كلمة من واحة الحب في تكريم الدكتورة نهلة الدباس
كلمة من واحة الحب
في تكريم الدكتورة نهلة الدباس
نسيبة بحرو
يحار البيان في وصفها والتشبيه ، أمنهل عذب يمدنا بالخير الوفير ؟ أم قمر يتوسطنا ويلقي علينا بالضياء المبين ؟ أم شمس تتعاقب بإشراق فتنعش الحياة من بعد المغيب ؟
هي واحة غناء تجملت بألوان الربيع ، ورسمت لنا بكل لون آفاق الغد المشرق والمنهج البديع .. ففي كل اجتماع لنا معها دروس وعبر، ومواعظ كما الدرر ، وحكم وفكر .. نترقب ذلك بنفوس متلهفة ومتعطشة للماءِ الزلال المتدفق من نبع أفكارها .. من كلماتها وإرشادها لنا ، فنرتوي منه وتزهو حياتنا مسكاً وأريج ..
لقد قدمت لنا من هدي القرآنِ والسنةِ والحديث ، وأحكامِ العقيدة والفقه والعبادات .. ودروس الحياة الاجتماعية والإرشادات النفسية وغير ذلك الكثير ، فكانت دروسها منهجاً منيراً لنا نلتمس به الطريق في كل جوانب الحياة على اختلافها ، وقفزات ناجحة نتخطى بها العثرات والمعوقات.. ومثبتات على دروب النجاح .
كيف لا وهي الأم الرفيقة في كل الأوقات والمناسبات .. ففي اللحظات الفرحة تعانقنا وتهنئنا ، وان انقلب الحال تحتوينا بالحضن الدافىء وتواسينا ، وعند الشدة والمحن توقد في النفس الصبر للتحمل والعزم للمواجهة والتخطي ، أما عند الخطأ فتعاتبنا بلطف ولين وترشدنا الى الصواب المستقيم ، حباً لنا وحرصاً علينا ..
في كل لقاء معها نستقي دروساً عامة تليها دروس خاصة ، حيث نتسابق للحديث معها على انفراد في شؤوننا وهمومنا ومشاكلنا ، ومن لم تنل هذا الشرف أولاً فإنها تقف في صف المنتظرات وترقب الدور ، لقد بذلت من الجهد ودون راحة طيلة العام ، وندرك أن سعيها سيمتد حتى بعد أن ينتهي ، حين سترسم بتنظيمها ونشاطها المعهود مخططاتَ منهج العام القادم كما تفعل في ختام كل عام ، وكلُ ذلك من أجلنا ..
بماذا عسانا نترنم ؟ تمضي الأيام ولا ينتهي عطاءها .. بل يزيد ، وننسى اللحظات ولا ننسى همساتها والنصح الرشيد ، منذ أيام خلت لكنها في المخيلة كما الأمس القريب ، فنذكر الكلمات والبسمات والارشاد ، وأجملَ الرحلاتِ والمكافأتِ وكلَ ما كان وكان مما لا يقدر بأثمان .. إلى يومنا هذا الذي نقف به بمحبة وامتنان وبأسمى آيات الشكر والتقدير لها .. لنقول يا أستاذة نهلة الحبيبة ، يا ملكة القلوب والعطاء : إنا نحبك في الله ..