من شهداء الثورة الشهيد زاهر النقار
مع استمرار الثورة, تستمر مواكب الشهداء إلى الجنة في بلادي ..
أجزم أن في الشهيد أمرا مميزا عن غيره .. حتى يختاره الله للشهادة ..
شهيد حماة البطل الدكتور : زاهر ناجح النقار, ذو 25 ربيعا .. كان من هؤلاء المميزين الذين يختارهم الله لجواره، يكافئهم بجنة الخلد جزاء لما قدموه في دنياهم ..
كان زاهر يعمل في السعودية، لكن رحيل صديقه الشهيد (عصام رقية) حرك الدماء بداخله، وأبت نفسه المقام بعيداً عن رائحة الجنان.. شده رفيقه الراحل لهناك لحماة، مقسماً أن يحررها من دنس الطغاة الذين تجبروا وحسبوا أنهم بقتلهم الأحرار يحرمونهم الحياة وما دروا أن بحماة شباب يشترون الموت لتوهب لهم الحياة! ما دروا أن هناك شباب لا يهابون الموت بل يتسابقون للشهادة ويتنافسون عليها…
وبمسجد مصطفى جابر بحي طريق حلب يرتفع صوت زاهر صادحاً بالتكبير وتختلط معه أصوات الأحرار، ليقودهم نحو أصداء الحرية..
من أصعب الصراعات هي تلك التي يخير بها الشاب بين طريق الشهادة والحرية وبين قلق الأهل واصرارهم على العودة، وقد عاناه زاهر وصمد طويلاً أمام أهله يخبرهم بقوة باختياره بالمتابعة والعزم على طريق الشهادة والحرية.. لكنهم يأبون إلا الاصرار عليه بالرحيل!! ذلك الحكم الذي أباه زاهر وأسره بقلبه مستخيراً الله أن يختار له الخيرة من أمره، فلو أجبره العالم على أمر لم يكتبه الله له لن يتمكنون! وهو قد أودع رجائه عند الله وحده..
اختار اهله له السفر وعزموا الأمر لذلك، وحجز يوم السبت 10/12/2011 !!
ولكن الله اختار له سفراً يليق به أكثر، اختاره للشهادة، ليحتضن رصاصات غادرة استقبلته فور خروجه من صلاة الجمعة 9/12/2011.. وغادر زاهر عالمنا متأثراً بجراحه بعدها، ليلتحق بعصام وصحبه الأحبة الذين سبقوه..
تمنى الشهادة ونالها .. ونفذت وصيته التي كانت بأن يُلف جثمانه الطاهر بعلم الاستقلال السوري …
أحسبه الآن سعيدا بجوار صديقه وبقية الشهداء .. فقد قدم كل ما يملك لهذه الثورة وترك إكمال الطريق لبقية الأحرار .. إما أن يلحقوا به أو أن يحققوا النصر الذي ضحى بدمه لنيله ..
رحمك الله يا زاهر.. ودمك بإذن الله لن يذهب هباء.