إلى الشيخ الأستاذ غسان نجار
د. عامر أبو سلامة
أيها الشيخ الجليل, سلام الله تعالى عليك ورحمته وبركاته, وأسأل الله تعالى أن تكون بخير وبصحة وعافية, كما أسأله تعالى أن يحميك من كيد النظام وفجوره, وطغيانه وشروره.
لقد قرأت بيانك المهم, عن تلفيق النظام تهمة سوء لك, أنت منها براء, وليس جديداً على هذا النظام, أن يقوم بمثل هذه الفرى, وهذا الأذى, فهذا ديدنه, وهذه أخلاقه المرذولة, ولا أدل على ذلك من كيل التهم التي يلقيها عن كيد وسابق إصرار, عن المتظاهرين, وفي كل يوم لون جديد من هذه الإفتراآت, تارة يصفهم بالمندسين, وأخرى بالعملاء لأمريكا, وثالثة عملاء لإسرائيل, ورابعة يقول عنهم أنهم سلفيون!!! وديدنه المستمر التهمة بالأجندة الخارجية, وأن المتظاهرين يقبضون الأموال من الخارج, وأنهم مسلحون, يقتلون الأبرياء من ضباط الجيش, ويقضون على الأكاديميين, وصدق من قال: رمتني بدائها, وانسلت.
وهو بهذا يمضي على طريق ابن سلول وأمثاله من المنافقين الذين يختلقون الإفك في حق الأطهار, ليشوهوا سمعتهم, ولينفض الناس من حولهم, ومن ثم يعتقد النظام أنه بهذا, يخلص نفسه من غضب الشعب, ولا عجب, ففي الحديث الصحيح( إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
وهؤلاء قوم مردوا على الكذب والنفاق والباطنية, جهاراً نهاراً, فهم كما قال أحدهم: بأنهم لا يصدقون حتى في درجات الحرارة, في نشرات الأخبار, لأنهم يكذبون ويكذبون, بل ويتحرون ذلك, ومن كان كذلك, فإنه يكتب عند الله كذاباً.
يا أستاذ غسان- حفظك الله- لا تأس من هذه الألاعيب, فأنت أكبر من مثل هذه التهم, والشعب السوري يعرف من غسان النجار, بتاريخه المشرف, وجهاده السلمي في مقاومة النظام. وبالمقابل كل الناس يعرف تمام المعرفة
من هو نظام سورية المجرم الإستخباراتي, ويعرفون الهدف من مثل هذه التلفيقات التي نعرفها من أفاك أثيم.( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله).
يا أستاذ غسان- بارك الله فيك- حرب الشائعات, أسلوب قديم حديث, يهدف من ضمن ما يهدف, إلى إشغال العاملين, بهذه الشائعات, وصرفهم عن الهدف الأسمى الذي يريده هذا الآمر بالمعروف, الناهي عن المنكر, الذي يريد فضح الشر وتلامذته, والباطل وأحلاسه, فالقافلة تمضي, وهؤلاء سيذهبون إلى مزابل التاريخ.
نعم من حقك أن تبين المسألة, وحق لك أن تشتكي على مصدر هذا الإفك المبين, ولكن أعظم رد عليهم أن تستمر في رسالتك المقاومة لهذا النظام,
حتى لا يفرح النظام بساعة شغلنا بها عنه, وزبده هذا يذهب جفاء, والله تعالى يدافع عن الذين آمنوا.
نتألم لألمك, ولكنه في ميزان حسناتك, يوم لقاء الله, وتكون في قافلة الأبرار الذين قذفوا, من أمثال نبي الله يوسف- عليه السلام- وأمنا أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها وعن أبيها- .
الإبتلاء سنة الله تعالى في خلقه, وإذا أحب الله عبداً ابتلاه, وأشد الناس بلاء الأنبياء فالصالحون, يبتلى المرء على قدر دينه, فلا تحزن أيها الأستاذ الجليل, فأنت في قافلة الخير, فسنة الله ما ضية في هذا لا تتخلف, والسعيد من اطمأن إلى حسن سيره, وهذه شهادة خير لك, إذ يقذفك هذا النظام.
وإذا أتتك مذمة من ناقص, فهي شهادة لك بأنك غير ذلك.
إن الذي يفعله النظام بك الآن يفعله بشعبنا كله, ويحاول ذبحه بكل صنوف السكاكين, لم يسلم منه طفل, ولا امرأة, قتل الآف السوريين, شرد عشرات الألوف, اعتقل حتى ما عادت السجون السياسية- على كثرتها و سعتها – تسع المعتقلين, أحرق البيوت والمحال التجارية والمزارع, فماذا ينتظر من نظام كهذا أن يفعل بمثلك أيها المجاهد البطل؟؟؟
نعم إن النظام, اتخذ قراره بتصفية المعارضين, وهو قرار قديم, قدم توليه السلطة, فلم يعرف لغة سوى هذه اللغة مع معارضيه, وإن تشدق بالديمقراطية, وتحدث كثيراً عن الحوار, فهذا من باب اللف والدوران, والمراوغة في كسب الوقت, ليخطط كيف يمكر, وبأي أسلوب يكيد.
من هنا, فإنا نحمل النظام مسؤولية المساس بالأستاذ الكريم, وعلى جميع الحقوقيين والساسة والمنظمات التي تهتم بمثل هذه القضايا, أن تعي ما معنى هذا النداء الذي أطلقه الأستاذ النجار, وهو الخبير المعارض لهذا النظام, كما ندعو أبناء شعبنا لوعي هذه الحقيقة, واتخاذ الإجراآت الإحترازية التي تقي من مثل هذه الأعمال, فتفويت الفرصة على العدو, أمر مطلوب شرعاً, ولازم عرفاً.
أسأل الله تعالى أن يحفظ الأستاذ من كيد النظام وعدوانه, وأن يمتعه بالصحة والعافية, حتى يرى سورية الغد, وقد زالت مظاهر الظلم والقهر والويل والإستبداد والضلال والفساد.
( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).