زهير سالم العقل (الإخواني الطليق)

زهير سالم

[email protected]

عبد الرزاق عيد

أخي العزيز وصديقي النبيل الذي لم أره منذ زمن الأستاذ زهير سالم المحترم ...تحية طيبة أيها الطيب النبيل ..

كم سررت لبيانك اليوم باسم جماعة الأخوان المسلمين في سوريا ، حول موضوع: قرار المجتمع الدولي بالتجديد لخطة المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان، واختيار السيد الأخضر الإبراهيمي خلفاً له ...ومن ثم استنكارك لمضي المجتمع الدولي بهذه المبادرة في ال...

طريق المسدود لهذه المبادرة التي ولدت ميتة ...ومن ثم إعلانك باسم الإخوان ، نظرتكم لموقف المجتمع الدولي بالتمسك بهذه المبادرة الميتة بوصفها تهرّباً عملياً من تحمل المسئولية السياسية والإنسانية، إزاء ما ينفذه بشار الأسد على الأرض السورية من حرب إبادة، وما يرتكبه من جرائم ضد الإنسانية تطال البنيان والإنسان ... وذلك لإعادة السيطرة على المجتمع السوري، الذي يبدو أن مشروع تحرّره يُقلقُ كلّ أدعياء الدفاع عن الحرية وعن حقوق الإنسان ..

حيث الكلّ يصطفّ عملياً وراء مشروع إلحاق المجتمع السوريّ، بدائرة نفوذ الوليّ الفقيه في طهران، الأمر الذي عبر عنه صراحة السيد (لافروف) وزير الخارجية الروسي. إذ أن كل السوريين يتساءلون ما هو الفارق العمليّ بين موقف الروس والإيرانيين !!

كما أنك أخي العزيز أستاذ زهير تتوجه في هذا السياق إلى السيد الأخضر الإبراهيمي ،قائلا : 

إنه ليعزّ علينا وأنت رجل من رجال الأمة، يُكنّ له الشعب السوري كلّ الاحترام والتقدير، أن تتحمل مسئولية هذه المهمة "القذرة" التي خرج سلفك من هذه " الكوميديا السوداء"، وضميره ينوء بدماء عشرة آلاف إنسان سوري،... إنكم إذ تقبلون بتحمّل هذه المسؤولية، ستصيرون إلى أن تضعوا يدكم في يد ( معتوه)، قال عنه كلّ من تعامل معه: إنه كذاب ومجرم وقاتل. وتؤكد الوقائع الموثقة على الأرض السورية أنه قاتل أطفال، ومغتصب نساء ...

كنت أعرف من خلال لقاءاتنا الحارة مدى صدق عواطفك الوطنية وتمردها على سياجات الخطاب الرسمي التكليفي الذي ينوء عادة بالقواعد وضرورات القيافة البروتوكولية ، فإذا بي أستعيدك إنسانيا ووجدانيا ،بلا ديباجات رسمية ، أوصيغ عقائدية ايديولوجية تذكر القاريء دائما بانتساب صاحب الخطاب إلى ايديولوجيا عقائدية معينة في خدمة مصلحة الجماعة أو الحزب أو التيار أو المذهب ...

سررت بك ياصديقي أن تكتب بهذا الخطاب الوطني المقشّر من لحاء أية صبغة ايديولوجية أو مذهبية تعبوية (جمعوية –حزبوية )، إنه الخطاب الوطني الصافي ،الثوري الصافي كصفاء قلبك ووجدانك الوطني أيها الصديق النظيف والنزيه، نظافة ونزاهة الضمير الوطني لسوريا كأولوية وطنية ...التي هي أولا وثانيا .... وعاشرا ..

من يقرأ خطابك اليوم أخي العزيز زهير، لا يعرف انتماءاتك العضوية أو المذهبية ما قبل الوطنية، ما قبل السورية ، بل هي لغة الدم السوري ، لغة الثورة السورية بلا تعاويذ أو تلاوين حزبوية أو ملتية أو مذهبية ..إنه الخطاب الوطني المدني الرفيع الديموقراطي الذي يتماهى مع الآخر الوطني بدون مسافة أو مساحة مع كل حفاظه على احترامه للتعدد والتغاير ،دون أي بروتوكولات –أو حذلقات "تمجكات"، حسب موروثنا الحلبي الذي وثقه علامتنا الكبير خير الدين الأسدي- هذه الحذلقاتر : (الفذلكات- التمجكات) التي توحي بالنرجسيات الصغيرة القائمة على الفروق والتمايزات الصغيرة بين المجموعات الأهلية والوطنية وفق تعبير فرويد ...

أقول: هذه النرجسيات الصغيرة تجاوزها الوعي الوطني السوري منذ زمن الاستقلال، وأكدها اليوم من خلال ثورته العظيمة ، بعد كل محاولات (التفخيخ الطائفي ) لعصابات النظام الأسدي لتفجير وحدتنا الوطنية السورية ...لتأبيد المافيوية البربرية الوحشية الأسدية 

أخي العزيز زهير إنني مسرور لتوافقنا على أن العدو الرئيسي لشعبنا هو الإستبداد ...إن كان (أسديا أو ايرانيا أو روسيا أو صهيونيا ...الخ)

ودمت لنا أخا وصديقا ،نعوّل عليه وعلى دوره في عملية التنوير في فضائه الإسلامي والأخواني ..وإنني سأكون سعيدا أكثر عندما أعرف أن خطابك في رسالتك الأثيرة هذه ، والتي هي بدون أية حواشي ايديولوجية ، أو مقدمات فقهية وخواتم بيانية تتوخى أن توحي بالحزبوية والجماعوية ...إنني أرحب بها بدرجة ترحيبي وبهجتي بعقلك الطليق يا ابن حلب الشهباء والكواكبي صاحب : ( المنفستو/ البيان) العربي والإسلامي الأول ضد طبائع الاستبداد ...لك ولكل الأصدقاء في الأخوان المسلمين من أمثالك كل التقدير والاحترام ...