أبتي الغالي
د. عبد الله الطنطاوي
[email protected]
عبير الطنطاوي كثيراً ما أجلس أتأمل نعم الله عز
وجل فأجدها لا حصر لها ولكني أجد أكبر نعمه عز وجل : الإسلام أولاً ـ ثم عطاياه
عز وجل ـ خاصة ـ أبتي ـ ذلك المناضل المكافح .. عاشق الله ورسوله ووطنه ..
والدي الذي أعرفه منذ أن فتحت عيني على الدنيا ذلك الحنون الرؤوف البلسم الشافي
.. الكريم المعطاء .. أتذكره في شبابه يسد شباب الأرض في عهده .. كانت صديقاتي
يسألنني لمَ أتكلف أجمل الكلام وأفضل العبارات وأنا أخاطب والدي الغالي فأقول
لهن : ـ والدكم ليس كوالدي .. فهو ينتقي العبارات الرائعة والألفاظ
الراقية ولا يقدر على جرح إنسان ولا إيذاء نملة حتى !! لذا فأنا أحاول أن أتحدث
بمستوى يرقى ولو بالقليل إلى مستواه الراق .. حين كتبت أختي ـ غرناطة الطنطاوي ـ
مقالها عن الغالي .. لم أتمالك نفسي من الدموع فهي ـ أي أختي ـ طبيبته التي يثق
بكلامها ونصائحها ـ ووجدتها تناديه وتتوسل إليه أن يهدأ قليلاً من روعه ويمسك
عواطفه فنحن وسوريا نريده ، ونريده عودته إلى وطنه بقوته وعنفوانه وحيويته ورقته ..
فأطفالي يتأملون العودة لحلب الحبيبة برفقة جدهم الحبيب يلعبوا معه ويضحكوا وإياه
في مراتع طفولة أمهم ومرحها مع والدها الحنون .. وجدت في ثنايا كلامها التوسل لهذا
الغالي أن ينام بضع ساعات ولو قليلة دون أن يبكي قلبه على أطفال سوريا ونساء سوريا
وشباب سوريا .. وأنا أتوسل إليه أن يخفف من جلوسه خلف مقعد العمل ويدع هذه العيون
الحنونة ترتاح قليلاً .. أشكرك أخيتي الغالية .. وأتمنى من
المولى أن ينصر ثورتنا ليرتاح شعبنا .. ويعيد والدنا إلى بيته في ـ الكرة الأرضية ـ
وهو قوي وشامخ ..