهِ وَالسُّحُبِ!!