يا أسنى أمل
يا أسنى أمل!!
فراس حج محمد /فلسطين
ترنيمة حب ووفاء مرفوعة إلى مقام الشهيد "لبيب عازم" صديق الطفولة والصبا والفكرة المنفتحة على المطلق.
-1-
لام اللهيب تصبه في ليلهم كي ننتصرْ
باء البسالة، خيلها جمحت على جيش الطغاة المنصهرْ
ياء اليمامة غردت بلحونها على وقع السيوف
الكاتبات السفْرَ في عطر الزهرْ
باء البداية كل يوم في طقوس الحربِ نشعلها،
ونكتب في المناشيرِ، الفضائياتِ
آيات الخبرْ
-2-
كانت صداقتنا حلمْ!!
كانت علاقتنا براءتَنا طفلين نحدو الحرفَ في خطو الصِّغرْ
كانت هدايتنا بمصحفنا، نرتله بفجر الصائمين القائمين الفجرَ
مشتعل العبِرْ
باتت صداقتُنا، طفولتُنا، صبانا، تسكبُ الأرواح في بعض الكمدْ
غنيت منك على الوترْ
فتسابق اللحن الشجيّ موَلِّها ليل السمرْ
ويضيء حيرتنا، ويثمر في مباني الوقتِ أنساغَ الشجرْ
-3-
مرَّ الزمانُ، ودار دورته
يعيد غواية الأحلامِ
في موت تزيّن في مساءات الهداية مثل نور في المُقَلْ
لا، لم نقل إنا تبتلنا بحبك بعدُ
يا أسنى أمل!
لا، لم نعدَّ الشعر مجبولا بشريان المحبة بعدُ
يا فجرا
تفجّرَ عامدا في سعد يوم عامرٍ بك يُحْتَفَلْ
مرّ الزمان المرُّ، لا يحلو على وقع الهزائم في
مسافات المحافل والخطلْ
مر الزمانُ على جنون اليأس من عدم الخرافةِ
والزيتون مغبرّاً يقاوم قالعيه ويكتحلْ
-4-
هو ذاك يومٌ منذ عقد بل يزيدْ
والسرُّ فيك معنونا
مكتوبةٌ آلاؤه بشعور حبْ
وزعت روحك في المرايا،
ننظر جبهة للفارس المغوار، يسعى في الدروبِ
يعدُّ أسباب الطربْ
صرنا نرى وجها تقابله الوجوه تَنَكَّسِتْ منها الملامحُ
تصفرّ شاحبة تلهو بأسقام الخطبْ
صرنا نرى من ساعديك سواعداً هَدَمَتْ صروح السجن
مع سجانها، وتستهدي اشتعالات الجلالةْ
لم يثنها ليل ترمّد في التعبْ
صرنا نرى قدما تدوس بعظمها هام الطغاةِ،
تبحث في أرتالها عن وهم ألقابٍ، وأشباه الرتبْ!!
صرنا نرى العقل الرزين الراجح الحادي لألوان الشموخِ
كأشجار النخيل، تصد عاتية الرياحْ
تعطي وتبذل في ارتياحْ
-5-
كتبتْ حروف الليلك الرائي على جدران أحلام البلدْ
كتبت أغاني المجد في شدو الجبلْ
كتبت تقولْ:
المجد والأحلام والذكرى وأسفار الحنينْ
تولِّد الآمال تمسح دمعة الأيمِ الحزينة في عز الصهدْ
-6-
هو ذاك يا شدو الأسامي الراسخات بوردنا
فاحت عطورا وانتشت
كلُّ ابتهالات الأماني زغردت
لما اعتليت بصهوة الخيل الأصيلةِ معلناً
موتاً شهيدا لا تُحَدْ
خلّدت روحك في البلدْ
خلدت روحك في شرايين الحياة إلى الأبدْ
وإلى الأبدْ
وإلى الأبدْ
تحدو بحَنجَرةِ الشهيد الحيِّ يا "قل هو الله أحد"
يا قل هو "الله الصمدْ"
يا سورة الإخلاصِ
يا عنوان كل الراحلين إلى السماءِ
المقبلين على "ولم يكن له كفوا أحدْ".