فرق أبي عن باقي الرجال

فرق زمزم عن باقي المياه

د. عبد الله الطنطاوي

[email protected]

غرناطة عبد الله الطنطاوي

[email protected]

أبتي..

يا أغلى من روحي..

يا من زرعت البسمة على وجهي ووجوه أطفالي

يا من قدمت لبلدك الحبيب سوريا جلّ وقتك وعمرك وحياتك

يا من جعلت القضية السورية هي القضية الأولى في حياتك

أراك تبكي على بلدك الغالي بكاء الأم الثكلى

كم يعزّ عليّ بكاؤك هذا يا غالي

رفقاً بنفسك يا حبيبي

لا أطيق رؤية دموعك هذه تنهمر على وجنتيك الوضّاءتين

يا ذا الجبين العالي.. سيبقى عالياً رغم جراح سوريا الغالية

كفكف دموعك يا غالي

فسوريا تنتظرك وتفتح ذراعيها لك بعد طول غياب

كم اعتصر قلبي ألماً وأنا أرى ضغطك في ارتفاع

والسكر عندك في ارتفاع أيضاً

حزنا وكمداً على أهل سوريا المكلومين

عندما كنت سجيناً عند الأب الفاجر حافظ، كنت تبكي على السجّانين بكاؤك على المسجونين

كنت تستصرخ بالجلادين أن يذبحوك ولا أن تصيب شوكة أحد أصدقاء العمر

كنت تبكي شهداء سوريا، وأخفيت دمعك عند موت والديك الغاليين يا غالي

سوريا تستصرخك أن تأتيها قوياً شامخاً متفائلاً كعادتك دائماً

سوريا تفخر بأولادها

ولكنها تفخر بك بشكل خاص

عشقك لسوريا يضاهي عشق قيس لليلى

لن أنسَ عندما كنت تدلّ أحد الضيوف على بيتك هنا في المغترب، وإذا بك تدلّه على بيتك هناك في حلب الشهباء عشقك القديم

لأنك هنا في الغربة منذ عقود خلت، وقلبك وعقلك هناك عند الشام.. وأهل الشام.. وتراب الشام.. وهواء الشام.. ومياه الشام..

طوبى للشام أبناؤها الأبرار بها

طوبى للشام شهداؤها الأطهار

طوبى للشام مجاهديها الأبطال

طوبى للشام نساؤها الماجدات

طوبى للشام أطفالها الصامدون

طوبى للشام ابنها البار بها عبدالله الطنطاوي

الذي لم ولن تنكسر رماحه لأجلك سوريااااااااااااااااااا